الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في محافظة ذي قار...المهرجان المسرحي الطلابي الثالث ...إشارة واستفهام

جبار وناس

2006 / 6 / 14
الادب والفن


بعد ان أوشك العام الدراسي على الانتهاء بادر قسم النشاط المدرسي في تربية ذي قار الى اقامة المهرجان المسرحي الطلابي الثالث وقد أثارت بنا هذه المبادرة الرغبة للتذكير بمسرح الطفل وأهميته في بناء شخصية الطفل ولا شك اننا نتفق جميعا على ان بث الوعي الفني وتربية الذوق لدى الاطفال منذ الصغر مسألة مهمة وهذا لا يأتي بمعزل عن التخطيط العام لأسلوب التوجيه سواء أكان من المدرسة ام من المؤسسات الفنية المعنية بانتاج شروح مسرح الطفل ذلك ان تربية الذوق الجمالي تأتي من روافد عديدة تحيط بالطفل ( المدرسة – المؤسسة الفنية – وسائل الاعلام ) ولعل العودة الى التلاميذ والطلبة والمدرسة تعني العودة لاكتشاف بعض الوسائل الناجعة للنهوض بالمسرح حيث يعني ذلك التعامل مع حياة كاملة تجسدها المدرسة من جهة والمسرح من جهة اخرى وتبدو الحاجة بأمسها حين يؤدي الاحساس الكبير بالمسؤولية تجاه الطفل والمسرح المدرسي بشكل خاص من قبل مؤسسة التربية فهي معنية بتفعيل مسرح الطفل كظاهرة ثقافية ضرورية وبوصفه خطابا تربويا موجها لتنمية ذوق الاطفال والطلبة وتهذيب رؤيتهم للحياة والمجتمع . وفي قراءة ما قدم في هذا المهرجان نجد ان حصيلته كانت أربعة عروض مسرحية هي على التوالي مسرحية ( لعبة الحب والحرب ) من تأليف حبيب حرز واخراج حيدر جبر ومسرحية ( غيمة وشمس ومدلولة ) من تأليف عباس منعثر واخراج ثامر فرهود ومسرحية ( درس في الهواء الطلق ) تأليف محمد حسين عبد الرزاق واخراج سعد شهاب واخرها كان مسرحية ( الارنب البري وكرة الثلج ) تأليف واخراج زيدان حمود وقدمت هذه العروض على خشبة مسرح النشاط المدرسي في الناصرية وسط اجواء من الغياب التام لكل ما يساعد على اقامة وديمومة المهرجان فغابت الملامح المعروفة لاقامة المهرجانات المسرحية فلم تكن هناك لجنة تحضيرية ولا حتى لجنة اعلامية تسلط الضوء على مفردات المهرجان والتعريف بها وقد بدأ الجانب الوظيفي هو المؤثر . ان عملية الشروع بهذا المهرجان جاءت في وقت لا يتناسب مع ما وصلت اليه المدارس وهي توشك على نهاية العام الدراسي يضاف الى ذلك الغياب التام من قبل المسؤولين في تربية ذي قار ورعايتهم لهكذا فعالية تربوية وقد كرس هذا الغياب والتجاهل وعملية الخلط والحشو التي رافقت المهرجان الاحساس لدينا بأن هذه الفعالية أريد لها أن تظهر وبأي شكل وكأنها تزجية لأمور نجد صداها وفق المفهوم المتعارف عليه ( اسقاط فرض ) . وعودا الى عنوان المهرجان فنجد انه يفتقد الى الدقة المطلوبة فالصفة التي نعت بها العنوان ( الطلابي ) قد احدثت خلطا ما بين المسرح المدرسي ومسرح الطفل وعملية التمييز بينهما بدقة . وكذلك نعت العنوان بالمهرجان الثالث ولا ندري أين أقيم المهرجان الثاني ومتى أقيم ؟ وحسب متابعتنا الدقيقة لعمل النشاط المدرسي لم يكن هنالك مهرجان مسرحي ثان كان قد أقيم في العام الماضي. وفي متابعتنا لاعمال المخرجين في هذا المهرجان لم نلحظ الاهتمام الكافي من قبلهم فاغلب العروض المسرحية المقدمة بقيت أسيرة الوسائل التقليدية والمعالجات الاخراجية التي اتسمت بالتواضع بما يوصلها الى التسطيح والمباشرة وعول أغلب المخرجين على قوة الفكرة والمضامين التي جاءت بها النصوص الادبية المؤلفة والتي تميز بعضها بثراء المضمون وذكاء الالتقاط والمجيء بالفكرة بعيدا عما هو مشاع عند بعض الكتاب الذين يعطون الطفل جزءا من مشاغلهم في الكتابة فالكاتب محمد حسين عبد الرزاق يخرج بنصه مع تلاميذه بعيدا عما هو سائد في سفرة مدرسية وما يتخلل هذه السفرة من أفعال وتصرفات امتزج جزء منها بالغرابة في حين نجد ان الكاتب حبيب حرز يركز على عالم الطفولة وحيرة الاطفال وهم يرفضون عالم الحرب المجسد بخراب شمل خراب العقل ونوره الحرف والقلم اما الكاتب عباس منعثر فهو يستعير لنا أحد الحكايات وفيها ما يدعو الى الالفة ومساعدة الاخرين والعمل الجماعي ولا يكاد المؤلف زيدان حمود يبتعد كثيرا حين طرح لنا مفاهيم التعاون الجماعي من اجل عودة الانسان الى العمل وسط الجميع ونبذ حياة التوحش . ولقد كان اهتمام المخرجين منصبا على سلطة الحوار فبات مهيمنا على الافعال والاقوال على معايير الجمال ولم يكن من المخرجين السعي الجاد بالطاقات الادائية عند بعض الاطفال الذين ساهموا في تجسيد هذه المسرحيات والتي تبدو قاصرة وغير مثمرة في تمارينها وشاب طريقة الاداء الفتور والضعف وتم التعامل مع الاطفال بصورة ساذجة ولم يتم التعامل معهم باسلوب يتلائم وحالة الاطفال النفسية وكل حسب مزاجه . فالعروض المقدمة لم تستحوذ على حواس الاطفال وافتقدت الى التنوع الحركي والبصري الذي يشد جمهور الاطفال اليه وجعلهم قادرين على الدخول بروح حميمية مع العرض المسرحي ومحاولة فك شفراته . فعنصر الابهار كان مفتقدا وهو يتأتى من ايجاد التكوينات اللونية والشكلية القادرة على ابهار الاطفال واستثمار هذه الاشكال بشكل فنتازي يثير الكثير من التساؤل عند الاطفال يشدهم الى العرض المسرحي . وخلاصة ما نذهب اليه هو لفت انتباه القائمين على هذا المهرجان بضرورة تأشير الاتي :

1. الاهتمام بالتخطيط ودون العمل بعجالة فاقامة المهرجان وتحقيق النجاح له لا يتم بمجرد اعلان الفكرة عن اقامته وعدم التريث لاعطاء الفرصة لابداء الرأي من قبل الفنيين والعاملين في مجال المسرح داخل النشاط المدرسي وتأشير مكامن الخلل والضعف حتى يصار الى انضاج تجربة مهرجان يؤسس لما هو قادم ويشكل أرضية صالحة للانطلاق نحوه .

2. يلاحظ على بعض المخرجين عدم الحرص والتفاني في تقديم اعمالهم وكأن المسرحيات عالة على كاهلهم ويراد القذف بها بغية الخلاص من ثقلها وقد اخذ الجانب المادي نصيبا من اهتمامهم فلم يكن الاهتمام يذكر بديل العرض والتعريف بمسرحياتهم فالمخرج ثامر فرهود لم يتعرف حتى على أسماء الاطفال الذين اشتركوا في اداء مسرحيته والمخرج سعد شهاب قدم لنا قصاصة من ورقة الفايل كتب عليها أسماء الممثلين والعاملين لديه مع اعتذار دبلوماسي أما المخرج زيدان حمود قدم قصاصة صغيرة مع تعلله بضيق الوقت يضاف الى ذلك محاولة استغفال الجمهور من خلال ذكر أسماء مصممي الديكور عن كل مسرحية فديكور مسرحية ( غيمة وشمس ومدلولة ) قد أعيد مع مسرحية ( درس في الهواء الطلق ) ومع مسرحية ( الارنب البري وكرة الثلج ) .

3. ان مسرح الطفل لا يمكن له التنوع والابتكار ان بقيت هذه النظرة الساكنة في التعامل مع عالم الطفل المتمثلة بصيغ التكرار واعادة الافكار ومعالجتها بطرق تقليدية فلا بد من محاولة الخروج بذهن الاطفال نحو آفاق تقوم على التأويل والسؤال بأبسط الوسائل سيما وان اغلب الاطفال هم من فئات عمرية يمكن التعامل معها وفق ذلك . فايصال مضمون المسرحية لا يتم بالملفوظ الحواري السردي فقط وانما ينتج من اشتغال الممثلين مع مكونات العرض ومن أبرزها المفردات الصورية والديكور المتحول والمؤثرات الموسيقية وتجانسها مع ما يدور داخل نص العرض من أفعال وحركات ذات دلالات فكرية وجمالية .

4. فتح باب النقاش حول المسرحيات المقدمة يأتي ذلك باقامة جلسات نقدية ترافق انتهاء كل مسرحية وبالتالي استجلاء الافكار والاراء الواردة والاستفادة منها في تأسيس تقاليد مسرحية يتم التواصل معها بايجابية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض


.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل




.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو


.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : مفيش نجم في تاريخ مصر حقق هذا




.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : أول مشهد في حياتي الفنية كان