الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


Micro Steps Change Process التغيير بخطوات ناعمة

زياد شبلي

2020 / 4 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


مصطلح جديد على البعض ولكنه اليف عند البعض الاخر، التغيير المايكروي او التغيير بخطوات ناعمة متناهية الصغر، ما المقصود بهذا الكلام؟
يقال ان من لم يستفد من ماضيه لم يعش حاضره ولا يبني مستقبله، ولديكم جميعا سادتي الافاضل كم من المعلومات وكم من المصادر يمكنكم العودة اليها – ان أحببتم- لتقارنوا احداث التاريخ بموضوع التغيير، الانقلابات، الثورات وغيرها من الطرق التي استخدمتها الأمم والشعوب لتتغير من حال الى حال، غالبا ما رافق التغيير الكثير من التشوهات أدى الى تباطئ العجلة التقدمية وأحيانا الى توقفها وفي حالة العراق كانت العودة الى الوراء.
مثال ما بعد 2003، مثال حاضر بأذهان الاغلب من العراقيين كونهم شهدوا المراحل الكثيرة التي افرزتها هذه الحقبة ولكن لو نظرنا اليها بمنظور أكثر دقة لوجدنها حقيقة هي مرحلة واحدة (فوضى) هذا هو التعبير الذي يقترب كثيرا الى ذهني لقراءة المشهد، ولا بأس ان تختلفوا معي في هذه الجزئية فهي ليست الغرض الأساسي من هذا المقال.
هذه التقدمة البسيطة الكلمات التي تحدثت عن مرحلة مليئة بالأحداث اثبتت لنا مما لا يجعل مجالا للشك ان العراق قد عانى من التغيير المفاجئ، فنظرية الفيلسوف هيغل بالتحول التاريخي (الجدلية) من الاطروحة (Thesis) الى النقيض (Antithesis) لم يتحقق بعد 2003 والى الان.
"يرى هيغل ان الشعوب تتغير بثلاث مراحل (الاطروحة: وفيها يكن اللا-قانون والحرية المطلقة (الفوضى) ثم يتحول الى النقيضة وهي المرحلة الثانية Antithesis وهو اللا-حرية وقوة الدولة والقانون ومن ثم تأتي المرحلة الثالثة النتيجة Synthesis وفيها يكون مزيج الإيجابيات للمرحلتين السابقتين (حرية مصيري في الأولى وسلطة القانون في الثانية) وعليه تكون الثالثة هي الحريات المنظمة والمحمية بالقانون" هذه الجزء من نظرية جدلية وفلسفة التاريخ عند هيغل هو الذي يخص المقال.(للمزيد مراجعة *قصة الفلسفة لوول ديورانت *عالم صوفي جوستن غرودر)
هذا التحول المفاجئ كما يصفه هيغل في المراحل الثلاثة لم ينطبق على العراق، وارى هنا ان النظرية التي تؤدي الى التغير الجذري السريع هو لعب خطير بالعقل الجمعي واستنزاف كبير لموارد الأرض والبشر قد تؤدي الى كوارث اذا لم تكن هنالك خطط بديلة من ا الى ي حتى وان كان على منهج هيغل انه تغيير على مراحل ثلاثة ولكن هذه الانتقالات مخيفة وخطرة.
نحن نمر اليوم بمرحلة عصيبة وكما اشرت الى بعض ملامحها في مقالي السابق لسنا متأخرين تماما Never Too Late استكمل هنا الفكرة التي ناقشني بها بعض الاخوة بعد نشرها على موقع الحوار المتمدن.
الكثير من الاخوة فاتهم أنى لم اكُ في ذلك المقال احشو كلاما لأجل املاء الصفحات – رغم ان المقال كان قصيرا - ولم اكُ أتكلم بمحور واحد ولكن الفكرة عموما أستطيع ان اسميها منظومة للتغيير لا ادعي انها كاملة او مناسبة ولكنها محاولة ارجو ممن يقرأها ان يصحح لي او يساعدني فالهدف هو واحد.
محور الفكرة في المقال السابق كانت عن التنظير العلمي العملي، العراق يجب ان يكون براغماتيا (البرغماتية: تعتبر الكلمات والفكر كأدوات وأدوات للتنبؤ وحل المشكلات والعمل، وترفض فكرة أن وظيفة الفكر هي وصف الواقع أو تمثيله أو عكسه...وليم جيمس) بالتعاطي مع مختلف القضايا التي تمر عليه او يمر عليها، من يريد ان يبني امة يجب ان يتوقف فورا عن التقليد او الاستعارة او الانتصار - بفهم او دون فهم - لتجارب غيره من الشعوب والدول حتى وان كانت ناجحة، فعلم الاجتماع يعلمنا ان المجتمعات لا تتطابق ولا تتشابه في الظروف فلا يجوز ان نستعير تجربة تنجح في مكان ما ونحاول ان ننسخها ونسقطها على واقعنا.
وما ادعو نخبنا وشبابنا اليه اليوم هو انشاء منظومة فكرية عراقية نابعة من مجتمعنا فكما أطلق عليه دارجا (المنظر الحسجة)، يعني من رحم المجتمع وليس متصومعا خلف اسوار معينة، ولا يجب الخوف من المحاولات، البدايات دائما صعبة ومخيفة، ولكن لا بد ان نكتب قدرنا بايدينا، جميع التجارب التي في العراق حاليا (من اليمين الأقصى الى اليسار الأقصى) لا طعنا ولا انتقاصا من منظومة فكرية معينة لم تحقق لنا ذات، او كيان معرفي منهجي او نتاج مادي واقعي.
ولكني فضلت ان ابدأ اليوم بفكرة هذا المقال Micro Change التغيير المايكروي، لسبب التخوف نفسه، فالبدايات والمحاولات دائما صعبة، ولكن مع مبدأ التغيير المايكروي (متناهي الصغر) من الممكن ان نرسم سياسة استراتيجية للعراق على المستوى الاقتصادي والمستوى المؤسساتي.
التغيير المايكروي سوف يكون عبر خطوات بسيطة غير محسوسة نوعا ما تؤدي الى مقبولية بين الناس البسيطة والمثقفة، فمن الممكن ان يكون تبنيها سهلا وسريعا، وعليها سوف يكون التغيير على شكل منحنى الدالة الاسية ولكن بتدريجات بسيطة جدا حسب عدد اويلر او (e).
(عذرا لذكر بعض المصطلحات هنا، انا اتقصد ان اجعل الامر بسيطا قدر الإمكان ولكن بعض المصطلحات تختصر الكثير من الكلام، ارجوكم ان تبحثوا عن المصطلحات الغريبة عنكم لكي يكتمل المعنى.)
هذا التغيير يجب ان يوافق السياسة الاستراتيجية المرسومة للبلد، وحينما نتحدث عن الاستراتيجيات فنحن نتحدث عن مدة زمنية تتراوح من 25 الى 100 سنة، وهذه الفترات في عمر الشعوب تعتبر لا شيء، لا يجب ان ننظر للتغيير من منظار اعمارنا كمعيار لمدى التغير والتطور والتقدم، نحن نفكر بمنظومة عراقية ذات أساس متين للأجيال التالية، فكرة الفردية لا ادعو الى ذوبانها او الى سحقها بل لا بد ان يكون ضمن التغيير الاستراتيجي بعض التغييرات المرحلية السريعة التي تحقق نوعا من التوازن في المجتمع لكي نحافظ على نفس المطاولة، ولكن على شرط ان لا يكون التغيير الفردي المرحلي السريع متقاطعا مع التغيير المايكروي الاستراتيجي.
ان كان كلامي غير واضح او غير مفهوم، فللحديث صلة توضحه لاحقا...

عدد اويلر : https://ar.wikipedia.org/wiki/ه_(رياضيات)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الزمالك المصري ونهضة بركان المغربي في إياب نهائي كأس الاتحاد


.. كيف ستواجه الحكومة الإسرائيلية الانقسامات الداخلية؟ وما موقف




.. وسائل الإعلام الإسرائيلية تسلط الضوء على معارك جباليا وقدرات


.. الدوري الألماني.. تشابي ألونزو يقود ليفركوزن لفوز تاريخي محل




.. فرنسا.. مظاهرة في ذكرى النكبة الفلسطينية تندد بالحرب الإسرائ