الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آداب الزيف و التزييف ...

راوند دلعو
(مفكر _ ناقد للدين _ ناقد أدبي _ باحث في تاريخ المحمدية المبكر _ شاعر) من دمشق.

(Rawand Dalao)

2020 / 4 / 22
الادب والفن


حقاً إنها مصيبة !!!

بل قصيدة جريمة !!

بل طامة رهيبة و معضلة عجيبة ... !!

و الألعن من ذلك أنها قصيدة للشاعر العظيم و الملهِمُ الأكبر نزار قباني .... !

أما الحضور المغيَّب فيصفق لنزار بحرارة 👏👏 !!! دون أن يدري حجم المصيبة التي يلقيها نزار على مسامعه !

إنها قصيدة بعنوان : مرسوم بإقالة خالد بن الوليد !!

لكن لماذا هي مصيبة ؟؟
سأخبركم لماذا ..... هي مصيبة لأنها تعكس مدى تجذر الجهل و تغلغله في دخاليج الوسط الثقافي في مجتمعاتنا الشرق أوسطية المنكوبة بمحمد و آل محمد ... و قريش و بني قريش !!

فمع احترامي و تقديري للقصيدة النزارية بشكل عام ، و لأسلوبها التجديدي في دواوين الحرف المقدام ... لكنني و للأسف أجد أنه و بالرغم من عمله كدبلوماسي سوري في لندن ، إلا أنه كان مُغيَّباً فكرياً ... فهو لم يدرك أن أهل بلده سوريا ليسوا عرباً ... و أن العربي القرشي مجرد محتل لسوريا ... كما أنه لم يدرك أن العربي مجرد محتل لمصر و المغرب و الأندلس و كل بقعة خارج جزيرة العرب !!!

ففي القصيدة المرفقة ( و مثلها العشرات ) يمتدح نزار كبار مجرمي الاحتلالات المحمدية التعريبية لبلادنا ( خالد _ عمر _ طارق _ القعقاع _ صلاح الدين ) .... يمتدح الذين دمروا سوريا في اليرموك الأسود ( بلد نزار !!) و سبوا نساءها و يتموا أطفال جيل كامل ... فها هو يتغنى بجرائم من أذلوا أجداده تحت غطاء الفتوحات ... و يصف أعمالهم على أنها بطولات .... !

يستخدم أسماءهم بشكل رمزي واضح ... فهم عنده رموز الفخر و السؤدد و علامات تعيده إلى أيام الرفعة و الكبرياء حسب زعمه المغرر به !

بينما _ في الواقع _ هم المجرمون حقاً ... هم المدمرون لكرامة و تاريخ و حضارة و بنيان الشرق الأوسط ... هم الذين مارسوا أبشع جرائم التطهير العرقي في الهلال الخصيب و شمال إفريقيا ... حيث انقرضت التعددية المدنية و الدينية منذ أن تسلطوا على رقاب العباد ... و ساقوا الناس بالأصفاد ... يتألهون عليهم كالمجرمين الأوغاد ....

#الحق_الحق_أقول_لكم .... المشكلة ليست في نزار ، بل في حقبة كاملة و أجيال وراء أجيال من المثقفين الذين عاشوا و ماتوا و لم يمتلكوا قدراً كافياً من الثقافة و الذكاء ليدركوا أنهم ليسوا عرباً ، و أن المحمدية عبارة عن ديانة إرهابية ، فُرضت على أجدادهم بالسيف و القهر و الكراهية ، و أن سياسة التعريب التي مارسها رؤوس و دعاة المحمدية قد أنهكت هذه البلاد غير العربية و سرقت تاريخها و سلخت جلدها عن لحمها و عظمها !!!

لم يمتلكوا وروز الذكاء ( ال IQ ) الكافية ليدركوا أن فكرة السيد عربي عبارة عن أكذوبة ملعوبة ... و أن العرب هم أهل جزيرة العرب فقط ( راجع مقالتي أكذوبة العروبة _ أكذوبة ملعوبة ).

أما هؤلاء الشعراء _ نزاراً و أمثاله _ فمن بني آشور و آسور و قبط و أمازيغ ... أي أنهم ليسوا عرباً !

يا لها من طامة فكرية كبرى !!

فمن الأقلام غير العربية التي اجتهدت في مدح مجرمي العروبة : أحمد شوقي _ حافظ إبراهيم _ محمود درويش _ الماغوط _ سعد الله ونوس _ مهدي الجواهري _ طه حسين _ نازك _ السياب _ ..... و غيرهم العشرات بل المئات من الشعراء و الكتاب و الأدباء ... الخ الخ الخ.

نعم ، هؤلاء من أعلام الفكر و جهابذة الحرف في الشرق الأوسط .... لكنهم للأسف عاشوا على كذبة العروبة يرددونها و يؤمنون بفحواها بينما هم في الحقيقة أبناء السوريان و الآرام و الآشوريين و القبط و الأمازيغ و و و ...

أدباء غير عرب ، و لا يمتون بصلة للعروبة .... لكنهم و للأسف عاشوا يظنون أنفسهم عرباً !!! يكتبون بحرف العرب !!! يضربون بسيف العرب !!! لتمجيد الجيل الأول من مجرمي العرب الذين نكحوا أخضر بلادهم و يابسها ... !

كتبوا و كتبوا عن أمجاد و مغامرات المحتل العربي الذي نكح بلادهم بمن فيها تحت مسمى الجزية و السبي و الغنائم و و و ... لكنهم لم يكتبوا عن حقبة فخرهم الحقيقي ما قبل المحمدية .... !! فماتت آسوريا و آشوريا و قبطيا و أمازيغيا و فينيقيا في أقلامهم ...

و عاشت عربستان همجستان صحراءستان فقط في هذه الأقلام ... !

الحق الحق أقول لكم .... إنهم المغيبون الذين عاشوا ليكتبوا ضد ثقافاتهم الحقيقة ، انتصاراً لثقافة المحتل العربي ظانين أنهم أحفاد أولئك المجرمين المحتلين !

و سؤالي الآن .... إذا كانت النخبة مغيبة بهذا الشكل ، فكيف بعوام الناس ؟

يا للهوووووول !

#الحق_الحق_أقول_لكم ... إن الحرف وعي .... فلا قيمة للحرف المغيب غير الواعي الذي يخالف الحقيقة .... و ذلك مهما ارتقى في فضاءات البلاغة و سما في سماوات الجمال ... !

إذ إن الوعي زمام النص و رقي سمته ... فإذا ضل الوعي انحرف سمت النص في غياهب الجهل و كهوف الحماقة ... !! ( القرآن كمثال _ نص مغلف بقشور بلاغية و سجعيات حمقى .... لكنه بلا وعي يرقى !!! ).

فالنص بلا وعي عبارة عن جهل مقدم على طبق من بلاغة زائفة و حذلقة قشورية ... !

و إلا فأخبروني بربكم ... ما قيمة جزالة شاعر روسي يمدح النازية بمنتهى الحماقة !!

أو شاعر فلسطيني يمدح الصهيونية بلياقة و لباقة !

أو شاعر سوري ( كنزار ) يمدح احتلال العرب لسوريا بمنتهى الوقاحة ؟

و ما خفي أعظم !

هامش :

لا ينبغي أن يفهم كلامي على أنه طعن بالشاعر العظيم نزار قباني .... فليس من العدل أن نطالبه بالخروج من كل الصناديق التي ابتليت بها أممنا في الشرق الأوسط ... فيكفيه فخراً أنه خرج و أخرج المرأة من صندوق النمطية الدينية.

#راوند_دلعو








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة أخيرة - ياسمين علي بتغني من سن 8 سنين.. وباباها كان بيس


.. كلمة أخيرة - المهرجانات مش غناء وكده بنشتم الغناء.. رأي صاد




.. كلمة أخيرة - -على باب الله-.. ياسمين علي ترد بشكل كوميدي عل


.. كلمة أخيرة - شركة معروفة طلبت مني ماتجوزش.. ياسمين علي تكشف




.. كلمة أخيرة - صدقي صخر بدأ بالغناء قبل التمثيل.. يا ترى بيحب