الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الوباء و الحرب
خليل قانصوه
طبيب متقاعد
(Khalil Kansou)
2020 / 4 / 21
مواضيع وابحاث سياسية
من غرائب النظام الرأسمالي الغربي أن انشغال الناس بالوباء لم يمنع ، وربما أعتبر الوباء فرصة يمكن استغلالها ، تصعيد حدة الحرب المستمرة في ليبيا و اليمن . فمن نافلة القول أن هذه الحرب ما هي إلا بؤرة نار من بين بؤرات معروفة ، أشعلتها الدول الغربية الرئيسة في سياق حملتها العسكرية التي انطلقت في سنوات 1980 من أجل الاستيلاء على البلاد السورية و العراق بالإضافة إلى شبه جزيرة العرب و شمال إفريقية ، دون أن يحسب حساب لحقوق الناس في أوطانهم . ليس من حاجة إلى برهان أو دليل إثباتا لذلك ، فالحرب الدائرة في اليمن و ليبيا و استطردا في سورية و العراق ، و ما بلغته من درجات ، قتلا و دمارا ، ناهيك من نوعية السلاح المستخدم تظهر بوضوح بصمات الدول المذكورة .فمن غير المعقول أن تنغمس مملكة السعوديين على سبيل المثال في حرب دون إشراف الولايات المتحدة الأميركية و تدخلها المباشر!
لا نجازف بالكلام أن غاية الدول الغربية الرئيسة المنضوية تحت لواء الولايات المتحدة الأميركية هو الاستيلاء على اليمن و ليبيا ، لولا لم يكن هذ ا هو هدفها الحقيقي لماشنت هذه الدول الكبيرة القوية ، حربا إلغائية في بلدين يصعب أن يتخيل المرء أن ينشأ فيهما خطر يتهدد ها .
أكتفي بهذه التوطئة لانتقل من بعد إلى تناول مسألة الوباء و ما كشف عنه بوجه خاص في الدول التي تنشر جيوشها في أماكن متفرقة ، على الأرض و في البحار و الفضاء ، في إطار سياسة امبريالية معولمة .
لن أتوقف هنا مطولا عند الخلل البيئي و أساليب التطور المتبعة ، و دور هذه العوامل في نشوء تحولات في عالم الأحياء ، لا تعدو كونها عمليات تتأقلم بواسطتها الكائنات لكي تبقى ، قد تكون في الوقت نفسه في أصل ظهور وباء ضار بكائنات غيرها و منها الإنسان !
ما أود قوله هو أن شعوب الدول المشار إليها تعاني كثيرا من جرّاء الوباء . فأعداد المصابين كبيرة ، و المستشفيات تفتقد لمستلزمات العناية على جميع المستويات نتيجة لبرانامج تقليص النفقات التي تتبعه هذه الدول في حقل الخدمات الاجتماعية للعموم و تحديدا في حقل الصحة العامة والتعليم الرسمي و الضمان الاجتماعي ، يترافق ذلك مع اتخاذ ها منحى باتجاه خصخصة غالبية المرافق ، إلى جانب تدعيم أدوات سلطتها في الداخل و الخارج .
يمكننا أن نلخص مبررات الحجر المفروض على الناس ، بنقص الأسرة في المستشفيات والكمامات و القفازات و القمصان و المآزر الطبية و أجهزة التنفس و وسائل تشخيص الإصابة بالمرض ، و أن الغرض المضمّن في إجراء فرضه هو ترتيب تعريض الناس تدريجيا ، عندما يحين وقت رفعه للإصابة بما يتلاءم مع قدرة المستشفيات على استقبال المصابين الذين تستوجب حالتهم الصحية عناية مكثفة ، علما أنه لا يوجد حتى الآن علاج ناجع أو لقاح ضد العلة السارية.
مجمل القول أن تصعيد حدة الهجمات العسكرية في هذه الأثناء ، على اليمن و ليبيا تعكس إصرار الدول المعتدية على مواصلة تنفيذ خطتها على حساب المرضى و الضعفاء و الفقراء في بلدانها وخارجها
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. التوتر يشتد في الجامعات الأمريكية مع توسع حركة الطلاب المؤيد
.. ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟ • فرانس 24 / FRANCE 24
.. استمرار تظاهرات الطلاب المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمي
.. وفد مصري إلى إسرائيل.. ومقترحات تمهد لـ-هدنة غزة-
.. بايدن: أوقع قانون حزمة الأمن القومي التي تحمي أمريكا