الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عزيز السماوي...شاعر القصيدة الشعبية الملحمية المبدع

ماجد لفته العبيدي

2006 / 6 / 15
الادب والفن


يعتبر عزيزي السماوي واحد من أعمدت الشعر الشعبي العراقي الذين أضافوا للقصيدة الشعبية العراقية إضافات جديدة ,عبر قصائده الملحمية التي جسدت تأثره منذ الصبا في الأجواء الشعرية والفلكلورية ألشعبيه والطقوس الدينية المختلفة , ومنذ أن شق عزيز السماوي طريقه كشاعر شعبي في 1965 أثناء دراسته في معهد الهندسة التطبيقية العالي في جامعة بغداد , كان يتلئلئ في سماء العراق نجوم شعرية إنارة سماء العراق وأسست للقصيدة الشعبية المعاصرة , من أمثال رواد القصيدة الشعبية مظفر النواب وعريان السيد خلف وزامل سعيد فتاح وكاظم ألركابي وكاظم السماوي وشاكر السماوي وعلي ألشباني وكاظم إسماعيل الكاطع وطارق ياسين وإسماعيل محمد إسماعيل وأبو سرحان وغيروهما , وذكر هولاء الشعراء على سيبل التحديد لأنهم من الشعراء
ولكن الذي ميز شاعرنا عزيزي السماوي كتابته للقصيدة الملحمية التي سجل حضوره فيها في ديوانه الأول مع عدد من الشعراء العرافين الشعبين [ قصائد للمعركة ] 1968 والتي كتبت قصائده تضامنا ودعما للثورة الفلسطينية , ثم أصدر ديوانه الثاني 1970مع شاعرين مبدعين من الفرات الأوسط الأول الشاعر على ألشباني والشاعر الغنائي طارق هاشم بعنوان [ خطوات على الماء] .
ويعتبر عزيزي السماوي شحيح الإنتاج الشعري وغني الابداع فله ثلاثة دواوين[ أغاني الدرويش 1973, لون الثلج والورد بالليل عام 1980 , النهر الأعمى 1995 ] بين عام 1973 إلى عام 2001_ 8 حزيران حيث فارق الحياة دون إن تتكحل عينه بالعراق ودفن في لندن عاصمة الضباب.
ديوانه النهر الأعمى , واحد من أهم الدواوين الشعرية التي كتب قصيدته الأولى حزيران 1980 بعنوان [ هموم عراقية ] يقول الشاعر فيها
أهيس جرحي
بجفوفك ..
جمر ينباس
خيط الدم
يروح أبعيد
يمتد أبطول الفرات..
أبعيد
إن الصورة الشعرية التي يرسمها الشعار تجسد حالة صراع الإنسان وتضحيته وهي محاورة بين الشاعر وحبيبته عبر صور شعرية مختلفه , تحضر فيها الحبيبة والوطن والدم والخيول والأطفال والحمام , محاولا عبرهذه الأسماء رسم صور جيدة تتجاوز الاطار الخارجي للمعنى الكلمات لتغوص في أعماق محتواها لتحل رموزها وطلاسمها اللغوية .
وفي قصيدة [ نشيد الريح] في ديوان النهر الأعمى , يحاول الشعار رسم صورة الوطن الوجدانية عبر صورة شعرية ملحمية ترسم خوفه على الوطن الذي يشكل وحشته في الغربة :
وطن
وطن
دخن دم بصابيعي دم
ياهو العلم أنهارك على ألذله
غضب كلش فراته .. أو دم صرخ ..دجله
كبل الغبشه ..مهر الليل .. يخطف بالدمع كحله
علمني ليش الهجر .. وكت الوصل يحله
أحلم بيك وتسله
وفي قصيدة أخرى يشدوا الشاعر فيها لمدينته الديوانية التي ترعرع فيها الشاعر في شبابه وصباه وتاثرفي أجوائها وشخصياتها :

أخ ..
لا ظلمة تضحك بعد
لا...ولا...
ليل الديوانية .. كَمرها ..أيعود
مذعور الشعر درويش عنيد إو يأخذ الظلمة لهب ويزيد
عالماي إنكتب إسمه ..عزيز ..إبكل حلم موجود
يهيم الصوت بجفوفه ..اغاني .. إتفز عليها .. إنهود
أو يطيح إردود
نزيف إعله الرصيف
إو نهر ممدود لقد استخدم الشاعر عزيز السماوي التشبيه بشكل واسع في قصيدته الشعبية ليغير من خلاله محتوي الاطار الخارجي للجملة الشعرية للتعطي معنى وتبدوا غريبة بعض الشي للقارى والمتذوق للشعر الشعبي مثل قصيدته [ صهيل الأصابع ] :
ظلمة ..إبلا وطن .. بس كَلي وين الكَاك
أهد اجفوفي ..بالغربة .. حمامة إمن الفرح .. لهناك
نجمة .. إبلا صبحْ ..ذكراك
وين ألكَاك ..؟
أن الشاعر عزيز السماوي كان يملك مواقف أنسانيه تهزه كثيرا مصائب شعبه , كتب في قصيدته [ جبل الأحلام] وهذه القصيدة تشبه الفلم الوثائقي في تصويرها للمأساة حلبجة الشهيدة:
صلًيت الحلبجه إو جن ً إجفوفي عرًَك من نار
حِزين الجبل يتنفس سموم العار
كل شهكَة طفل
صوت
إو ذبح
غدار
صراخ الناس .. بالظلمة
نجوم
إمن الغضب والنار
ليس لهذه المقاطع الموجزة ان تغطي مسيرة شعار أمتدت لفترة 36 عاما عاش فيها أنسان مناضل من اجل العدالة الاجتماعية عاش 21عاما في ديار الغربة مطارد كغيره من اليساريين والديمقراطيين والوطنين العراقيين , ويترك الشاعر أنطباعا لدى القارى و المتتبع للشعر الشعبي والنقاد الكثير من الانطباعات التى يجسدها الشعار في قصائده وهي محاولته الجادة لتأسيس لمفهوم جديد للشعر الشعبي بالخروج من فناء القصيدة المحكية الرومانسية المقطعية إلى فناء القصيدة الملحمية التي حول فيها الممازجة بين اللغة الدارجة واللغة الفصحى , محاولا عبر بنائه الداخلي للقصيدة الشعبية إن يرسم أشكاله التي لونها في اللون الأحمر [ الدم] والأسود [ الظلمة] والازق والأخضر اللذان يمثلان دورة الحياة وأمل المستقبل .
تميز الشاعر عزيز السماوي بشفافية عالية من خلال تكوينه الجمل الشعرية التي تميزت بالانسيابية مما يوحي لك إن إيقاع الموسيقى لايفارق الكلمات فقد بات يزاحمها ويرتفع احياننا لتضيع في ثناياه الصور الشعرية , فقد كان الشاعر عزيز السماوي يؤمن إن القصيدة الشعبية [ باللغة المحكية] لاتقل أهمية عن القصيدة الحديثة باللغة الفصحى في عالم الشعر الفسيح .
أن دراسة تجربة الشاعر عزيز السماوي بصورة نقدية ووضع بين يدي الشعراء الشباب مهمة جدا ويوازيها في الآهمية إعطاء الشاعر حقه من قبل المؤسسات العراقية المهتمة في شؤون الثقافة , فالشاعر حمل الوطن في قلبه على طول ترحاله في الغربة الموحشة , فليس عليه كلمة شكر بكثيره وإنصافه من قبل مثقفينا أفرادا ومؤسسات شعبية ورسمية .
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بالنسبه للشاعر المخضرم عزيز السماوي
مقبل عبدالله ( 2011 / 2 / 26 - 06:17 )
السلام عليكم

انا مهتم في رمز الشعر العراقي عزيز السماوي ومهتم ايضا بتاريخه جزاكم الله خير لم تقصروا في ذكر بعض المعلومات عنه ولكن كنت اتمنى معلومات اكثر تفصيلا
مثلا لم تغرب السبب الاساسي ماهو وماهو سبب سجنه

شاعر مخضرم ولون شعري لا نستخدمه كثيرا ولكن نكن له احتراما كبير قصائده حزينه جدا


شكرا لكم

تهمنا كثيرا الرموز العراقيه البطولية فلذا رجاء لا تقصروا بمثل هذه الرموز العراقيه

لذا اذكورها بالتفصيل

اخوكم مواطن سعودي

اخر الافلام

.. اعتبره تشهيرا خبيثا.. ترمب غاضب من فيلم سينمائي عنه


.. أعمال لكبار الأدباء العالميين.. هذه الروايات اتهم يوسف زيدان




.. الممثلة الأسترالية كيت بلانشيت في مهرجان -كان- بفستان بـ-ألو


.. مهرجان كان 2024 : لقاء مع تالين أبو حنّا، الشخصية الرئيسية ف




.. مهرجان كان السينمائي: تصفيق حار لفيلم -المتدرب- الذي يتناول