الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عَّّينُوه ....إشربوه

ياسر العدل

2006 / 6 / 14
حقوق الانسان


رغما عنى تم تعيين أكثر من عميد جديد فى كليات جامعية بدرجة وكيل وزارة، وسيتم تعيين أكثر من رئيس جامعة بدرجة وزير، وأتوقع أن يتم تعيين مئات من مديرى العموم وأنصاف الموظفين والسعاة والقيادات على أرض مصر، هكذا يتعاظم طابور المعينين دون أن يأخذ خبير رأيى أو يطلب حصيف استشارتى، وأجدنى أخسر كثيرا من المهمشين وأكسب مزيدا من الأعداء مع تعيين كل عميد فاسد ورئيس جامعة ضعيف ومدير عموم جاهل وموظف مرتشى.
كثيرة هى الأسباب التى أدخلتنى فى زمرة ملايين المهمشين من أهل مصر، لم يكن أحد من أهلى شاعرا أو مملوكا أو قائد طابية، وليس فى أهلى موظف كبير أو صانع حديد أو تاجر أخشاب، نحن المهمشين صوتنا مكتوم ولا قيمة لصراخنا، برغم أننا نعرف العادل والجائر ونسمع دبيب كل نمل، نعرف أن هذا العميد غير كفء وهذا الموظف مرتشى وهذا المدير جاهل ومع ذلك نسلم أمورنا لأصحاب القرار يفرضون علينا ولاة أمورنا غصبا وتعيينا، ذلك الانهيار فى قدراتنا على صنع التحضر عملته أيدينا، يضرب معظمنا فى الأرض جهلة غير أكفاء مرتشون، نخشى أن يواجهنا الآخرون بعيوبنا ونقصر حركتنا فى التغيير على مضغ الأمنيات، يضيعنا الجهل والفقر والمرض فلا نجد سبيل التمسك بحقنا فى اختيار قيادات حكيمة، عميد كفء وموظف عفيف ومدير مثقف وكاتب مبدع.
أنا شخصيا اخسر كثيرا من المهمشين كل يوم، كثير من زملائى وأساتذتى وتلاميذى يستقوون بجمعهم فى ظلام الغيبة والنميمة، يتراصون حولى يخرمون أذنى بأن الفساد حل فى الأرض ووجب استئصال شأفة كل فاسد، وحين يلوح لأحدهم ضوء خادع بذهب المعتصم من مناصب وبدلات جلوس ووقوف وسفر وحجرات واسعة وتعيين الأولاد وزوجات الأولاد أو يبين لأحدهم سيف الحجاج من مجالس تأديب أو اعتقال، تتحول كل هذه الآحاد إلى فئران مذعورة تقدم فروض الولاء والطاعة وتدفع أموالا للتهنئة والمباركة على تعيين من أقسموا على فسادهم وعدم صلاحيتهم، هؤلاء المهمشون العاطلون عن فعل التغيير ينتدبون من يناضل عنهم، يلقى على الأسماع ما يحبسونه فى صدورهم غيلة أو تقية وفى الوقت المناسب يصلبونه أمام كل سلطان جائر، كثير من المهمشين حمير الحكم الشمولى، يعلق السلطان على رؤوسهم جزرا مسكنات ووعود، ويلهب ظهورهم بعصا فساد وقوانين طوارئ، لا الحمير تطول الجزر ولا العصى تتوقف عن الضرب0
أنا شخصيا اكسب مزيدا من الأعداء كل يوم، من المؤكد أننى لست عضوا فى الحزب الحاكم، ناهيك عن عضوية لجنة السياسات بالحزب الحاكم كى أرشح لمنصب خطير، صحيح أننى عرفت أحد أعضاء لجنة السياسات وحين أنكر لى انه طلب عضويتها أكلت معه، وعرفت أستاذا جامعيا ظل يحلم بعضوية نفس اللجنة وحين تأكد لى انه لن ينضم إليها شربت الشاى معه، ومع كل ذلك الود معهما رفضا ترشيحى رئيسا لأية جامعة، كان السبب بسيطا فى رفضهما أننى أطول من الأول وأعرض من الثانى وفاضح طموحات الاثنين معا، لذلك فانا لست مرشحا لأن أكون عميدا أو رئيس جامعة، صحيح أن قانون التعيين فى الجامعات يلزم عميد الكلية أو رئيس الجامعة أن يكون على أقدمية فى درجة الأستاذية وأنا لست كذلك، ولكن معارفى من لجنة السياسات يدركون فى ظل الدولة ذات الحكم الشمولى أن القانون أعرج يسير فى ركاب السلطان الجائر وعند الضرورة يسهل تعديل الدستور أبى كل القوانين، وفى الدولة ذات الحكم الشمولى يكون أهل الثقة هم الأخوة، والأخوة يتآزرون على أولاد العم، وأولاد العم يتكالبون على الغريب، ولأن منهج العلم جريح فى بلادنا والمهمشون ليسوا أهل ثقة عند السلطان، أصبحت أنا خارج عضوية كل لجان اختيار وتعيين رؤساء الأقسام والعمداء ورؤساء الجامعات ويرانى بعضهم عدوا لقرارات كل لجان التعيين، هكذا أضاعوا حقى فى اختيار القيادات من الكفاءات بالانتخاب الحر المباشر، علما بأن المرشحين بشر مثلنا يمشون فى الأسواق يأكلون ويشربون، وبعضهم أثرياء حرب يعانون مشاكل التحضر0
هكذا فى ظل نظامنا الحالى، تعيين أهل الثقة دون انتخاب أهل الكفاءة، يشرب المجتمع عيوب قيادات أهل الثقة، ولا يبقى أمام المهمشين غير الحلم بحياة كريمة، وأن يطرق صوتهم المكتوم أسماع من فى القبور0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موجز أخبار الرابعة عصرًا - الأونروا: الأوضاع في غزة كارثية ج


.. جهاز الشاباك: حذرنا بن غفير والأمن الوطني من استمرار الاعتقا




.. شهادات أسرى غزة المفرج عنهم حول التعذيب في سجون الاحتلال


.. مواجهة شبح المجاعة شمالي غزة بزراعة البذور بين الركام




.. مدير مستشفى الشفاء: وضع الأسرى في السجون الإسرائيلية صعب ومأ