الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شخصيات والكوميديا السوداء .....الجزء الثالث

عبد الرزاق حرج

2006 / 6 / 14
كتابات ساخرة


هذه الآيام في السويد تعيش كل مدنها وقراها البعيده والقريبه ..أفراح الطلبه في توديعهم السنه الدراسيه ..تسير الطلبه في الشوارع المنتظمه بزيهم القبطاني وقبعاتهم تغطي شعرهم الذهبي والآسود والرمادي والفضي والآحمر كطيور من كل قطر أو قاره وهي تصدح بأصواتها وأناشيدها وشكرانها الى مدارسهم التي أوصلتهم الى سنه ودراسه ومعهد وجامعه جديده ..تعم الآحتفالات التوديعيه في المدارس مع مصاحبة الموسيقى والكلمات القصيره المحمله بالآماني السعيده لهولاء الطلبه الذين يساهموا في مزايا التحضر والتمدن والسلام والحريه في بناء هذا الصرح الآخضر والمحافظه على هذه المساحات الجميله والمنتظمه في كل شئ ...
لكن ليس هناك مقارنه حول قتل الطلبه في بلدي من قبل صيادي الموت تحت بدع وفتاوي هولآء القتله ..هولآء مهنتهم القتل وأصطياد الآنسان والتلذلذ في صيده ,,لايعرفوا غير هذه المهنه !!!...وهذا قدرنا أن نكون في شبابيك صيدهم اللعين !!!...لكن بين هذه الشعل الضاويه في هذه البساتين والمساحات الخضراء ورقصات هولآء الطلبه المفعمين بالسعاده في السويد وبين جزروشوي أجساد الطلبه في بلد الآرهاب الذي نال شهادة الآرهاب في تفوق يحسد عليه في بلدي العراق ...أيقظني من منامي في أحد الليالي البيضاء ,,,شخصيه كانت نائمه في حفر بيوتات الذاكره ,,جلست أمامي بجسدها المتعري وبفم مطبق وعينان تنظر لي في عتاب الراحلين ,,أن أدون حكايتها التي لها الحق في تسجيل روايتها التسجيليه الى الناس التي تتعاطى العاطفه والتأثروالتضامن بصدق التي يعنيها تاريخ هذه الشخصيات المهمشه والمجهوله التي غادرت الحياة مغدوره في الموت المبكر لشبابها المأسوف عليه ....في عام 83 في القرن الماضي ,,كانت غرف الموت في الشعبه الخامسه للآستخبارات العسكريه في الكاظميه بأعداد من البشر غير معنيه بالكم والنوع والعمر والشكل ,,,بل بشر يحوم حولها الموت والدود المنتعش يقضم بفمه الدرد في هذه الآجساد العفنه ,,,في كل فتره يموت شخصا,,, شخصين ,,عندما نبلغ الحرس في الصباح على الذين رحلوا ...يقولون لنا الحرس ..أنتظروا ..سوف نخرج هذه >الزباله >عن قريب ...أحيانا تبقى الجثث الصفراء والزرقاء لساعات طويله معنا في غرف الموت >...في أحدى الليالي الذي نتنفس عفن الموت في هذه الغرف الخازنه أرواح البشر ..فتح باب الغرفه من قبل حرس الزنزانات ,,رموا في وسطنا المتراكم بجثه ملفوفه >ببطانيه سوداء >..نحن كالعاده نقوم بالطرق المتبعه في هذه الزنزانات كي نسعف الشخص الغائب عن الوعي وعودة دبيب شر الحياة ,,,فعلا > شر > ,,عندما تعود الى طبيعتها يخنقوها من جديد ..لذلك أطلق على هذه الحياة هي شر والآدانه لخالقها >,,,فتح عينيه الضحيه الجديده ولسانه المدمى بدأ يتحرر من قضم أسنانه وبلل وجه الفتي من بقايا الماء المأخوذ من علب > البلاستك > المحصوره بين صفيحة > البول > في زاوية الغرفه القريبه من باب الغرفه ,,, كانت عيناه الطفوليه تنظر الى ملامحنا الكافره الذي صبغها تراكم الشعر ودهنيات العرق وتلاله التي أصبحت بيوت وأعشاش لدود الموت وملابسنا التي تلونت بلون وجوهنا العصيه عن المعنى بعد ما ضيعت براخش عنوان حياتها ..أول مانطق هذا الصبي الخائف من هذه الوجوه المرعبه ...> وين أمي ,,أريد أمي > ..ظلت عيناه تستجدي البكاء واللبد في مجاريها النازفه لكي يحتمي من هولاء الوحوش القابضه على جسده الراجف من الخوف ,,,يستغيث بفمه النازف بالدم > والله عمو كلشي ممسوي ,,ولله عمو كل,,,ش..ئ..ويغيب عن الوعي مرة ثانيه وثالثه > ,,بقيت الغرفه مستيقضا الى الصباح ,,,في الصباح تفتح الآبواب لنا في الذهاب ركضا الى > التواليت > ويجب قضاء > الحاجه> في دقائق معدوده ..كان الصبي بين ذراعينا يهرول معنا وعيناه خائفه وتراقب هذا المشهد الكوميدي ..ونحن بين طوفان الغائط وأقدامنا سابحه في هذا الغائط الذي قذف من مؤخراتهم الذين سبقونا وهم واقفون ,,,ترجع هذه الكتل البشريه وهي محمله للآمراض الجلديه الى هذه الغرف المدفونه سرا عن الناس ...جلس الفتى بيننا وهو فاتح فاه و وينظر علينا فردا فردا بنظرات حذره ..وزع علينا > صمون > العسكري فقط ,,على كل فرد له حصه أي > صمونه >,,,كان يصغي الى حوارنا المعتاد حول التحقيق والآستماع والانتباه الى الاسماء ..كل من ينادي على أسمه ..أذ قال الحرس ..>حضر روحك وشد عيونك بأي شئ >..نحن نعرف هذا تحقيق ..أما أذا صاحوا على أحد الاسماء ..حضر > غراضك > يعني شئ أخر ....هذه يومياتنا المجهوله ومصيرنا الغير معروف في حينها ...بعدما هدأ الوضع وأصبح الوقت ظهرا ...كانت الغرفه نائمه من سهرة أمس الداميه ,,يفتح الباب عادتا بعد الظهر لاأستلام > الغذاء > ,,على كف كف على كل الموقفين من بقايا وفضلات التمن الشام ريحة > المرق > ...هذه تعتبر وجبه دسمه نمسح كفوفنا في ملابسنا التي أصبحت دسمه ودهنيه والحامله روائح الطعام القاتل الذي بسببه يتوالد أشكال وأصناف >القمل > البني والآحمر ...قربنا هذا الفتى مننا ..قال أقدمنا في الغرفه الى هذا الشاب الذي خط شاربه توا ..أوليدي ..أنت شسمك ,,أجابه ..عمو أنا أسمي ,,كاظم ,,وهو يحرك وجه يمينا وشمالا في سرعة النظرات المتسائله ..طيب عمو ..أنت ,>,شنو > قضيتك >,,لكن عمو قبل ما تجيب ..نحن هنا مثل أهلك ,,يعني أحنا ..بشر ولا تخاف ..أخاف هذه اللحايه أتخوفك ,,فهذه عمو ,غصبن علينا من زينها > ..ظلت نظرات هذا الشاب تخطفنا في ومضات البراءه التي تبحث عن جواب ..قال الشاب ,,>عمو ..أنا ..من أهالي الناصريه ..وهاي السنه أخر سنه في مدرسة ألآعداديه ,,يعني راح أتخل بكالوريا بعد أشهر ,,ف> أمي > ناذرتني > الى الكاظم ,,أن أمشي من باب المعظم الى الكاظم مشي > وجينا الى بغداد أنا وأمي من الناصريه وبتنا عند أقربائنا والصبح أجينا أنا وأمي وقريبات أمي ,,قالت لي أمي > يمه كاظم > هسه تمشي من هذا الكراج وتعبر جسر الكاظميه وسلم على ابو حنيفه من أتمر بدربك عليه وأحنا أنا وخالاتك منتظريك باب > الدروازه > مال الكاظم ..حتى نتغده > كباب > وخلت بجيبي جم نذر مشدوده بقماش أخضر ...وأنا بدوري مشيت بكل همه حتى أوصل من وكت حتى أتغدى > كباب > ..وصلت الى أمام أبو حنيفه وسلمت عليه وأنا أمشي حسب وصايا أمي وعبرت الجسر وشفت على يميني وبركبت الجسر عسكري حرس وباب جبيره واكف يمه وبيده بندقيه وتخطيت الحرس ...وكفت يم بنايه مكتوب عليها مكتبه لكن كان بابها مغلوق وأقتربت من نخله وباوعت يمنه ويسره محد أكو بس السيارات تمشي بالشارع كانت لدي رغبه أن > أبول > لان أنحسرت وهواي مشيت وتعبت ..قبل ما أكمل > بولتي > ما أحس غير > الراشديات والدفرات> وصعدوني بسياره لاندكروز وشدو أعيوني ..وطببوني بغرفه وفتشوني بعد ما عروني من كل أثيابي وعثروا في جيبي هذه الادعيه التي وضعتها أمي ..صاحوا كلهم ,,ها,, أيوزع منشورات حزب الدعوه ..وبدأ الضرب معي في هذه الغرفه بدون ما أعرف شنو السالفه من وقت الظهر الى أن جابوني يمكم ..هاي كل قضيتي >... ظلت الغرفه لبعض اللحظات وأفرادها ينظرون الى بعضهم الى هذه القضيه الغريبه والى هذا الشاب الذي لايعرف ماذا جنى بحق الدوله لكي ينال هذا العذاب !!..المشكله في كيفيت مساعدته وهو لايزال في التحقيق وهو طفل لايعرف ماذا يفعل امام اعتى جبروت هذا الجهاز العسكري ..أستمر معه التحقيق شبه يومي ..كل ما يعود من التحقيق ..كان فاقد الوعي ,,في أحدى المرات جاءوا به الحرس وهو يبكي بحرقه وزباد فمه يخرخر على حنكه ورقبته ويشهق في بكاء يدمي القلب ..غسل وجه الطفولي من قبلنا ...بعدما هدأ من هذا البكاء المر ..قلت له > يمعود أنت رجال سبع ليش تبجي ...قال لي ,,يمعود اليوم التحقيق غير شكل ...قلت له كيف ..قال ..اليوم أتوا في والدي ..ويقولون لي أشهد على والدك في أخفاء أخي الهارب من العسكريه والذهاب به الى الهور وأيضا تثبيت بندقية الصيد الذي والدي يعتاش منها في مواسم الصيد في صيد الطيور الحره أنها بندقيه يقتل بها العسكر ,,>لكن أشكد حلفت لهم بس هم ميصدكون بيه> وبعدين علكوني بالسكف وربني ماخلقني ..صاحوا على > أبو عنتر > وكالوا أليه ,,هذا > أبو عنتر راح ,,أيني,,,يخوي أنا من سمعت هاي الحجايه والنوب مو بس هاي ,,حسيت واحد أيده خشنه تلعب ...بط,,,يخوي كش > يلدي > ..كلت ألهم ,,بس لاسون هاي السالفه > الغمه > كلشي أكول ألكم وأعترفت على أهلي كلهم وكل ما طلبوه وقعت عليه !!!..وبعدها أفترقنا كل واحد ينتظر نصيبه من هذه المهازل ...في عام 86 ...عرفت من أحد المنزلين من قاطع المغلقه المخصص للتيارات الدينيه الشيعيه ..قال لي ..كان يوجد معنا هذه الشخصيه بعدما أصبح من سكان الجهات الامنيه وحكم عليه بالسجن المؤبد في أقسام المغلقه ..كان يبكي دائما في زنزانات الغرف المغلقه الى أن مات وهو يبكي !!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريم بسيوني: الرواية التاريخية تحررني والصوفية ساهمت بانتشار


.. قبل انطلاق نهائيات اليوروفيجن.. الآلاف يتظاهرون ضد المشاركة




.. سكرين شوت | الـAI في الإنتاج الموسيقي والقانون: تنظيم وتوازن


.. سلمى أبو ضيف قلدت نفسها في التمثيل مع منى الشاذلي .. شوفوا ع




.. سكرين شوت | الترند الذي يسبب انقساماً في مصر: استخدام أصوات