الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكومة الطوارئ الإسرائيلية !

توفيق أبو شومر

2020 / 4 / 22
القضية الفلسطينية


فجأة، اتفق الفريقان السياسيان (الرياضيان) المتنافسان على حكومة طوارئ وطنية في إسرائيل عشية يوم 20-4-2020، حكومة (كورونية) لا تخضع لمواصفات الحكومات السابقة، هي تشبه الكورونا، ليس بعدد (ضحاياها) أو وزرائها الكبير ، ما بين 32-36 وزيرا فقط، بل تشبه الكورونا بمفاجأة ظهورها، وسرعة انتشارها، تشبهها في مضاعفاتها الخطيرة، القاتلة بخاصة على الساحة الفلسطينية!
هناك إجماعٌ على أن الرابح الأول في هذه الحكومة (الكورونية) هو نتنياهو، هذه الحكومة ستكون حكومة الإعلان عن براءة نتنياهو، أو بصورة أخرى، حكومة تجميد تهم فساد نتنياهو، الرشوة، والاحتيال، وخيانة الأمانة، وتأجيلها إلى زمنٍ آخر!
لقد علَّق، نتنياهو على صدره وساما جديدا، سيستمرَّ سنةً ونصف السنة، ربما يُكمل الفترة الثانية أيضا بعد أن يُخطط لتسجيلِ هدفٍ آخر جديد في مرمى الخصم الضعيف، ويتمكن من إزاحة غانتس بضربة فنيَّة قاضية، بهذه الضربة سيسجل (نتنياهو) أطول فترة حكم رئيس وزراء في إسرائيل، متجاوزا كل القادة والزعماء التاريخيين في إسرائيل.
إن أبرز ضحايا الاتفاق هو النظام القضائي في إسرائيل، لأن نتنياهو لم يُعطِ وزارة العدل لحزب أزرق وأبيض إلا بعد أن قيَّد النظام القضائي بأسره بأصفادِ قانونية، فجعل القضاءَ خاتَما في إصبعه، فقد اشترط أن يكون له حق (الفيتو) في لجنة تعيين القُضاة في الكنيست، وأن يكون ضمن اللجنة عُضوان ليكوديان!
نتنياهو، بهذه الخطة سيتمكن من إزاحة عدويه اللدوديْنِ، المستشار القانوني، أفيحاي مندلبلت، وهو الذي أعد ملفات فساد نتنياهو، وقدمها للمحكمة، مع العلم أن المستشار سينهي عمله ويخرج للتقاعد بعد أسابيع قليلة، وكذلك النائب العام، شاي نيتسان، المتهم بتحريض أفيحاي مندلبلت!
أما الضحية الفلسطينية الأبرز هي دولة فلسطين، بعد موافقة الطرفين، الليكود، وأزرق وأبيض على تنفيذ صفقة القرن عمليا، أي، ضم الكتل الاستيطانية في الضفة الغربية مما يقضي على مشروع حل الدولتين، هذه الصفقة تبدأ بضم غور الأردن أولا، لأن مُخططها جاهزٌ منذ عام 1967 وفق مُخطط (ألون)، أو مشروع ألون!
أما الضحية الثالثة فهي الديموقراطية المزعومة في إسرائيل، وقد عبَّرتْ زعيمة حزب، ميرتس، تامار زاندبيرغ، عن ذلك قالت بعد توقيع الاتفاق: "لقد استسلم، بني غانتس لنتنياهو، رفع الراية البيضاء، خذل الأكثرية، هذه ليست حكومة طوارئ وطنية، بل إنها حكومة لتقويض الديموقراطية"
في هذا السياق شعرتْ حركة المساواة، وحقوق الإنسان في إسرائيل بالخطر بعد تشكيل هذه الحكومة، وهي آخر بقايا اليسار، لذلك قدَّمت هذه الحركة التماسا قضائيا للمحكمة العليا، تُطالبها فيه أن تُصدرَ أمرا بمنع نتنياهو من تشكيل حكومة الطوارئ، جاء في الالتماس:
"نتنياهو مُدانٌ بثلاث تُهم فساد، نطالب بوضع مواصفات خاصة لمن يُكلَّف بتشكيل حكومة، وبما أن نتنياهو لم يُكلَّف من رئيس الدولة، إذن، ينبغي منعه من تشكيلها، إن تشكيل حكومة الطوارئ من قِبل المتهم بالفساد، نتنياهو، هو أول سابقة خطيرة في تاريخ إسرائيل!"
أما القائمة المشتركة، فقد أعلنت بلسان زعيمها، أيمن عودة:
"هذه الحكومة صفعة في وجه الأغلبية، غانتس ليس قويا"
أما ليبرمان فقد علَّق قائلا:
"الحكومة الجديدة هى نسخةٌ أخرى من حكومات نتنياهو السابقة، مع شركائه التقليديين، الحارديم المتزمتين"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كل شيء جائز
ابراهيم الثلجي ( 2020 / 4 / 22 - 12:32 )
صار واضحا للمراقب البسيط بان اوراق اللعب تغيرت فها هي قطاعات اقتصادية ودول كان المس بها من المحرمات فشركات عملاقة تنهار تنتظر الاعلان الرسمي ودول عايشة على حراسة مصالح القرصنة الدولية لثروات شعوبها صناديقها تفرغ ومصير حكامها في شقق اوروبا مغلقة على من فيها وابوابها مثقلة من تكدس فواتير تلفون على مياه على غيره من اثمان اطعمة ديليفري؟،
سهل تكتشف انه الكبير تغيرت سياسته واستراتيجيته الدجالة للاستمرار في وضع الحكمة في فك الانسان ليسوقهم مثل البغال الى حقوله ومصانعه ويستجدون لقروض ربوية لن تزيدهم الا خسارا وفقرا اكبر
في هذه الحالة لا نستغرب انه قلب على اسرائيل الصهيونية وصار مناصرا وداعما لميليشيات الشيعة والعلوية لانهم بثقافتهم مستعدون لعبادة الانسان من دون الله ولحس غائطهم كما تردد فضائيات الملالي ليل نهار
وما ضرب اسرائيل لسوريا ليل نهار الا للحيلولة دون انسياب الشيعة تحت لواء الدجال اليهم ضمن مخطط اقامة مملكة الرب مدعية تحقيق العدالة المطلقة تحت شعار والية ان الرب صعد وها هو عاد ليجلس على عرشه الارضي(هذا كله من الاسفار وللاسف من الكتاب الانجليكاني الذي شجع ترامب وشلته لقضم القدس

اخر الافلام

.. بعد -الإساءة لدورها-.. هل يتم استبدال دور قطر بتركيا في الوس


.. «مستعدون لإطلاق الصواريخ».. إيران تهدد إسرائيل بـ«النووي» إل




.. مساعد وزير الخارجية الفلسطيني لسكاي نيوز عربية: الاعتراف بفل


.. ما هي السيناريوهات في حال ردت إسرائيل وهل ستشمل ضرب مفاعلات




.. شبكات | بالفيديو.. سيول جارفة في اليمن غمرت الشوارع وسحبت مر