الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النفط والسياسة وإراقة الدماء تفسد مدينة عراقية. 6 ألاف برميل يوميا في جيوب المليشيات،

كهلان القيسي

2006 / 6 / 15
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


النفط والسياسة وإراقة الدماء تفسد مدينة عراقية. 6 ألاف برميل يوميا في جيوب المليشيات،
ترجمة: كهلان القيسي

هذه المدينة الهادئة سابقا، كانت من بين الأماكن الأكثر تقبلا للغزو الأمريكي. الآن، وبعد مرور ثلاثة سنوات، تمزقها الأحزاب السياسية الشيعية التي تريد السيطرة على المنطقة وثروتها النفطية العظيمة. لكن في عراق اليوم، السياسة و السلطة ينبعثان من أسلحة الميليشيات، والتفاوض فيما بينها هو عملية دامية .
يقول اللواء جيمس إفيرارد، قائد القوّات البريطانية في البصرة: إن كل الذي تغير هنا هو خليط من فوضى سياسية، "وهي سياسة من نوع المافيا."
تقرأ تقارير الشرطة للأشهر الخمس الماضيات وكأنها سجلات حرب: مقتل ثمانية من مستخدمي شركة النفط. اكتشاف عشرون من مخابئ لصواريخ روسية ، بظمنها كومة في سيارة إسعاف. العثور على تنكر من النفط المسروق في مسجد مزيف. عمليات إطلاق النار متبادلة بين ميليشيات سياسية والشرطة، وبين ضبّاط الشرطة.
وبعد سنوات من الهدوء النسبي، ارتفعت نسبة حالات القتل في البصرة ذات الصناعة النفطية الرثّة وسكان مرعوبون مثلا حالات القتل الـ85 التي سجلت في مايو/مايس كانت ثلاثة أضعاف العدد تقريبا مما كانت في يناير/كانون الثّاني،.
بعد أن انشغلت بغداد في قتال المتمرّدين في وسط وغرب العراق، ترك الجنوب الشيعي ينعم بهدوء لكي يعتمد على نفسه ويشق طريقه. لكن كل أسس الدولة تلاشت سويّة مع نهاية حكم السّيد حسين، تاركة بلد محطم ومؤسسات رسمية فارغة.
الآن وبعد الانتخابات الأخيرة، تولدت سلطة دموية في البصرة وبدأت معركة تشنّ من داخل مؤسسات البصرة ومن الصعب إيقافها بشكل خاص من قبل رئيس الوزراء المالكي. في الحقيقة، وبعد ثلاثة أيام من قسمه على الضرب بيد من حديد وبفرض حالة الطوارئ، قتلت قنبلة 27 شخصا في سوق المدينة.
في العالم الغامض للسياسة الشيعية،هناك صراع على السلطة. مثلا حزب الفضيلة حاليا في القمّة. فهو يضمّ بين أعضائه المحافظ ورئيس مجلس المحافظة . وله صلات وثيقة بمقتدى الصدر، ومليشياته التي تعد من بين القوى الأساسية هنا.
عقيل طالب، عضو بارز من حزب الفضيلة ، يتحجج بأنّ الخلاف على الفدرالية هو أحد القضايا التي تقسّم الأطراف السياسية. هذا الحزب ومنافساه الرئيسيان — المجلس الأعلى وحزب الدعوة — الجميع لديهم رؤى مختلفة عن إقامة منطقة شيعية في الجنوب. ويضيف السيد عقيل إن نموذج الفضيلة هي محافظة البصرة، ونريد جعل محافظتنا منطقتنا الخاصة ، فعندنا مليونا شخص، ومطار، وميناء ونفط — لدينا كلّ شيء ضروري لإقامة دولة.
ويقيم الأستاذ كاظم المقدادي الوضع السياسي موضّحا : "إن كلّ حزب سياسي يعتقد بأنّه أفضل من الآخرين في حكم البلاد. وهم لا يعتمدون على قوّة الفكر؛ بل يعتمدون على قوّة البندقية والقبيلة."
الهدف من التقاتل هو النفط. لان الحقول في هذه المحافظة هي الأغنى في العراق، والنفط الخامّ الذي يضخّونه يفوق كلّ صادرات العراق الحالية، ويقول المسئولون في بغداد إن الأحزاب الشيعية وميليشياتهم يلعبون دورا كبيرا في السرقة المنتشرة على نطاق واسع.
يقول موفق الربيعي، مستشار الأمن القومي " أنت لا تفهم ما الذي يجري "فهناك 6,000 برميل في اليوم فرق بين مستوى الإنتاج المخصص للتصدير ومستوى التصدير الفعلي. وهذه كلها تدخل في جيوب هؤلاء أمراء الحرب، وميليشيات الجريمة المنظّمة، والأحزاب السياسية."
الفضيلة ، هوا الحزب السياسي المهيمن هنا، حيث يسيطر على قوة الحراسة التي تحمي الشبكة الواسعة المدارة من قبل شركة النفط الجنوبية المملوكة للدولة. الفضيلة يقول بأنّ ساعد على إبقاء تدفق النفط في الأوقات الصعبة؛ أما معارضوه السياسيون فيتهمونه بأنّه يستغل الوضع بشكل مثالي للربح. وهناك قلّة في البصرة توافق على الكلام بشكل علني حول النفط، حتى المسئولين الغربيين في البصرة، قالوا بأنّهم لا يستطيعون أن يميزوا من هم اللاعبين الكبار هنا .وقال احد أعضاء مجلس المحافظة الذي رفض الكشف عن اسمه: انه ليس حزب واحد بل الكل متورط، لذلك الكل يلزم الصمت وإذا تكلم احدهم عن الأخر سيفضحه.
مهما كانت القضية فالعنف طال الصناعة النفطية في هذه المدينة . ففي الفترة من 5-9 مايو/مايس ، قتل موظفون في شركة النفط ومسئول في الميناء وطبقا لتقارير الشرطة. في أوائل مارس/آذار انفجرت قنبلة في مكتب عقيل عبد الصمد، موظف كبير في شركة النفط كبير أدت إلى إصابته.
احد المسئولين الغربيين الذي فضل عدم الكشف عن اسمه يقول: "إن العنف الذي نراه في الشارع، هو حرب بين عصابات كبيرة. وان شرطة البصرة غير قادرة على فصل الأطراف المتحاربة أو التوقّف عن المشاركة فيها، لان بعض المنتسبون لهذه الأحزاب هم، جزء من المشكلة.
الفوضى في هذه المدينة متعددة الأسباب ومنها الشرطة المحلية التي تنتمي إلى الأحزاب المختلفة وهناك تصارع فيما بينها خصوصا فرق الموت التي تستهدف السنة في هذه المدينة. إضافة إلى إن هناك مجاميع تعمل ضد القوات البريطانية .وتقوم القوات البريطانية باعتقال بعض الأشخاص ثم يتصل المحافظ أو مدير الشرطة للإفراج عنه، ونقول لهم نحن نعرف إنهم عائدون لكم.كما يقول العميد البريطاني.
مشاكل البصرة ستكون أقل لولا تأثير البلدان المجاورة، وبشكل خاص إيران. وان العديد من الأطراف تستمد قوّتها من إيران. والأحزاب أنفسهم يتّهمون أحدهما الآخر بأنهم عملاء إيرانيين. ويقول ضابط شرطة "كلّ يوم تصلني تقارير عن وصول 190 زائر من إيران،. "هل هم زوار أو ضبّاط استخبارات؟ "
المعابر الغير الشرعية تبدو مشتركة هنا. ففي 1فبراير/شباط ، ألقت شرطة حدود البصرة القبض على 23 إيراني الذين قالوا بأنّهم كانوا زوار يعبرون بشكل غير قانوني من معبر جلات ، وطبقا لتقرير الشرطة. وبعد خمسة أيام فقط ، ألقوا القبض على رجل الذي عرف باسم هادي دالقي بوختيار، تبين انه عقيد في هيئة الحرس الثوري الإيراني.............يستمر.
http://fairuse.100webcustomers.com/fuj/nytimes72.htm








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ترقب في إسرائيل لقرار محكمة العدل الدولية في قضية -الإبادة ا


.. أمير الكويت يصدر مرسوما بتشكيل حكومة جديدة برئاسة الشيخ أحمد




.. قوات النيتو تتدرب على الانتشار بالمظلات فوق إستونيا


.. مظاهرات في العاصمة الإيطالية للمطالبة بإنهاء الإبادة الجماعي




.. جامعة جونز هوبكنز الأمريكية تتعهد بقطع شراكاتها مع إسرائيل م