الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اسألوا النهر

المثنى الشيخ عطية
شاعر وروائي

(Almothanna Alchekh Atiah)

2020 / 4 / 24
الادب والفن


إلى ابن العم، رياض الترك/ النهر
في عيد ميلاده التسعين... استعادة لما حدث في الثمانين

اسألوا النهر...
إلى أين يذهبُ
هذا الذي تعتريه الجهامةُ
والطيبة المستبدّة بالقلب
أين يشكّل منها شموساً
ويرسلها برتقالاً
وأفراسَ يانعةً في طريق خيولي...
*** *** ***
إلى أين يذهبُ
والقبّرات اللواتي حملن دمائي
رسائل وردٍ إلى فرح الكائنات بموتٍ يجدّدها
في الربيع/ انطفأنَ أمامي،
وخلّفنني جثةً غضةً في رماد اتهامي،
وأسلمتُ كفي إلى الشك...
*** *** ***
قولوا له
إنني مذْ توجّهت للشمس والبرتقال
بيوم امتحاني العظيم، لجمتُ خيولي
وإنّي مذ انهدّت الشمس/
آلهة الانصهارات والشعب والفتكِ،
مخنوقةً في صهيلي/
زحمتُ رياحي بريح المتاهات...
*** *** ***
قولوا له
إنني في لظى الاكتمال الطليق لوردة ذاك الربيع
نظرتُ ورائي
وجثّة شعبي على راحتيّ انتهت جثةً
دونما أي نارٍ
وملفوفةً في ردائي...
*** *** ***
وقولوا له
أيهذا الذي يصنع الشمس والبرتقال
ويمتدّ سهلاً
وأعشاب زرقاء أخّاذةً في انتهائي
وقولوا له واسألوه
بأيّة زنزانة علّموكَ ندائي
وأيّ غيابٍ توجّهه أنت نحو حضوري،
وأي حيادٍ يداري خطاكَ الرصينة نحو انكسار النهايات...
*** *** ***
أيتسع الوقت عينيك أن تقرأ الموت/
والموتُ متسعٌ كل ما في رؤاك
وتحضر رغم زنازين إخفاء كفيّكَ
في مستهلّ انبثاق السماوات/ قوساً
وشمسك تمحو سوادهم، وجليد الفوات
وتهطل بين ضلوعي فراشاً وأضواء رهاجةً، وشقائق نعمان/
إذ أنت تنداح بين عروقي
شراسة هذا الربيع وإصرارَه في انفلات الحياة...
*** *** ***
لماذا تقول المسافة ما بين زنزانتي وسهول بلادي/
التحامي
وتذهب منفرداً في جحيم الطواغيت
عرساً
كأنك أنت التحام البلاد
لماذا تبدّل شمساً ببحرٍ
وتمحو الشواطئ أن/
لا حدود على الدم
في سعي موتكَ نحو اتّحاد على شفرة السيف
عنقاءَ تنهض فوق الرماد
لماذا تجمّع نهراً وتفرده دونما ضفتين
إلى حيث مجراه في الشعب
والانفراد/
طريق دمائك نحو السكاكين
ثم تقول وبهجة طفل على وجنتيك:
تجمّعتُ حين توزّعتُ في الشعب...
*** *** ***
والشعب منفى،
وزنزانةٌ،
وانسلال الأظافر من آه كفيكَ،
والصرخة المستعيذة بالموت
والانهيار
على شفة حين يخذلك السمع
شظايا الطوائف حين يجمّعك الدمع
في أمةٍ
فتوزّع حسرة عينيكَ
بين عروش الضفادع والنهر
قلبك في مسقط النسر/
أنك فسّرتَ شعبك بالقيد والورد...
*** *** ***
وأنت تردّ بيان انسحابك
في وجههم، وتقول:
البيان يوقّعه الشعب لا الفرد
*** *** ***
والشعب إطلالتي،
ومسير دمائي إلى البحر
والشعب موتي
ودورة هذي الشقائق
في الشمس، والماء، والصخر
والشعب
هذي الأكف الصغيرة
من دورة الحبر
خلف المقاعد نحو انفتاح المتاريس/
أغنيةً، ودفاتر رسمٍ لصيد الفراش،
وحلماً، وهدهدةً، ودماء
وهذي الزغاريد
هذي الجنازات
هذي الخيولُ
وهذي الطبولُ
وحريّتي واختياري
بأني عدوت إلى منبع النارِ
حين أشار لي النهر
مبتهجاً في التحامي بطفل
عدا في اتجاه الشموس
وفي شمس كفيّه
ناري.
نهاية 1981 ــ من مجموعتي الشعرية: فم الوردة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي