الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكورونا والتجار... وجهابذة الإعلام...

غسان صابور

2020 / 4 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


الــــكــورونـــا والـــتـــجـــار...
وجـهـابـذة الإعــلام...
اكثر من واحد وعشرين ألف ضحية بفرنسا.. حتى هذا اليوم من الكورونا... والإعلام مرعوب.. مرتعب.. من هبوط العملة.. من ارتفاع الأسعار.. من انخفاض سعر النفط العالمي... الأموات... ليست المشكلة الهامة الأولى... إنما انخفاض التجارة والاستهلاك... وعدد العاطلين عن العمل.. أكثر من ثمانية ملايين... والديون المركزية... وكلما سوف تصرفه الدولة.. من ديون... حتى لا تصاب ميكانيكية ديمومة الحركة الاقتصادية بالشلل... متوسط الحركة السياحية.. بالعشرة سنوات الماضية... قبل الكورونا والكوفيد طبعا.. كان خمسة وثمانين مليون سائح.. يزور المناطق الفرنسية.. وعاصمتها باريس... متوسط مصروفهم بالزيارة الواحدة ما بين ألف أورو بالزيارة الواحدة.. وعشرة آلاف أورو وأكثر.. ممن يمرون لمحلات الماركات الفرنسية المعروفة من موضات ذات ماركات شهيرة.. من ألبسة وعطور... واليوم كل الحدود مغلقة... والسواح... ولا واحد.. صفر... زيرو... الفنادق.. المطاعم.. الحجوزات السياحية.. مغلقة.. مغلقة كليا... كـالـحـيــاة العامة... مغلقة... ما عدا المولات المعروفة.. لتأمين الغذاء والمستهلكات الضرورية.. مفتوحة.. بتنظيم الدخول والخروج.. والمسافات بين الزبائن.. والضروريات الوقائية المفروضة... والاعتصام والانعزال.. ما زال مفروضا لغاية الحادي عشر من الشهر القادم.. وفك هذا الحصار الإلزامي بالحادي عشر من الشهر القادم.. سوف يكون بالتدريج.. وحسب إحصائيات استمرار أخطار الوباء.. وحالات المستشفيات.. وأعداد المرضى والوفيات.. وهناك عديد من الإدارت المحلية..ومسؤولي الوقاية.. ما زالت مصرة على عدم تخفيف الحصار... معتبرة إياه خطرا مسببا.. تـزايـد الكوارث والإصابات والوفيات.. وأنه تفضيل للاقتصاد.. على حماية حياة المواطنين...
جهابذة الإعلام المخضرمون.. تراهم ضيوف أشهر القنوات الإعلامية.. " متمكيجين " لا ليتحدثوا عن أعداد الضحايا.. ومشاكل التغذية وحاجة الفقراء.. إنما عن خوفهم وهولهم.. لا من الكورونا والكوفيد.. إنما من هبوط أسعار برميل النفط الأمريكي والعالمي... والذي لا يرى منه أي فرق واضح ظاهر أي مستهلك عادي... بمئات مراكز البيع.. بأية مدينة فرنسية... بالرغم من المليارات التي تصرح الدولة المركزية.. والذي يطبل ويزمر مديحه الأقصى.. هؤلاء الإعلاميون الفريسيون.. بأنها تعوض كل خسائرهم (الوهمية)... ولا يرى الفقير منها أي سانتيم... وخاصة بعد انفجار أسعار المواد الاستهلاكية والغذائية.. دون أية رقابة من الدولة... وإعلانات المولات بكل أقنية الدجل.. أنها تساهم بالأزمة الحالية.. أسعارها كل خمسة عشر يوم.. إثر كل خمسة عشر يوم.. أنها تــجــمــد أسعارها.. خدمة للمواطنين... ويا لعار ما تبقى بأيامنا هذه.. للكذب والدجل.. بالأسعار.. بالتصريحات الحكومية.. بأعداد المصابين.. وبأعداد الضحايا...
أما المضحك المبكي.. بهذه الزمة الكارثية المبكية... هم أصحاب الماركات الكبرى بالموضات الغالية جدا.. من أصحاب الميلياردية المعروفين.. نظرا لغياب وانعدام الزوار والسواح الأثرياء.. وإغلاق فنادق الخمسة نجوم.. كما مجمعات اللاجئين الفقراء.. إذن فكل مبيعات "اللوكس LUXE".. أصبحت بخانة الصفر الميزانية... وأصحابها الذين خزنوا المليارات بالأشهر والسنوات ما قبل الكورونا... يتباكون.. يمزقون قمصانهم الحريرية على خسائرهم... بدلا من الاعتصام والصمت.. ومحاولة مشاركة الضحايا الحقيقيين.. ولكنهم لم يتربوا.. ولم يعرفوا غير مدرسة انتصارات الأنانيات الرأسمالية... وهم اليوم بطليعة المتباكين بطلبات التعويضات الحكومية...
***************
عــلــى الــهــامــش :
ــ خــاطــرة حــيــاتــيــة...
الثلث الأول من حياتي ببلد مولدي سوريا... بذكرياتها الطفولية.. وبداية النضوج وألوانه الربيعية والشتائية.. وذكريات شباب معتمة شتائية.. وأفكاري ومعتقداتي الراسخة الصخرية الثابتة... وبداية حياة اخترتها.. بلا تفكير.. يوما بعد يوم بثلثيها التاليين.. بــفــرنــســا.. بلد الحياة والتساؤلات.. والممنوعات والمسموحات... والحريات المختلفة... والدراسات.. والنظريات... اخترت دراسة النظريات المختلفة والاختلافية.. وأسبابها... والبشر... والإنسان... فكانت مدرستي وجامعتي... أوسع المدارس البشرية... هذه العلاقات الإنسانية وتنوعاتها الاجتماعية والثقافية والمعتقدية... وحتى اليوم ما زلت أتساءل.. وأتساءل.. وأتساءل... وليست هناك أية عقيدة ثابتة أكيدة... بالنسبة لي.. ولا أية حقيقة ثابتة كاملة... ولم تتوقف تساؤلاتي عن الأديان والمعتقدات... ولا يمكن أن تتوقف... لأنها تبقى ـ بتجربتي ـ بلا نهاية... ولكني توصلت إلى بضع معرفة بسيطة.. أن الحروب من أجلها.. خرافة.. قديمة تاريخية.. اخترعها لنا تجار المعبد الفريسيون.. منذ آلاف السنين... وحتى هذه الدقيقة.. حتى يسيطروا على أغلى شيء بالطبيعة... عقولنا وإرادتنا...
ولن تكون هناك نهاية...رغم الكورونافيروس.. والكوفيد... وما سوف يــتــبــع!!!...
بــــالانــــتــــظـــــار...
غـسـان صـــابـــور ــ لـيـون فــــرنــــســــا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل.. تداعيات انسحاب غانتس من حكومة الحرب | #الظهيرة


.. انهيار منزل تحت الإنشاء بسبب عاصفة قوية ضربت ولاية #تكساس ال




.. تصعيد المحور الإيراني.. هل يخدم إسرائيل أم المنطقة؟ | #ملف_ا


.. عبر الخريطة التفاعلية.. معارك ضارية بين الجيش والمقاومة الفل




.. كتائب القسام: قصفنا مدينة سديروت وتحشدات للجيش الإسرائيلي