الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعر الحديث هل يعرف؟

عايد سعيد السراج

2020 / 4 / 22
الادب والفن


. هل ثم. تعريف للشعر ,. ..لقاء صحفي
عايد سعيد السِّراج
: لا أتصور ذلك فالشعر شعور مجسد برؤا وحالة غور إلى أعماق الذات – وإبلاج إلى بحيرات الوجع , وتصاب ٍ على أعماق الروح , ولعب على جمال اللغة , فأنا أُجزم أن لا تعريف للشعر , ولكن هناك اقتراب من المفاهيم الشعرية , نعم هناك تعريفٌ للقصيدة فالقصائد تحتوي على صدر ٍ وعجز ٍ وعروض ٍ وقافية ٍ وحشو ٍ وروي ٍ / وهذا تركيب , وتأسيس وهو رصف ونظم , ومقاييس , أما الشعر الحديث بالإطلاق فلا تعريف له , وكذلك قصيدة النثر غير موجودة , لأنّ القصيدة تلتزم بما أسلفنا , فلا يجوز أن نقول قصيدة النثر ، بل نقول الشعر النثري , أو النثر الشعري , أو النص الشعري ، فالشعر الحديث , أو الشعر المنثور , هو تعبير متشظي على أفاق لا متناهية , وهو المتجلي القادر على أن يجعلني أكثر حرية وأكثر انسجاماً مع الذات , وأكثر شفافية في التواصل مع أحاسيسي , والذي يمكنني من التحريض الدائم , واللامحدود لآفاق التخيل , والتركيب العجيب والمدهش, أنَ أكون قادرا على جعل المفردة أكثر تركيزأُ
وقدرة على نطق مالا يستطيعه آخر , فالشعر الحر تماماً مثله مثل الطبيعة , وحشي وخالد , وقادر على تركنا أكثر تجانساً مع لحظة الوحشة الكامنة فينا , فهو الوحيد القَيمّ على قيمته , والقادر أبداً على جعلنا نسمو مع عوالمه وفضاءاته اللامتناهية , لأنّه حرية وضرورة ، فإنني أخال أنّ نصوصاً كثيرة , كتبت في العالم العربي , وتكتب وستكتب , ولكن القضية تكمن في المفهوم ، نحن لم نحدد مفاهيمنا بعد – تجاه المفاهيم الحياتية الكبرى , لذلك ما زلنا نلهث وراء الركب , وراء حكم القيم ،…. المدارس الأوربية والأجنبية التي ظهرت , لها منظورها وفلاسفتها , حتى لو كانت تمس مسألة بسيطة أو جزئية في النظرة إلى الأدب ، أو أي نوع من الفنون .
لذا أُشْبعت دَرْسَاً وتَمَحْيصاً من جميع الجوانب , ولذلك- سما -لديهم النص وأبدع ،
أما نحن فما زلنا نتقاتل على مفهوم الشعر , ولا نتجادل أو نتحاور , وهذا طبيعي لأنّ بيننا من لا زالوا يعيشون في غياهب العصور الوسطى
فالأديب العربي ينسى ما قاله بالأمس ويناقض نفسه اليوم , إنّه إشكالي , بمعنى لم يحدد سماته وخصائصه ورؤاه بعد , هذا بالمعنى الاطلاقي وليس التحديدي , أما أن تشدنا الأمراس الكتان والصم الجندل إلى هاوية النكوص فتلك مأساة حقيقية , فالتمزق الروحي والنفسي ولإنساني الذي يعانيه الإنسان العربي , الذي يفترض فيه أن يكون ثائراً ومُثوّراً الجميع , على جميع القيم البالية لا داعياً لقيم بالية بمفاهيمه الجديدة البالية .
علينا أن نفهم الجميع أننا أكثر عمقاً واحتراماً لتاريخنا ، ولكننا أكثر فهماً وتقبلاً لأجل قضايا العصر والحياة , وكلما كنا أعمق تجذراً في الوعي المعرفي نكون أكثر حرية في النص الإبداعي , لا في شعر المناسبات الجاهز الصنع الذي ألفناه وتآلفنا معه , رغم الحالة النكوصية الإرتدادية التي يعيشها الشعر العربي ،
لذا فإن شعراء هذا القرن , ومبدعيه عليهم أن يسافروا على أحداث الفضائيات , إلى أبعد الكواكب والنجوم متسلحين , بوهج الحرف , ، وقدرة قدميه , وطاقات الشرق الروحية التي تذيب صخور الجليد , وجمال اللغة العربية الأخاذ ، إذا كانوا حقاً يريدون أن يكونوا , أبناء هذا العصر , فالشعر العربي الحديث لم يأت بولادة قيصرية , بل جاء عبر تسلسل طبيعي ، ومن العمود , إلى التفعيلة , إلى الشعر النثري , بأشكاله وألوانه المختلفة , إلى النصوص الإبداعية , لأنّ كل ما مضى جاء ليؤسس إلى كتابة الشعر الحديث ، وعلى الذين كتبوا القصيدة العمودية والمفعّلة , عليهم أن لا يخجلوا بأنْ أسسوا للشعر النثري وهم احرار في كتاباتهم , لأنّ ذلك يتطلب وقفة موضوعية مع الذات وشجاعة نادرة , خصوصاً أن المسألة ليست فروسية ومبارزة , بل حياة تجري إلى مستقرّها ، من لا يفهم مفاهيمها يتيه به عقله , والأكثر بؤساً أنّهم يخلطون بين أنماط الشعر , وكيفية التحديد, فلنحدد المفاهيم ولنتثاقف وليكن لنا " نظريتنا ؟ في الشعر , لا نظرتنا فالشعر شعور , والمشاعر لا تحددها مفاهيم , فكلما أَذِنْا للمفردة , أنْ تسوح جمالا على المعنى نكون أقرب إلى الشعر , فويل لشعراء لا يملكون حريتهم , وويل لأحرف أسيادها صنّاع جهل , وغيبوبة أبدية ، .
مقطع. من لقاء صحفي طويل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين


.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ




.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي