الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التغيرات القادمه لن تشمل الدولار الامريكي

اثير حداد

2020 / 4 / 25
العولمة وتطورات العالم المعاصر


توطئه
اشتم كما شئت فذلك لن يغير واقع الحال، ليس لان الدولار هو الافضل بل لعدم وجود بديل له يحل محلة وتدعمة دولة بحجم اقتصاد الولايات المتحدة. كما وانا الثوريين اللفضيين و "الطهرانيين" لا يشعرون بالدفئ الا بعد تضخم حساباتهم المصرفية بالدولار تحديدا .
لتدخل في قلب الموضوع .
واجه العالم بعد الحرب العالمية الثانية ازمة حادة من انهيار العملات في اوربا تحديدا ،هذا من جهة ومن جهة اخرى خرجت الولايات المتحدة بعد تلك الحرب كونها القوة الاقتصادية الاكبر والاضخم والاقوى عسكريا، فعقدت اتفاقية بريتون و ودز عام 1944 والتي اقرت الدعم الجزئي للذهب هذا من جهة، ومن جهة اخرى اقرت تثبيت العملات الاجنبية بالدولار حسب قاعدة
اونس من الذهب = 35 دولار. ( الاونس يساوي حوالي 28 غرام)
هنا ثبت الموقع المتميز للدولار ودحره للاسترليني عالميا.
استمرت الولايات المتحدة في النمو الاقتصادي الهائل وكان عليها اصدار كميات هائلة من الدولار لتمويل سريان التجارة الدولية مع بقاء هيمنة الدولار نفسه، من دون اهمال تمويل احتياجات السوق الداخلية الامريكية والتي شاهدت ان ذلك نموا عاصفا في جميع جوانب الحياة الاقتصادية. هنا يتوجب علينا ان لا نفقد حساسية الربط بين الذهب وكميات الدولار المطروحة والمنتجة عالميا عبر منجمين رئيسيين هما جنوب افريقيا و روسيا، حيث بدا عرض الذهب عالميا بالتباطئ ولم يعد قادرا على الايفاء بمتطلبات الطلب.
في 15/أب/1971 أعلن الرئيس الامريكي انفكاك الدولار عن الذهب، بمعنى الغاء التزام الولايات المتحده بايفاء 35 دولار مقابل اونس من الذهب. في صبيحة ذلك اليوم جفل العالم وعلا الصريخ بان العالم سينهار، ان ذلك لم يكن هناك انترنت كي تتناقل الاخبار بنفس سرعة اخبار وباء كورونا، ولكن عند مراجعة الصحف الورقية ان ذلك فانك ستشعر بان ما كان هو "جائحه" . ولكن استمرت الحياة للتجارة الدولية بشكل مرن .
هنا يتوجب علينا طرح السئوالين
*لماذا فصل الدولار عن الذهب؟ والثاني
*ما نتائج او تبعات ذلك ؟
بدات مناجم الذهب بالنضوب، فلم تعد قادرة على انتاج كميات ذهب كافية لتغطية الدولار المتجول عالميا. هذا من جهة ومن جهة اخرى اصبحت كميات الدولار خارج الولايات المتحدة من الحجم يستحيل معة على الولايات المتحدة الايفاء بالتزاماتها المتفق عليها ضمن بروتين و ودز.
ما حدث بعد ذلك هو وبشكل عام ان قيمة الدولار تتحدد سوقيا وليس ذهبيا، بمعنى اخر "تبسيطي" قيمة الدولار تجاه عملة وطنية اخرى تتحدد بالعرض والطلب عالميا و بسياسة تلك الدولة صاحبة العملة الوطنية . فعلى سبيل المثال وليس الحصر وعبر سنوات تراوحت اسعار صرف الين الياباني تجاه الدولار ب 100ـ115 ين. بمعنى تقلبات اسعار الصرف.
أين نضع عشقنا في اسعار صرف مرتفعة ان منخفضة ؟
لازال البعض ولحد يومنا الحالي يطرح تاوهاته عند الحديث عن الدينار العراقي و يكرر "كان الدينار العراقي "يجيبلي" تلاثه دولار وشويا". وهو لا يعلم ان المقارنة هنا خاطئة 100% . لان ما قبل السبعينيات كانت قاعدة الذهب الجزئيه "بريتون و ودز" هي الحاكمه. لحد الان لم نجب على التسائل ما هو الافضل سعر صرف عملة تجاه الدولار عال ام منخفض؟ في اجابتي هنا لن ادخل في نقاش نظري، بل فقط اقدم نموذجين
الاول: الكويت سعر صرف الدينار =اكثر من 3 دولار
الثاني: اليابان الدولار الواحد =100ـ110 ين
الكويت لا تصدر سوى النفط وسعره لا تحدده الكويت بل عالميا اما اليابان فانها تقريبا تصدر كل شيء . بكلمات اخرى مختصرة جدا ارتفاع اسعار صرف العملة الوطنية مفضل في الدول التي تستورد كل شيء حتى الملابس الدخلية لمواطنيها، لا بل وصل الامر الى استيراد الدشداشة " التراثية العربية" من دول اخرى.
ان افلحت في عرض مختصر وتاريخي عن العملات فتعال لندخل العالم المعقد جدا وهو :
الاحتياطيـــــــــــــــــات !
يعرف صندوق النقد الدولي الاحتياطيات الدولية بانها"..الاصول الخارجية المتاحة تحت تصرف السلطات النقدية والخاضعة لسيطرتها لتلبية احتياجات تمويل ميزان المدفوعات ، او التدخل في اسواق الصرف للتاثير على سعر صرف العملة ، او غير ذلك من الاغراض ذات الصله...".
و وفقا لاحصائيات نفس المصدر السابق فان حجم الاحتياطيات تصل الى 11.5 بليون دولار امريكي، اما الاحتياطيات المعروفة فتصل الى 6 بليون دولار، اي ان هناك حوالي 5 بليون دولار من الاحتياطيات مجهولة " الاقامة"، بسبب تكتم دول مثل الصين و كوريا الشماليه ...في شان حجم احتياطياتها.
عودة على بدأ .
من اجل توضيح عنوان هذه المقالة لا بد لنا من تناول مفهوم الاحتياطيات النقدية ونسب العملات فيها.
العملات النقدية هي عملات النقد الاجنبي التي يحتفظ بها من اجل الدفوعات الدولية ومن اجل استقرار اسعار صرف العملات الوطنيه.
يشكل الدولارالامريكي 61% من مجموع الاحتياطيات العالمية لدى البنوك المركزيه . يحتكر الدولار نسبة 90% من حجم التداولات عالميا. اما من ناحية حجم القروض السيادية فيحتل الدولار 40% منها.
جدول: نسبة الاحتياطيات عالميا بالعملات. المصدر صندوق النقد الدولي :
نـــــوع العملـــة %
1-الدولار الامريكي 61.8
2-اليورو 20.24
3-الين الياباني 5.25
4-الاسترليني 4.54
5-الرنيمين الصيني 1.95
لا تسير الامور بالتمنيات بل واقع الامور هو الذي يحكم. لا اتوقع في الافق المنظور ان تحل اية عملة محل الدولار المهيمن. وستستمر دول العالم في تحمل تبعيات ذلك من تذبذب في قيم الدولار الى اجل غير منظور.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا تعلق كل المبادلات التجارية مع إسرائيل وتل أبيب تتهم أر


.. ماكرون يجدد استعداد فرنسا لإرسال قوات برية إلى أوكرانيا




.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين: جامعة -سيانس بو- تغلق ليوم الجمعة


.. وول ستريت جورنال: مصير محادثات وقف الحرب في غزة بيدي السنوار




.. ما فرص التطبيع الإسرائيلي السعودي في ظل الحرب الدائرة في غزة