الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وباء كورونا.. الجانب المشرق عامة وفي مصر خاصة

محمد رجب التركي

2020 / 4 / 26
ملف 1 ايار-ماي يوم العمال العالمي: العمال والكادحين بين وباء -الكورونا- و وباء -الرأسمالية- ودور الحركة العمالية والنقابية


دائما ما يصاحب المحن الكثير من المنح وربما تخرج المنحة من قلب المحنة ومن رحم الألم قد يأتي الأمل،.
وحيث إن كل أزمة لها تداعيات فمن المؤكد إن بها إيجابيات وفرصً يجب أن نعرفها ونستخلصها في نهاية المطاف.
اغلاق المقاهي والكافيتيريات وترشيد الانفاق :
فبفضل الخوف من تفشي وباء كورونا قررت العديد من الحكومات غلق اماكن التجمعات العامة .
فعلي سبيل المثال نجحت الحكومة المصرية بقوة ولأول مرة فى غلق المقاهى والكافيتيريات وهو ما أجبر الناس خاصة الشباب على عدم السهر( وقد يكون ذلك فرصة لمثل هؤلاء لتعديل سلوكياتهم والعودة للمنازل والتقليل من الموبقات ولو مضطرين)، ووفقا للأرقام الرسمية يوجد 2حوالي مليون مقهى فى مصر منتشرة فى جميع المحافظات بالمدن والمراكز والأحياء والقرى.
#لقد_بلغ_حجم_إنفاق_المصريين من الرواد والمترددين على تلك المقاهى ما يزيد على 50% من رواتبهم . حيث بلغت التكلفة الاقتصادية التى ينفقها المصريون سنويا على تدخين السجائر والشيشة ما يصل إلى 40 مليار جنيه ( طبقا للإحصائيات التى اعلنها الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء).
الاقلاع عن التدخين :
• اضطر بعض المدخنين للإقلاع ولو مؤقتا عن التدخين بعدما كشفت منظمة الصحة العالمية أن المدخنين أكثر عرضه للإصابة بـ"كوفيد 19". فبدأ البعض فى تنفيذ خطة الامتناع عن التدخين الإصابة بفيروس كورونا، وطبقا للاحصائيات فان التدخين يؤدى لوفاة أكثر من ثمانية ملايين شخص كل عام حول العالم ، والأشخاص الذين يعانون من حالات مرضية مزمنة من الممكن أن تتفاقم حالتهم الصحية بسبب التدخين.
• وفي مصر فقد تم توفير نحو 5 مليار حنية سنويا كان ينفقها المصريون علي استهلاك حوالي 50 الف طن سنويا علي تدخين المعسل حيث شكل مدخنو الشيشة نحو 19.9% من عدد المدخنين المصريين ( مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية ).
• كما بلغت نسبة المدخنين 21 % من إجمالي عدد سكان مصر، يضاف إليهم 23 % مدخن سلبي، وقد أكد خبراء مكافحة تدخين الشيشة "أن حجر المعسل الواحد يشكل خطورة بما يوازى حجم 20 سجارة". ويموت سنويا في مصر 171 ألف شخص لإصابتهم بأمراض تتعلق بالتدخين ( طبقا لاحصائيات صندوق مكافحة وعلاج الادمان و بحسب إحصاءات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء).
• اما المخدرات فان تجارتها وصلت الي 400 مليار جنية واجمالي مستخدميها 10% من المصريين حتي ان مصر اصبحت ضمن أعلى 10 دول عالميا في التدخين .
• كما اشارت الاحصائيات والدراسات الي أن 13 مليون مدخن مصري علاقاتهم الأسرية والاجتماعية سيئة بسبب التدخين.بسبب اقتطاع التدخين نسبة كبيرة من دخل الاسرة.
التعليم_والدروس_الخصوصية :
أثبت وباء كورونا أن أجهزة الدولة المصرية قادرة على فعل أي شيء لصالح المواطن.. فيكفي أنها اغلقت آلاف المراكزالتعليمية- «السناتر»- في أقل من 48 ساعة. وهو مايعني توفير الاسر المصرية لمبلغ 27 مليار جنية سنويا اي 33% من دخل الاسرة المصرية كانت تنفقها تلك الاسر علي الدروس الخصوصية.. كما تمثل مصروفات المدارس 30% من دخل الاسرة المصرية ( طبقا للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء ).
• لقد أجبر الفيروس الجامعات والمدارس على التعلم الإلكتروني ومواكبة التكنولوجيا، توفيرا للوقت والجهد والاموال والسهولة في التعلم.
انخفاض معدل الجرائم :
الجرائم التى ترتكب أمر شبه طبيعى، فلا يوجد مجتمع خال من الجرائم البشرية، لكن هناك أموراً عديدة تسيطر على انتشارها بشكل كبير فى المجتمع، تتمثل فى الإجراءات الأمنية التى تتبع للحد منها ومدى تطورها فى مواجهة الجرائم، سواء قبل ارتكابها كوقاية أو بعد ارتكابها بضبطها.
• .ومع تفشي وباء كورونا في العالم وتسجيل أعداد متزايدة من الإصابات والوفيات، إلا أنه من الإيجابيات التي ظهرت بعد انتشار هذا الوباء في مختلف أنحاء العالم هو انخفاض معدل الجريمة حول العالم بشكل ملحوظ .
• وفي ظل الإجراءات الأمنية والوقائية التى اتخذتها الدولة منذ بداية ظهور الفيروس فى مصر، انخفض معدل الجرائم الجنائية بشكل ملحوظ، سواء كانت السرقة بالإكراه أو النشل أو المخدرات، نظراً لالتزام الجميع بتطبيق كافة الإجراءات التى تصدر بصفة مستمرة فى الفترة الحالية. فقد انخفضت معدلات الجريمة خاصة المتعلقة بالجرائم الجنائية مثل السرقة والسطو والقتل بمعدلات ملحوظة بنسبة تقترب من 55% .
• ومن المؤكد طبقا لرؤي كثير من خبراء الامن في مصر أنه بعد انتهاء الأزمة والإعلان عن القضاء تماماً على فيروس كورونا المستجد سيكون المجتمع المصرى قد تكونت لديه سلوكيات إيجابية عديدة، وستتغير نظرته للعديد من المواقف الحياتية التى اعتاد ممارستها، الأمر الذى سيؤدى بطبيعة الحال إلى انخفاض معدل الجرائم إلى حد ما على الأقل لدى الأشخاص الذين لديهم رغبة فى التغيير.
تحقيق ماعجز عنة قادة العالم وساستة :
• لقد أثبت قادة دول العالم ، عاماً بعد عام، أنهم غير قادرين على إيجاد صيغة موحدة وفعالة للتعامل مع مسألة مصيرية مثل التغيّر المناخي، جرّاء افتقادهم للإرادة الواعية اللازمة لذلك. لكن فيروساً متناهي الصغر، وبسيطاً من الناحية البنيوية الهيكلية جقق ما عجز عنه قادة العالم وساسته.
• لقد سجلت الأقمار الاصطناعية المحلقة فوق الأرض انخفاضات ملحوظة في تركيزات ثاني أوكسيد النيتروجين (الذى يمكن أن يسبب مشاكل فى الجهاز التنفسى والسرطان)، والتي عادة ما تجثم فوق المدن الكبرى والمراكز الصناعية كثيفة الاستهلاك للطاقة عبر العالم.
• لاحظ العلماء أن تدابير الاحتواء العالمية لمكافحة انتشار فيروس كورونا الجديد قد تسببت في خفض الطلب على الطاقة والإنتاج الصناعي في أكثر دول العالم تلوثا وهي الصين، ما أدى بدوره إلى انخفاض معدل انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون بنحو 100 مليون طن متري، وهي الكمية التي تنبعث في الصين سنويًا، بالإضافة إلى انخفاض حركة الطيران التي تسهم بنسبة 2% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العالم.
العمل عن بعد والقضاءعلي بيروقراطية الجهاز الاداري للدولة :
• أجبر وباء كورونا الكثير من المؤسسات على ترك موظفيها يعملون عن بعد، وتغبر جدوى كثيرٍ من تفاصيل العمل التي لا داعي لها، وإعادة توزيع ميزانيات المؤسسات والشركات لتكون في بنود أكثر أهمية وفائدة.
• يمكن ان تساعد نتائج وباء كورونا في سن قوانين جديدة بالتعاون مع اتحادات العمل والحكومات لتطوير سياسات مطورة تجعل العمل عن بعد جزءاً من نظام العمل المتعارف عليه والذي قد يقضي على ظلم واستغلال كثير من أصحاب العمل .
• ضرورة تطوير نظم العمل والكثير من المعاملات الحكومية، والبيروقراطيات القاتلة للعاملين في الجهاز الااداري للدولة وانعدام الحاجة للتواجد شخصياً للحصول علي الخدمات الحكومية حيث انها ستتم عبر شبكة الإنترنت وتطبيقات الهاتف المحمول الموفرة للكثير من الوقت والجهد وللقضاء علي الفساد والاموال التي تنفق علي الفاسدين.
عودة الروح_الاسرية :
بسبب وباء كورونا وما فرضة من فترات العزلة والبقاء في المنزل فان ذلك كان لة اثرا حميدا في عودة الدفء والروح الأسرية..فقد اصبح الناس يجلسون في منازلهم مع عائلاتهم لوقت أكثر، وازداد التماسك والترابط الأسرى وإلتفاف الأسرة حول مائدة الطعام.. والتواصل بين الأب والأم والأبناء....وهذة كلها أمور إيجابية تساعد فى خلق مناخ صحي تفاعلى داخل الأسرة الواحدة. ، كل ذلك بعد أن كانت الأسرة تعيش حالة من اللا توازن؛ بسبب التغيرات الاجتماعية والتحولات الاقتصادية، وظهور شبكات التواصل الاجتماعية، التي تسببت في رفع سقف العزلة الاجتماعية والتباعد داخل البيت الواحد.
تعزيزالوعي الصحي وتنمية المهارات والمواهب:
• حيث سيطرعلى كل منا وساوس النظافة.. غسيل الأيدى والوجه باستمرار واستخدام المطهرات فى العمل والمنزل وفى كل مكان.. الجميع امتنع عن السلام بالأيدى.. وثار علي عادة التقبيل بداع أو بدون داع.. وإمعانا فى السلامة تجد البعض يرتدى الكمامة والقفاز الطبى.. وهذه أشياء يجب أن نحرص عليها.. وإن تستمر معنا.. وتتحول إلى عادة تصاحبنا وقت انتشار الفيروس وبعد القضاء عليه.
• أتاح العزل المنزلي بعض الهدوء في الحياة، حيث أعطي الناس الفرصة للابتعاد عن الضغط اليومي وإعادة ترتيب أفكارهم. كما أتاح للبعض الآخر فرصة اكتشاف بعض المواهب الدفينة لديهم وتعلم المهارات الجديدة أو تنمية المواهب الموجودة، أو تخصيص الوقت لممارسة الرياضة المنزلية، وغير ذلك من تعزيز الصحة الذهنية والجسدية.
التحول الي المدفوعات الرقمية :
ومن المؤكد أن الأزمة الحالية لم تدفع بعد العديد من الدول بخلاف الصين إلى تطهير عملاتها وعزلها وإعادة طبعها، لكن يمكن القول
إن الفترة الحالية من الفرص الواضحة لبدء تسريع التحول الحتمي نحو المدفوعات الرقمية.
• نظراً لأن التبادل اليدوي للعملة المادية يمكن أن ينقل فيروس كورونا، فان الدول حول العالم ستضطر إلى إعادة النظر في استخدام النقد (الكاش) والقبول المتزايد بالمدفوعات غير النقدية الرقمية يالاضافة الي أن المحافظ الرقمية مجانية ومتاحة بسهولة.
• استخدام التكنولوجيا الرقمية يمكن ان يساعد في تتبع الإنفاق وإدارة الميزانيات، كما يقلل من فرص التعرض للسرقة.
الاهتمام بكبار السن :
أزمة كورونا جعلتنا أكثر وعياً بالحياة التي يعيشها بالفعل كبار السن المعزولين والنظر للمسنين بشكل مختلف، فهم أهلنا ، وهم من عملوا بجهد في شبابهم ليوفروا لمن بعدهم حياة كريمة، ولذلك يستحقون من الآخرين التقدير والحفاظ على سلامتهم.
رفع الوعي الصحي في المجتمع
فقد عمدت الأسواق ومنافذ بيع المنتجات الغذائية إلى توفير وسائل الوقاية لمرتادي هذه المنافذ مثل القفاز، القناع الطبي والمعقم، وكذلك وضع علامات إرشادية تحدد المسافة المناسبة للتباعد الجسدي، وأيضاً تعقيمها الدائم للمكان وعربات التسوق.
روح التعاون
بعد ظهور وباء كورونا أصبحت روح التعاون هي السائدة بين الجميع، حيث حرص الكثير من الناس علي العمل بشكل جماعي، وتكاتف الجميع لمقاومة هذا الفيروس فأصبح هناك أشخاص يحرصون علي توعية الناس بمخاطر كورونا، وأخرين يسعون لتوزيع كمامات للناس في الشوارع والأماكن المزدحمة، فهذه ميزة إيجابية كبيرة.
كارثة لرجال الدين وعجز المنهج الغيبي :
• اغلاق دور العبادة هو كارثة مادية وسلطوية لرجال الدين، من كافة الأديان. حيث ظهر عجزهم أمام العِلم.
• أدرك الكثيرين ممن كانوا يرتادون دور العبادة والاستماع الي خطب رجال الدين انهم كانوا مخدوعين بمقولات وتفاسير غيبية وان الايمان محلة القلب وليس بالتواجد في دور العبادة .
• أنّ العِلم هو الكفيل بالقضاء على الوباء وليست دعوات وابتهالات تجار الدين وما حاولوا الترويج له لدي البسطاء بان ما جرى لصالح معتقداتهم البالية بان وباء كورونا هوعقابٌ من الله للصين الملحدة التي اضطهدت شعب " الروهينجا " .وعندما اكتسح الفيروس أوروبا والولايات المتحدة و ظهرَ في ديا رهم فقد أصبحَ امتحانٌ من الله. وعندما دخل الفيروس بيوتهم فإذ بهم يقولون أنّ السبب الإبتعاد عن الله وإغلاق دور العبادة. المأساة أنّ مُصدقي هذا الفكر منتشر البلدان ذات أنظمة الحكم الدينية التي يسيطر عليها المنهج الغيبي في التفكير عوضا عن المنهج العلمي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس: تلقينا رد إسرائيل على موقفنا حول وقف إطلاق النار وسندر


.. كارثة غزة بالأرقام.. ورفع الأنقاض سيستغرق 14 عاما | #سوشال_س




.. قوات النيتو تنفذ مناورات عسكرية متعددة الجنسيات في سلوفاكيا


.. طلاب جامعة كاليفورنيا الأمريكية يقيمون مخيم اعتصام داخل حرم




.. رئيس سابق للموساد: حماس متمسكة بمطالبها ومواقفها ?نها تحررت