الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كوفيد ...سواد تتلبد منه البلاد ويرتعد منه العباد

علي أحماد

2020 / 4 / 22
كتابات ساخرة


مع سواد ( الكوفيد ) بهت لون الورد وانقطع الود . الأعياد بعيدة أفراحها عن مدن مهجورة سماؤها رصاصية كلون رماد أجساد محروقة نثرته الأيادي الراجفة من رهبة الميعاد . لا فسحة لذرف دموع الوداع و سند الأحبة في سرادق المعزين ، حيث لا مكان ولا وقت لتشييع الجنائز حين تبعد الجثث في سواد أكياس البلاستيك . في بلاد الغربة تجيز الفتوى الدفن ( موتى المسلمين ) في مقابر النصارى والأجدر إختيار أطراف المقبرة . نشاركهم الحياة على أرضهم ، فما المانع أن نشاركهم مدافنهم الملآى بالورود اليانعة والمزينة بالمرمر ونتقاسم هول المصاب . اشتد الخناق على العباد وجف الدم في الأوردة قبل الموعد . سيان العبيد و الأسياد . فهل لنا في اللحد عبرة لمن أراد ، فلا أعجب إلا من راغب في ازدياد . لا قدرة لنا على التمييز بين بكاء الحمامة أو غناؤها على غصن مياد . نكابد ونجاهد النفس - التواقة الى الحرية - لنلزم البيوت والأبواب موصدة مختبئين كالطرائد من مفترس صياد . تشوى الأكباد – خوفا على فلذاتها - بدون أسياخ أو جمر من اللهفة والشوق المخنوق الى وصل الأرحام . نزيد من حذرنا فيتصاعد هدير الرعد من حولنا في وعيد وتهديد زمور سيارات الشرطة ونجدة الإسعاف . نجلد بخطب إرشاد عبر مكبرات تكسر الصمت بأن الخطر يتهددنا في كل ناد . الأموات في تزايد يتخطى الحدود . نحارب الوغد المارد دون عتاد كعدو عنيد غير معتاد فهو المستجد . الأكيد أن الوباء مهلك لكثير من العباد في شتى البلاد . ونحن نتقلب في المهاجد نستحضر آيات أقوام سادت وبادت .. عاد وثمود (الذين جابوا الصخر بالواد ) ...قوم هود وإرم ذات العماد ( التي لم يشهد مثلها في البلاد ) ..أصحاب الأخدود . ..عذاب النمرود ( ابن حفيد نوح وكان جبار صيد ) ببعوضة دخلت أنفه وظل يضرب رأسه بالمزارب حتى هلك، وذكره دانتي في الكوميديا الإلهية بأنه يقبع في الجحيم . .. برد النار وسلامها على ابراهيم ...ونطق المسيح عيسى ابن مريم في المهد .. ومكر وكيد اليهود ..واستواء سفينة نوح على الجودي .. سحرة فرعون يخرون سجدا ... وقتل داوود لجالوت و شرب الجنود من الواد ..وحكاية سليمان الملك مع الهدهد وبلقيس سبأ .. صد الطير جنود أبرهة وفيله عن حدود الكعبة ....حياة هامان وزيرا لفرعون .. قارون وكنوز الأرض . وكيف أسكن ابراهيم أهله بواد غير ذي زرع ...وكيد الإخوة ليوسف غيرة وحزن اسرائيل عليه كمدا حتى فقد بصره .. وخواء فؤاد أم موسى وهي ترميه في اليم والله راد إليها فلذة الكبد.... وموسى وقد وعد قومه أربعين ليلة ...والرقم أربعون تعداد الأيام من أمد الحجر الصحي في أي بلد مهدد بالوباء ..وفرعون وقد أمر هامان ان يوقد له على الطين ويجعل له صرحا و الموت مدرك الجبابرة ولو كانوا في قصر مشيد ، " وقد نجيناه ببدنه " ... وذو القرنين يطلب زبر الحديد ليجعل بينا وبين ياجوج وماجوج سدا ... ونحن عاجزون عن الحد من انتشار كوفيد ...وهند تأكل من كبد حمزة ....و الجراد لعنة تختبىء منه بعض القبائل في تشاد ...والقمل وقد نقل عدوى التيفوس الى جنود نابليون وأرداهم قتلى في حملته على روسيا ... لم يعد لنا حظ في سرد نجاحات ريال مدريد ، ومتعة الفرجة على شجاعة أبطال الكوريدا في وطن القرميد وبلد ابن رشد ... يتخطف الوجد قلوب عشاق هد الأجساد السهاد من بعد المعشوق وبينهم متاريس من حديد ... لا طعم لأطعمة نبتلعها وكأننا نتلمظ الحنظل ومن قبل كانت كالشهد... أنحارب الوباء كما حارب الدون كيشوت طواحين الهواء . أين فرسان التبوريدا ورائحة البارود ؟ أين الأمجاد التي خلدها التاريخ بمداد الفخر ؟ من المفيد التقيد بالتباعد الإجتماعي لنحصل على مناعة القطيع ، وإن فند القول أطباء بريطانيون . نخشى المرض على أولادنا و بلادنا ، فلا أحد يريد لأي فرد - من المجتمع - أن يكون وقود هذا الوباء حتى يخمد .. العداد في الصعود وعدد المصابين في تصاعد ...هل سنعلن الحداد على المدنية والحضارة و ننكس الأعلام ، أهذا صراع البقاء على قيد الحياة أم صراع حضارات . من وافته المنية فهو شهيد له أجر المجاهد .. لا حصانة للأشخاص بمجد تليد أو بأس شديد . لم ولن تمنعهم مناصبهم ولا رتبهم العسكرية من يد الوباء تمتد لتحصد العديد من الأرواح . وزير - من أحفاد الفوهرر – لم يتجلد ليتحمل آلام بني جلدته فانتحر تحت سكة الحديد حتى لا يشهد المزيد من الأيام السود . لمثل صروف الدهر يبكي الوليد ساعة الميلاد . هل لنا من كوفيد من محيد ، أم كلنا وقود نار تتلظى ومن أصابهم سهم القدر لن تنفعهم قوة الجند والعتاد وهم رعايا دول عدت نفسها من الصناديد أسياد العالم . كمد نحياه غيَّب عن عيون الغيد الحسان الإثميد وتورد الخدود من أثر الكمامة والمحاليل المعقمة ... لم نعد نتباهى بما شيد من أبراج في البيد ووَمَد الليل ..فهل من زاهد في رغد العيش ... منذ الآن لن نطلب العلم من المهد الى اللحد ولو في الصين ...أين الزاد أستعين به بعد كوفيد وقد بدا لي اللحد . هل يحيد المغاربة عن تقاليد تمجد الأكل من ماعون واحد فوق الموائد ... غشي السواد الشفق فلابد أن نوقد القنديل في وجه ظلمة الليل حتى لا ندع العتمة تتلبد وقد نعدم الوقود لنقدحها . نود أن يستنفد الجاثوم قدرته وتبدو لنا أبعاد غد استعاد زخم الوجود ...أيطول بنا الأمد ليبتعد عنا كوفيد لنسعد بعد جهاد مضني ضد مستبد قيد تحركاتنا تحت بند الطوارئ الصحية ...وهل ستلعلع زغاريد تشيد بمجهود أطباء وممرضين وينشد الجميع أغاني تمجد الإرادة الجمعية والمجهود الموحد ..ونستقبل عبد الودود العالق في الحدود دون عدوى كوفيد ..الرهاب زاد الإفادة من المحنة وأبان عن الجود دون تردد وأظهر شموخنا كالطود ... لابد من التعاضد زمن ركود اقتصاد العالم . .لا راد لقضاء منزل من فاطر الخلق وموجده ...لازال البعض يؤكد أن كوفيد من جنود الله ..كفانا ما لقينا من نكد فالصبر له حدود.
هل يجدي المبيد مع كوفيد قبل أن يبيدنا جميعا ليخلفنا خلق جديد ...
ميدلت 5/04/2020 |








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بالدموع .. بنت ونيس الفنانة ريم أحمد تستقبل عزاء والدتها وأش


.. انهيار ريم أحمد بالدموع في عزاء والدتها بحضور عدد من الفنان




.. فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي


.. فرحة للأطفال.. مبادرة شاب فلسطيني لعمل سينما في رفح




.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص