الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تامزغا بين الحقيقة والميتافيزيقيا

محمد أسويق

2006 / 6 / 15
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي



حينما إجتاحت العرب الهلالية أرض المغرب وعموم بلاد الأقصى خربوا مآثرها ونهبوا خيراتها واستغلوا ثروتها ...و أرجعو البلاد ءالى بداوة وجاهلية. حيث أشعلوا الفتنة والقتال في صفوف أهلها لبسط نفوذهم على كل القطاعات الحيوية التي أسالت ريق النازين الذين هجرهم واقع شبه الجزيرة العربية الموسوم بالجفاف والقحط والصراعات القبلية حول ندرة المياه والخضوبة وانتشار الفقر المدقع بين هذه القبيلة وتلك ..فلم يتم اختيار شمال افريقيا صدفة بل عن قصد ودراية نظرا لمميزاتها المناخية المعتدلة وكثرة وديانها وأنهارها وبحارها وأخلاق وتواضع أهلها. ونظرا للقهر والتخلف الفكري والجوع الذي عانوا منه لأعوام طويلة لم يحسنوا استغلال ثروات بلاد الأقصى بشكل معقلن وعاملوا أهل البلاد معاملة قاسية تنم عن الجهل وضعف العقيدةعند كل الذين هاجروا طلبا للأمن والأمان من بلاد اشتهرت بالتآخي ونبذ العدوان..هي بلاد الأمازيغ كما تروي المصادر التاريخية وكما تحكي مراجع الأسلاف...
فحين شكوا ضعفهم وبؤسهم استضافوهم واشبعوا لهم الرغيف واللباس لستر عريهم.باعتبارهم لاجئين في بلادهم وهذا حق عليهم كرسوه تقليدا مع مختلف الأجناس التي وطأت بلادهم قبل أن توصي بذالك المواثيق الدولية. وهدا نوع من ءاستباق وعي الحداثة عند الأمازيغ وعموم سكان حوض الأبيض المتوسط السباقين لإحتصان العلم والمعرفة..
لكن ورغم حسن المعاملة التي اتصف بها أهل المغرب الأقصى تجاه النازحين العرب الفارين من بطش عمومتهم العباسيين والأمويين كما هو الشأن للأدارسة......والخوارج والفاطميين.... ظل هؤلاء الثلة من العرب طغات ومستبدين كلما تمكنوا من السيطرة والإستحواذعلى مراكز الحكم ءارضاءا للخليفة بالمشرق الذي وعدوه بالسبي والغنائم كما جاء على لسان عبد الملك بن مروان وباعث بما هو معوز لنا بالشام(يقصد النساء) فأكثر من ألفي جارية أدخلت قصره وهي تهجهش بالبكاء .نساء أ مازيغيات ما سمع بها أهل المشرق قط. حيث كن يبلغن أكثر من ألفي دينار..حسب قول المؤرخين كل من البكري وابن عذاري ومحمود اءسماعيل .. مما لا أحد قد ينكر بشاعة الولاة العرب على جميع الأصعدة .فقد أحرقوا الكتب والمكتبات كما هو الأمر عند الشيعة الإاسماعيلية والفاطميين وفي هذا الصدد يقول "ليون لافريقي"في وصف اءفريقيا تم اءحراق جميع الكتب حتى لا تقرأ إلا كتب نحلهم كما أنهم أساؤا المعاملة مع كبار القوم كما فعل عقبة مع كسيلة حين أمره بذبح الشاة أو كما كان يفعل مع حراسه وهو يقطع آذانهم ويضع في أنوفهم الأقراط وحين يسألونه عن أسباب ذالك يقول أدبا لك اءذا ذكرت العربي أطعته..مما يفسر بأن الطاغي العربي كان مهووسا بالسلطة والجاه واستنزاف الخيرات .وليس في همه شيئ اءسمه الدين يود نشره أو تبليغه. وكما يقول عبد الله العروي في مرجعه مجمل في تاريخ المغرب لم يكن العربي أثناء غزوه لشمال اءفريقيا يفكركيف يعبد الأمازيغي ربه . بل كان يفكر كيف يسطوا على المزارع الخصبة دون أذى أو معركة دامية . وفعلا هذا ما ستؤكده الحقائق التاريخية مع مرورالأزمنة وأن الدين كان عندهم مجرد مطية لتمرير الغزو وتبريره عبر مر العصور . وأنه الوسيلة الوحيدة التي كانت يلتجؤون عندها لتبرير ممارساتهم الشنيعةخصوصا في معركتهم المريرة مع البرغواطيين الذين أحدثوا قطيعة مع المشرق اءنطلاقا من جرائم الولاة التي لم تكن تعكس أي ممارسة اءنسانية وبالأحرى دينية.ويوضح محمود اءسماعيل هذا الصراع على أنه رغبة للإستحواذعلى سهول تامسنا فهو.صراعا إقتصاديا وليس دينيا بالبت والمطلق .
ونراهم في غباوتهم كلما حصدوا الهزيمة ءالا واتهموا كبير القوم (أمغار-أزجيد)بالزندقة والكفر وهي تهم سخيفة لفقت لكل الأمازيغ كما هو الأمر عند حاميم الغماري الذي قاوم ببسالة النهب والاءختطاف والشأن ايضا عند البرغواطيي صالح ابن ظريف الذي أوصل الدين اءلى شبه الجزيرة الاءبيرية واستنكر السبي واختاف النساء وجردهم من جواهرهم كما كان يفعل موسى ابن نصير. وحين أخبر خليفته بالمشرق بما حمله إليه من ذهب وفضة وجواري كاد أ ن لايصدق. فانطلاقا من الممارسات التي أتى عليها البحث التاريخي يتبن وبالملموس على أن بلاد الأمازيغ شهدت غزوا عربيا فظيعا وليس فتحا كما تروج لذالك الأطروحة العروبية في بعدها الاءديولوجي . فالاءسلام وصل للمنطقة عبر الأمازيغ ذاتهم .كما يفسر ذالك المؤرخ الطاهري في كتابه بنوا صالح في بلاد نكور الذي يو ضح كيف هاجر الأمازيغ اءلى الشرق والشام بحثا عن العلوم والمعرفة واستقدموا معهم الدين ونشروه بين قومهم وجيرانهم وأوصلوه اءلى أبعد الأقطاروالأمصار كما فعل العلامة أبو البركات يوسف البربري الذي يرجع له الفضل في نشر الاءسلام في جزيرة الملديف..وكذالك محمد القائم بأمر الله وعبد الله بن ياسين .....وطارق بن زياد.
لذا لم تعد أسطورة "دخل الاءسلام إلى شمال اءفريقيا وارتد البربر"توتي أكلها بعدما تبين كيف كانت ممارسة العرب أثناء تواجدهم باءفريقيا الشمالية حيث لم يتركها إلا كومة نار ودخان. ولولى ميسرةالمطغري أثناء رجوعه من الشام الذي رفض الخليفة اءستقباله لتقديم شكواه عن الذين يبقرون النساء والشياه بحثا عن السخال لعرش الأمير.
وطبعا ومع مرور الوقت سينجم عن هذا الغزو السياسي والإقتصادي غزو ثقافي ولغوي يهدد الهويةالوطنية في بعدها الأنتروبولوجي وسيحاول الزج بها في دهاليز المسخ والتهميش والموت البطيئ وسيحرم كل ما هو أمازيغي من دعم مؤسساتي أو تدوينه أو الإعتناء به باعتبار أن الأمازيغ من أصول عربية .وهذا من كبائر الترهات الفكرية .ونوع من تحليل التاريخ بميتافيزقيا ساذجة وقراءة سفسطية لا تستند للمعايير العلمية والأركيولوجية واللسنيةوالجينولوجيا..............
وها نحن اليوم نؤدي ثمنها بكل مأساوية . فلاحضور مدرسي ولا كرسي جامعي ولامتحف تراثي . وكل تفكير في هذا الشأن هو تهديد وتمرد يواجه بالوعد والعيد. فإن الأمر ليس كذالك فلماذا يتم منع الأنشطات الثقافية والجمعيات النشيطة كحالة جمعية الشبكة الأمازيغية ومجموع الأسماء الشخصية التي هي أمام القضاء تنتظر الإنصاف سوى لكونها تحمل دلالة تاريخية ......وهوياتية فيها تعزيز للشخصية التراثية لإثبات المرتكزات الحضارية
في هذا السياق الحابل بالقمع والمنع تتفتق وردة الحركة الأمازيغية من صلب المجتمع المدني وكامتداد مقاومتي للممارسات الهجينة واللا إنسانية رغم القمع المخزني الذي لايقف عند حقوق الإنسان كما متعارف عليها دوليا.











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السيسي يحذر من خطورة عمليات إسرائيل في رفح| #مراسلو_سكاي


.. حزب الله يسقط أكبر وأغلى مسيرة إسرائيلية جنوبي لبنان




.. أمير الكويت يعيّن وليا للعهد


.. وزير الدفاع التركي: لن نسحب قواتنا من شمال سوريا إلا بعد ضما




.. كيف ستتعامل حماس مع المقترح الذي أعلن عنه بايدن في خطابه؟