الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وقت الأزمات: مَنْ يجد مَنْ؟

محمد عبد حسن

2020 / 4 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


حين أراد الشعب من الحكومة أنْ تحفظ له أمنه.. لم يجدها؛ فأصبح لنا أربعاء دامٍ واثنين أسود.. ولوّنت أيامنا كلها بالضيم، وغدونا لا نعرف مَن يقتلنا على وجه التحديد بعد أن كان واحدًا نعرفه!
وحين أراد الشعب من الحكومة أنْ تبني له قطاعًا صحيًّا (مثل الناس).. لم يجدها؛ فانتشر مرضانا في أرض الله القريبة والبعيدة، يسمسر عليهم المترجمون، وتبتزهم القطاعات الصحية في تلك الدول.. وقليل منهم عاد متشاف.. وربما إلى حين.
حين أراد الشعب من الحكومة أن تعيد للنظام التعليمي في العراق هيبته.. لم يجدها؛ وأصبح البلد خارج تصنيف جودة التعليم العالمي ضمن مؤشر دافوس (صحيفة الزمان 14 كانون الثاني 2019) مع كثرة مدارسنا وجامعاتنا الأهلية وتضاعف أعداد الدارسين في الخارج للحصول على الشهادات بمختلف الاختصاصات وبموافقة الجهات المسؤولة في البلد؛ دون أي تنسيق أو دراسة للحاجة الفعلية لتلك الاختصاصات. ولا أدري كيف يستطيع شخص، أو مجموعة أشخاص، إنشاء مؤسسة تعليمية في حين تعجز الحكومة، في بلد كالعراق، عن ذلك؟!
حين أراد الشعب من الحكومة أن تبني له بلدًا يعيش فيه مواطنًا؛ أوجدت له دولة المكونات.. وقسمته وفق قوميته ودينه ومذهبه، وساهمت، بكل مفاصلها، في تكريس هذا التقسيم. وأية مراجعة لما يسمى بالمناصب السيادية في البلد تثبت ذلك.. بل حتى أن قناة العراقية الفضائية تبث الأذان كل مرة بشكل مختلف! ولو امتنعت عن بثه لكان أفضل.
ولو أردنا الاسترسال في ذلك.. فلن ننتهي.
إلا أنّ الحكومة حين تريد الشعب تجده.
فعندما سقطتْ أكثر من ثلث مساحة العراق بيد التنظيمات الإرهابية، وهرب ممثلو الحكومة مع كل، وربما بدون، نجومهم ونسورهم وسيوفهم المتقاطعة ومراسيمهم الجمهورية.. تاركين الشعب عينه بعين الله.. وجدت الحكومة الشعب جاهزًا لدفع الأذى بعيدًا قبل أن يصل حصنها الأخضر. وعمليات التحرير التي خطط لها لتستغرق عشرة سنوات، باعتراف الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، أنجزت في أقل من نصف تلك المدة.
وستجد الحكومة الشعب حين تلم بها ضائقة مالية هي، بالتأكيد، نتيجة سياساتها الخاطئة؛ فتسارع لتقليص رواتب موظفيه.. وتأجيل استحقاقاتهم من العلاوات والترفيعات السنوية ودفعهم إلى الادخار الإجباري (وهو ما يتم تداوله الآن بسبب الأزمة المالية، ويتذبذب بين التأكيد والرفض من قبل الدولة) من رواتب هي بالأساس لا تكفيهم، دون أية مراجعة للرواتب التقاعدية للمسؤولين السابقين.. ولما تنفقه الرئاسات الثلاث والجيوش من المدراء العامين وأصحاب الدرجات الخاصة.. دون تفكير بتقليص أعداد موظفي بعثاتها الدبلوماسية، غير الفاعلة، في الخارج.
ربما تكون المرة الوحيدة التي وجد الشعب فيها الحكومة حاضرة بكل أبّهتها؛ كان أثناء خروجا في التظاهرات، فالعنف المفرط، سواء جاء منها أو من غيرها، هي المسؤولة عنه؛ لأن الملف الأمني بيدها.. أو هكذا يفترض أن يكون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحن طائر أو بالون عادي.. ما هي حقيقة الجسم الغريب فوق نيويور


.. دولة الإمارات تنقل الدفعة الـ 17 من مصابي الحرب في غزة للعلا




.. مستشار الأمن القومي: هناك جهود قطرية مصرية جارية لمحاولة الت


.. كيف استطاع طبيب مغربي الدخول إلى غزة؟ وهل وجد أسلحة في المست




.. جامعة كولومبيا الأمريكية تؤجل فض الاعتصام الطلابي المؤيد لفل