الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سينجح الإستفتاء !!... والقوى التي تدعي التصدي له هي التي ستنجحه !؟؟

محمد سعدي الأشقر

2006 / 6 / 14
القضية الفلسطينية


بداية لا بد من التأكيد على أمر واحد فقط خطير في موضوع الاستفتاء وهو شيئ لم يفعله أي شعب في كل العالم لا ماضيا ً ولا حاضرا ً ولا ممستقبلا
الإستفتاء ببساطة وباختصار هو إعلان واعتراف واضح وصريح وموثق من الشعب الفلسطيني وأمام كل العالم بأن فلسطين هي وطن الشعب اليهودي ، والاستفتاء أيضا ً يعني تصريح من الشعب الفلسطيني وهو بكامل الوعي بأن الوطن الذي كافح من أجله ودافع عنه على مدى أكثر من قرن هو ليس وطن الشعب الفلسطيني وإنما هو وطن الشعب اليهودي .
نحن نعرف وكل العالم يعرف ويستوعب أن يقوم بعض القادة أو الزعماء هنا أو هناك بالإستسلام أمام الغزاة والأعداء ويقومون بتوقيع الإتفاقات المجحفة بحق شعوبهم ، هذا حدث ويحدث وسيحدث وصفحات التاريخ تطفح بأسماء أولئك القادة والتاريخ هو الذي يحكم على أفعالهم تلك واتفاقاتهم تلك وهو أمر مستوعب كما أسلفنا ، وكلنا يعرف كيف كان الكثيرين من حكام منطقتنا يتواطئون ويخونون وينسقون مع الغزاة الفرنجة في نفس الوقت الذي كان صلاح الدين يقاتل الغزاة ويدحرهم ويلحق بهم الهزائم ، والجميع يعرف كيف كان الحكام في المنطقة ينسقون مع التتار ويعقدون معهم الاتفاقات والمصالحات في الوقت الذي كان المظفر قطز يتقدم لهزم التتار في معركة عين جالوت .
لكن التاريخ لم يسجل لنا حادثة واحدة عن شعب بأكمله أعلن بأن وطنه ليس وطنه وإنما هو وطن الغزاة !!
إن خطورة الاستفتاء تتمثل في الآتي : ــ
أولا ً ـ إعتراف صريح من الشعب الفلسطيني ودون إكراه بأن فلسطين هي وطن اليهود .
ثانيا ً ـ تصريح مجاني للدولة اليهودية ( اسرائيل ) بالحرية التامة في تهجير فلسطينيي ال1948 لأن اسرائيل لا تعترف لهم حتى هذه اللحظة بأن الأرض التي يعيشون عليها هي أرضهم وإنما أرض الشعب اليهودي وهم مجرد ضيوف أو أقلية عرقية تعيش في دولة اسرائيل ، والاستفتاء سيكون هدية مجانية لإسصرائيل تؤكد بأنهم بالفعل مجرد ضيوف .
ثالثا ً ـ إن الشعب الفلسطيني يشهد على نفسه كل شعوب وحكومات الأرض بأن هذه الأرض التي نعيش عليها ليست أرضنا وإنما أرض الشعب اليهودي ، ولا يفوتنا أن نستحضر لعقل القارئ المثل الشعبي الفلسطيني الذي يقول ( يا غريب كن أديب ) ولهذا فإن أي عمل عسكري ستقوم به منظمات الشعب الفلسطيني ضد اسرائيل سيتم الرد عليه بترحيل جماعي وطردنا من الدولة التى تستضيفنا والتي اعترف لها كل الشعب الفلسطيني بانها ارض اليهود وليست ارض الفلسطينيين .

رابعا ً ــ وكتحصيل حاصل لجريمة الإستفتاء فإن حق العودة سيكون مستحيلا ً وسيتم اسقاطه قانونيا ً هو وكل القرارات الدولية التي تؤكده من خلال قرارات رسمية ودولية يصدرها مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة كما حدث لقرار الجمعية العامة الذي كان يعتبر الحركة الصهيونية حركة عنصرية وقد تم إلغاء ذلك القرار بعد اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية باسرائيل .
القوى التي تدعي مناوءة الاستفتاء تساهم وبوعي في إنجاح الاستفتاء من خلال اطروحات غريبة ومضحكة مثل : ان الاستفتاء غير قانوني أو ان الاستفتاء يقصد منه إسقاط الحكومة أو براهين أخرى سقيمة وضعيفة ومضحكة ستجعل الشعب يندفع بجنون تجاه الاستفتاء بكلمة نعم لوثيقة سجن هداريم دون ان يحاول الناس معرفة خطورة الوثيقة ، ولسان حال الشعب يقول سنصوت بنعم ما دامت النعم ستسقط الحكومة التي تتسبب في عدم صرف الرواتب مثلا ً بل ان الشعب سيصرخ ويقول قانوني أوغير قانوني سأصوت بنعم ما دام الفقر سيزاح عن كاهلي .
سوف لن تتصدى القوى التي تدعي رفضها الاستفتاء بالطريقة التى تسقطه بل بالطريقة المضحكة المحزنة وهى طريقة المعارضة الشكلية التي يتم بها اقناع اعضاء تلك المنظمات بأنها عارضت ولكن الشعب قد صوت وانتهى الأمر ، بالضبط كطريقة معارضة تلك القوى كلها لأوسلو وهي المعارضة الشكلية والدليل ان أكثر وأضخم وأقوى تلك المنظمات تشددا ضد أوسلو قد أضحت اليوم جزء لا يتجزأ منه ، بل أنها تقوم الآن وبطريقة ذكية بتطبيق البند الأهم في خارطة الطريق الأمريكية وهو إضعاف جناحها العسكري وتفكيكه بصهره في قوى أمن السلطة التى جاء بها اتفاق أوسلو .
الاستفتاء لو حدث سيخدم أول من يخدم القوى التى تدعي بأنها تكافح لمنعه وذلك لأن الباب سيفتح على مصراعيه لتلك القوى كي تتنازل وتفرط دون أن يعترض على تفريطاتها وتنازلاتها الشعب لأنه سيكون قد فرط وتنازل عن وطنه قبلها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشاد: فوز رئيس المجلس العسكري محمد ديبي إتنو بالانتخابات الر


.. قطاع غزة: محادثات الهدنة تنتهي دون اتفاق بين إسرائيل وحركة




.. مظاهرة في سوريا تساند الشعب الفلسطيني في مقاومته ضد إسرائيل


.. أم فلسطينية تودع بمرارة ابنها الذي استشهد جراء قصف إسرائيلي




.. مظاهرة أمام وزارة الدفاع الإسرائيلية بتل أبيب للمطالبة بصفقة