الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أقبح من عورة ضفدع

نسيب عادل حطاب

2020 / 4 / 26
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


الحبس المنزلي الاضطراري بتأثير أزمة كورونا سبب لي اضطرابا في مواعيد النوم و جعل موعد نهوضي المتأخر من الفراش يتزامن مع المؤتمر الصحفي اليومي لخلية الازمة الامريكية التي اوكل الرئيس الامريكي رئاستها منذ بداية انتشار الفايروس في بلاده الى نائبه مايك بنس ليضطره تفشي الوباء وتزايد عدد الاصابات وعمق الازمةلاحقا لمباشرة الامر والمواظبه على حضور هذا المؤتمربنفسه .أجرجر خطاي بتثاقل وانا لا ازال تحت سطوة ملك النوم والقي بنفسي على كرسيي المتحرك الاثير في غرفة المعيشة قبالة التلفزيون لاتابع واستمع مرغما واحتراما لرغبة من معي في البيت الى الرئيس الامريكي وهو يحتضن المنصة والتلفزيون معا بقسمات وجهه الثابتة والمملة وشعره المسدول الذي لايطول ولا يقصر ابدا ولغته الخطابية المفعمة بالنرجسية والغرور والمحشوة بمفردات النفخ والفهلوه التي يجيدها الدلالون وبائعوا الجنطة في بلادنا مبهرة باطراء ومديح معاد ومتكرر لنفسه وادارته كأنه مذيع ملاهي ايام زمان حين يقدم الراقصة اللهلوبة التي لاتستهوي الا السكارى .......عملنا عملا رائعا .. كان هذا انجاز مبهر..لايستطيع احد ان يعمل وان ينجز مثلنا ...امريكا هي الاعظم...لذا انا قررت ... اليوم أمرت..الخ لم يكتف ترامب بهذا فقط فقد اضاف لنفسه صفة اخرى فاصبح خبيرا بشؤون الفارموكولوجي والعقاقير فأخذ يتحدث عن الكلوروكين الذي اعطى نتائج مذهلة وعن تفاصيل و اوراق البحوث واللقاح والعلاج الذي يوشك أن يظهر حتى بات يذكرني بصاحبنا الذي مضى حين كان يزور المستشفيات ويعمل جولة(تور) على المرضى وهو يصغي للطبيب يحدثه عن طريقة العلاج والادوية الموصوفة والجرعات.. الفيلم واحد في الحالتين لكن البطل هنا اشقر والجمهور أكثر غباء.. في بداية الازمة قال ترامب ان شركة جنرال موتور تعهدت بانتاج عشرة الاف جهاز تنفس صناعي في غضون شهر ليخرج احد مسؤولي الشركة في اليوم التالي نافيا ذلك ..أما حين تفاقمت الازمة وزادت اعداد الضحايا يوما بعد يوم وبان تخلف النظام الصحي قياسا بالامكانات المادية والمالية الامريكية استعارترامب نظرية المؤامرة ووجه الاتهام للصين بخلق الفايروس ثم مضى ليوبخ منظمة الصحة العالمية ويعاقبها بحجب التمويل لالقاء اللوم عليها في شدة الازمة والتواطئ مع الصين وأظهار الامر وكأنه مؤامرة تستهدف امريكا والامريكيين لشحن المواطن الامريكي وهو في كل هذا يسعى لبلف الناخب الامريكي وخداعه سيما وان الانتخابات الرئاسية باتت قريبة ..أنه بحاجة الى نتائج واحصاءات توائم خطابه وانجازات ونصر امريكي بأي ثمن وظهور يومي على التلفزيون و خطاب دعاية مثل ذلك الذي كان يجيده ايام ممارسته لكاره القديم كمنظم لمهرجانات المصارعة الامريكية ومسابقات ملكات الجمال المشبوهه فهو يقول مثلا في احد تصريحاته ...لم يحتج أحد لسرير في مستشفى وحرم منه ولا احتاج الى جهاز تنفس ولم يجر توفيره له.. .... يعرف ترامب جيدا انه يكذب كثيرا وربما يعتبر هذا الكذب شطارة مثلما وصف سابقا اعطاءه بيانات كاذبة للجهات الضريبية بشأن دخوله المالية شطارة ايضا لكن فاته هذه المرة ان الأزار اقصر من ان يستر العورة وان جثث الضحايا المكدسة في العربات المبرده بانتظار الدفن وغياب ألاقنعة الطبية ووسائل الوقاية من الاسواق وعجز امبراطورية المال الامريكي عن ان تضاهي بلدانا اخرى كالصين في ادارتها للازمة والتعامل معها يفضح ديماغوجيته ويعري تخلف نظامه الرأسمالي الذي لايجيد سوى الاكتناز والربح عن التعامل في الجوانب الانسانية للحياة. ولتأخذ تصــــورا عن زيف الخطاب الاعلامي الامريكي و حقيقة الامور عزيزي القاريء دعني أروي لكم هذه الواقعة
لأبنة عمي التي تسكن هنا معي في تورونتو صديقة أمريكية من اصل عراقي .أصيبت والدة هذه المرأة وهي عجوز تبلغ الثمانين بفيروس كورونا دون اولادها وبناتها رغم انها لم تغادر البيت مطلقا وبعد تفاقم حالتها تم نقلها الى المستشفى الى هنا والامور عادية رغم ان ابن هذه المرأة حاول أن يعرف عبثا من الاطباء عن مصدر العدوى وكيف وصل لها الفيروس حيث كان يعتقد ان حالتها ستكون جديرة بالدراسة والبحث كما يفترض لمعرفة المزيد عن سلوك الفايروس وطرق العدوى .... بعد ثلاثة ايام من وجودها في المستشفى بدأت ادارة المستشفى تتصل بابنها تليفونيا كي يأتي ليستلم أمه سألهم ان كانت امه قد شفيت فأجابوه بالنفي أذن مالامر ولماذا تريدون اخراجها قالت له المتحدثة بصراحة نحن نحتاج الى سريرها .... سألهم ولكن خروج امي الى البيت معناها اصابتنا جميعا بالفايروس ثم انها تحتاج الى تمريض وخدمة فهي غير قادرة على استعمال الحمام او الوصول اليه أو اطعام نفسها كما اننا لانملك التجهيزات اللازمة لتمريضها وحماية انفسنا من العدوى كان جوابهم نحن غير معنيين بهذا الامر فهذه مشكلتكم .... استمرت مناكدة ادارة المستشفى يوميا لآهل المريضة تحت ضغط نفسي وأحباط هائل لتجبرهم المستشفى أخيراعلى اخراجها والعناية بها في البيت بعد ان تطوعت ابنتها المريضة بالربو لتحجر على نفسها وامها وتمترس باب المنزل عليهما بعد ان صرفت افراد الاسرة الاخرين
عزيزي ترامب هل لك ان تدني اذنك قليلا لاهمس فيها ....مهما حاولت فلن تستطيع ان تخفي عجز نظامكم الصحي وتخلفه عن دول اقتصادها وامكاناتها أصغر من اقتصادكم وامكاناتكم بكثير.... لقد أبان كورونا عورة نظامكم الذي أصدعت رؤوسنا بمديحه وما زلت تتبجح فيه .... انها حقا أقبح من عورة ضفدع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف قطاع الطائرات المسيرة


.. ماكرون يدعو لبناء قدرات دفاعية أوروبية في المجالين العسكري و




.. البيت الأبيض: نرعب في رؤية تحقيق بشأن المقابر الجماعية في قط


.. متظاهرون يقتحمون معهد التكنلوجيا في نيويورك تضامنا مع جامعة




.. إصابة 11 جنديا إسرائيليا في معارك قطاع غزة خلال الـ24 ساعة ا