الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصطفى الكاظمي، لُعبةٌ أم لاعبْ ؟!

عبدالله صالح
(Abdullah Salih)

2020 / 4 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


لازال الشد والجذب السمة الأبرز في عملية تشكيل الكابينة الوزارية المكلف بها مصطفى الكاظمي، ففي الوقت الذي تزداد وتشتد الكوارث التي يمر بها العراق، كل الدلائل تشير الى اخفاق الكاظمي في انهاء مهمته بنجاح حاله حال من سبقوه على هذا الدرب.
الظاهر ان العملية تعود مجددا الى المربع الأول، كما حصل بالنسبة لمحمد توفيق علاوي وعدنان الزرفي ، فالسلطة الطائفية القومية المبنية أصلا على المحاصصة في العراق، وضعت ومنذ ايامها الأولى، فلتر الطائفية ، ذلك الذي لابد لكل من يُكلف بتشكيل الحكومة أن يُمرر كابينته من خلالها، ولابد لهذا الفلتر أن يكون له دورٌ، لا بل الدور الأبرز، في تشكيل أية حكومة مقبلة ، وهو ما شاهدناه ولمسناه منذ تشكيل أول حكومة بعد الاحتلال الأمريكي البريطاني للعراق عام 2003.
فما أن تتم مراسيم التكليف بحضور رؤساء الكتل البرلمانية، ناهيك عن الهالة التي تُغطي ذلك المشهد، إلا وتظهر بوادر الإملاءات الحزبية والطائفية لتشكيل الحكومة ، الكل يريد حصته من الكعكة، وذلك لسبب بسيط وهو ان البرلمان منتخب على أساس المحاصصة وكذلك الوزراء بطبيعة الحال وهكذا دواليك نزولاً لادنى مستوى من السلم الوظيفي. وما التصريحات التي تلي عملية التكليف سوى كذب ودجل وذر للرمال في العيون، فبمجرد أن تنتهي عملية التكليف، تذهب كل الوعود والتعهدات ادراج الرياح والكل يعود الى نقطة الصفر.
تكرر هذا السيناريو ويتكرر، بشكل أو بآخر، على مدى اكثر من سبعة عشر عاما، وبعد الأول من أكتوبر من العام الماضي، يوم انطلاق الانتفاضة الباسلة لجماهير العراق والمطالبة برحيل كل النظام السياسي وتوابعه في العراق، تحول هذا السيناريو الى أزمة خانقة وتفاقمت الازمة من دون أي مخرج، والنفق با ت مظلما بحيث أصبح اسقاط هذه المنظومة كاملةً هو السبيل الوحيد للخروج من هذه الازمة.
بهاء الاعرجي، أحد اقطاب هذه العملية السياسية ، يقول في آخر تغريدةٍ له: بأن هناك بوادر انهيار النظام السياسي في العراق ! وهناك من يضع العصي في الدواليب ويتهم جهات، لا يذكرها بالاسم، بانها هي السبب وراء أي فشل يلحق بمحاولات الكاظمي.
هنا، وبناء على المعطيات آنفة الذكر، دعونا نطرح السؤال التالي: هل الكاظمي لعبةٌ أم لاعبْ!! اذا استندنا الى المشهد السياسي في العراق نرى بأن لا وجود للاعب في هذه المنظومة سوى التكتلات الطائفية والقومية، ومن يعتقد بأن هناك لاعبٌ خارج هذا الاطار وتلك المنظومة يستطيع أن يلعب ! لا عِلمَ له بمجريات الأمور في هذا البلد. اذا والحالة هذه اين هو موقع ومكانة مصطفى الكاظمي في هذه العملية ؟ اترك الجواب للقاريء .
ان استمرار الانتفاضة كفيل بإسقاط هذه اللعبة وجميع اللاعبين المنخرطين فيها، ولكن شريطة أن تُنظم الجماهير المنتفضة نفسها في مجالس جماهيرية ثورية منتخبة و قادرة على السير بالانتفاضة الى الهدف المنشود ألا وهو إرساء حكم مبني على أساس المساواة والعدالة الاجتماعية وتوفير العيش الرغيد والامن والسلام لكل من يعيش في العراق على حد سواء .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: تحت دوي الاشتباكات...تلاميذ فلسطينيون يستعيدون متع


.. 70 زوبعة قوية تضرب وسط الولايات المتحدة #سوشال_سكاي




.. تضرر ناقلة نفط إثر تعرضها لهجوم صاروخي بالبحر الأحمر| #الظهي


.. مفاوضات القاهرة تنشُد «صيغة نهائية» للتهدئة رغم المصاعب| #ال




.. حزب الله يعلن مقتل اثنين من عناصره في غارة إسرائيلية بجنوب ل