الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوميات صغيرة في الحجر الصحي -6- سناء ترسم الكورورنا

محمد البوزيدي

2020 / 4 / 27
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


يوميات صغيرة في الحجر الصحي -6-
سناء ترسم الكورورنا
كان ذهن سناء شاردا هذا اليوم ،كانت ترغب في الرسم بقوة ، لكن لا تدري كيف افتقدت الرغبة في ذلك .لقد مضت أيام لم تعانق ريشتها الخاصة التي تعبر بها عن أفكارها باختلاف قوة حرارتها ودرجاتها وطبيعتها .
لم تضع على الطاولة ألوانا زاهية وبهيجة ومفتوحة كما اعتادت دوما لتحاور بطريقتها بياض الورقة الناصع.
ترددت في الرسم رغم مرور وقت صغير على جلوسها في الطاولة .
فيما مضى كانت تنطلق للرسم مباشرة ،ولا تمر إلا لحظات قليلة حتى تتشكل اللوحة وتترك اختيار الألوان إلى اللحظات الأخيرة.
مرت أمها بجانبها ،ولاحظت ذلك ..كانت نظرة الأم سهما خاصا للبنت الصغيرة أجابت عنه تلقائيا.
أمي، لقد اختلط لدي الأمر اليوم ، لكن لا أدري ماذا سأرسم ،ولا كيف سأرسم ؟.
منذ الليل وأنا أفكر في رسم السيدة الكورونا التي تواصل غزو كوكبنا الجميل ،لكن كيف يمكن لي رسمها وأنا لم أرها يوما إلا ما يقدمه التلفاز..؟
ذهلت الأم من سؤال صغيرتها ،فهي تدرك أن الرسم رسالة للآخر يحدد تصور المبدع لشيء ما تجاه العالم ،فكيف سيكون ذلك إذا كان الطفل هو مبدع الرسم .؟
واصلت سناء ...هل سأرسمها على شكل دائرة سوداء تحيط بالأرض وتحاول خنقها خاصة أن العالم يحتفل هذه الأيام بيوم الأرض (22 ابريل )
هل سأرسمها على شكل وحش بشع يفترس الإنسان تباعا دون رحمة ولا شفقة.
هل سأرسمها على شكل ثعبان يسيح بين الكوكب الجميل باحثا عن فرائسه في كل مكان وفي كل زمان.
وإذا رسمت الفيروس، فكيف سأرسم الإنسان الذي يواجهه في الحرب ؟ هل بزي الرداء المعروف في المستشفى أم بملابس إنسان عازل ؟
انسحبت الأم لتترك لابنها فسحة حسم اختياراتها في الرسم .
وعلى خلاف المعتاد ،أهملت سناء قلم الرصاص الحاد ،وحملت الملون الأسود،وشرعت في وضع خطوط مختلفة ،بدأت في رسم أولي للكرة الأرضية وأضافت له دوائر صغيرة جدا على محيطها دلالة على أنه فيروس ،وأمامه إنسان تائه وخائف يحاول الهرب لكن إلى أين ؟ .
لم تقتنع بالرسم، حملت ورقة أخرى، شرعت ترسم ثعبانا بشعا وهو يهاجم إنسانا أمامه ،وقبل أن ترسم الإنسان ابتسمت قليلا ،لقد رسمت طفلا شجاعا يبتسم ويحاول مواجهة الثعبان و قتله دون جدوى.
تركت أفكار الرسمين تختمر كعادتها في كل إبداع ،ورجعت بعد ساعة لتتم الرسم الذي اكتملت مختلف معالمه ،لقد أرادته صامتا دون كلمات ،دون إشارات،ودون ألوان زاهية مفتوحة.
حين سألها أبوها :لماذا تركت الطفل الصغير يواجه الثعبان وليس الرجل .
أجابت: أبي إن المواجهة الحقيقية هي ما بعد كورونا وسيتحمل مسؤوليتها الصغار الذين لن ينسوا فتك الوباء بآبائهم في مرحلة ما من سنة 2020.
صمت الأب ،أما سناء فطلبت من أبيها هاتفه النقال لتصوير الرسوم التي قررت بعثها لمواقع تربوية للأطفال لتعبر عن الكورونا بريشتها الخاصة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: الرجل الآلي الشهير -غريندايزر- يحل ضيفا على عاصمة


.. فيديو: وفاة -روح- في أسبوعها الثلاثين بعد إخراجها من رحم أم




.. وثقته كاميرا.. فيديو يُظهر إعصارًا عنيفًا يعبر الطريق السريع


.. جنوب لبنان.. الطائرات الإسرائيلية تشن غاراتها على بلدة شبعا




.. تمثال جورج واشنطن يحمل العلم الفلسطيني في حرم الجامعة