الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوميات صغيرة في الحجر الصحي -5- رمضان والكورونا

محمد البوزيدي

2020 / 4 / 25
الادب والفن


يوميات صغيرة في الحجر الصحي -5-
رمضان والكورونا
تمر الأيام رتيبة على سناء ،فلولا وسائل الإعلام وأجهزة الاتصال الحديثة ، ونقاشات والديها لاعتقدت نفسها أنها تعيش في قبو صغير ،ولولا حيوية البيت لتوهمت أنها متجمدة حتى إشعار آخر.
طبعا الحجر الصحي يولد شعورا سلبيا لدى الكبار، فما أدرانا بالصغار الذين يفقدون حرية التحرك إلا من غرفة إلى غرفة، ويوما عن يوم قد يحس الإنسان أنه في سجن صغير داخل السجن الكبير الذي بنته السيدة كورونا حتى إشعار آخر..وغير واضح تاريخ هديمه.
لم تصدق وهي تنصت لأبويها يحكيان عن الاستعداد لشهر رمضان ،فهاهو قد وصل على حين غرة دون إشعار أو إحساس أو إنذار..
بدا لها أن الزمن لم يتحرك طويلا ،أو لم تشعر به ،لذلك كان مفاجئا أن تلاحظ أن رمضان حل، وسيبدأ أولى أيامه في حزن شديد على خلاف السرور الذي يفتحه في الأفئدة قبل أن اظهر السيدة الكورونا.
هكذا كان سؤالها البريء.. أبي هل السيدة كورونا لن تغادرنا في شهر رمضان؟ كيف سنمضي رمضان مع السيدة الكورونا ؟
كان السؤال بريئا
تأمل الأب البراءة وقال :يابنيتي سنصوم بشكل عادي ، وسنؤدي واجباتنا الدينية في المنزل جماعة ..
كيف نصلي التراويح في المنزل؟ والمسجد ألن يفتح ..
أجاب الأب :لا، سيظل مغلقا للضرورة ولقد صدرت فتاوي من المجلس العلمي تؤكد أن الصلاة في هذه الظروف ستكون في المنازل أسوة بالشهر الذي سبقها.
صرخت سناء: بالله عليك ياكورونا: ألا تملي من تنغيص وتكدير حياتنا .حرمنا من المدرسة تقبلنا الأمر، حرمنا من اللعب قلنا لا إشكال، حرمنا من المساجد وحتى رمضان ....
هل هناك رمضان في المنزل ؟ تواصل سناء أسئلتها التلقائية
ساد جانب من الصمت ، كيف يمكن أن نقنع الصغيرة بالأمر لذلك فتح التلفاز .. بدت المساجد مغلقة والساحات فارغة وحظر التجول مطبق على الجميع...
بنتي، حق النفس مقدم على جميع الأشياء، والحق في الحياة أسمى الحقوق، لذلك فكل شيء معلق حتى إشعار آخر من أجل ألا نهب لكورونا أحياء جدد وقد نستردهم أموات جدد..
ترددت كلمة الموت في الجدران،وسط ذهول سناء ، خيم الصمت قبل أن تكسره الأم بالمناداة على الأب للخروج قصد التسوق وشراء حاجيات البيت...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا