الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النضال النقابي، النضال السياسي وعلاقتهما بالإصلاحات والعمل الثوري..

مفيد الزكاغي
محامي

(Mofid Zagaghi)

2020 / 4 / 27
الحركة العمالية والنقابية


على غرار المقولة الشهيرة "لا حركة ثورية بدون نظرية ثورية" (لينين)، يمكن اشتقاق العديد من المقولات المماثلة في الحقل النقابي. ومنها على الخصوص "لا ممارسة نقابية سليمة بدون ممارسة سياسية سليمة" أو "لا ممارسة نقابية مسؤولة بدون ممارسة سياسية مسؤولة"، وربما الأصح "لا ممارسة نقابية مؤثرة بدون ممارسة سياسية منظمة". واختصارا، يمكن القول "لا ممارسة نقابية بدون ممارسة سياسية".

ونريد أن نؤكد من خلال هذه "الإطلالة" على أن العمل النقابي، إذا لم يكن مؤطرا برؤية سياسية واضحة، بل ومندرجا ضمن مشروع سياسي بديل يتوخى التغيير الجذري، لن يرقى الى مستوى خلق التراكم القادر على التأثير في موازين القوى السياسية وليس فقط النقابية، هذا من جهة.

ومن جهة أخرى إن الخطأ، كل الخطأ (الخطأ القاتل بتعبير لينين)، هو اعتماد أو الاقتصار على النضال النقابي "بالمفرد"، أو حتى "بالأفراد" بدل التنظيم، وذلك قمة الذاتية والانتهازية. إن النضال النقابي خارج التنظيم السياسي الجذري يخدم بالضرورة، وفي آخر المطاف، تنظيمات سياسية أخرى قائمة، بل حاضرة بهذا الشكل أو ذاك، وباحترام الآليات الديمقراطية المعروفة، الديمقراطية العددية، أو بلغة قدحية "الإنزال" أو "التجييش". فقد نقبل بذلك مرحليا، أي في ظروف خاصة (محدودة في الزمن). لكن، النضال النقابي من خارج التنظيم السياسي، وبدون الطموح الى خلق التنظيم السياسي (لا أناقش هنا مسألة السرية أو العلنية، لأن لذلك مقامه وإطاره الخاص)، يبقى "كنضال" خادمات البيوت التي تضحي من أجل أرباب البيوت، أو كبنزين في محركات التنظيمات السياسية المهيمنة أو السائدة..

وهذا فإن تغييب دور التنظيم السياسي (الأداة الثورية) وعدم الاشتغال على تجاوز الوضعية الذاتية الراهنة المتميزة بالشتات والتيه على كافة المستويات، سيكرس التردي الحالي، الذي يخدم في النهاية النظام القائم وحلفائه من قوى رجعية وظلامية وإصلاحية انتهازية...

والتجارب النقابية السابقة (والحقوقية كذلك)، والتضحيات العديدة للمناضلين في كافة المجالات، قد أثبتت محدودية أفقها (بل وتهريبها وتغيير وجهتها)، في ظل المبادرات الفردية وغياب التنظيم السياسي.

ومعلوم أن الأقلية المنظمة قد تهزم الأغلبية غير المنظمة. ولنا العبرة في الكثير من المحطات التنظيمية للإطارات الجماهيرية، حيث تسود الأقلية المنظمة على حساب الأغلبية "التائهة" (غير المنظمة).

وفي ظل السيطرة التامة، و الفعلية، للاحتكارات الامبريالية، والمعمرين الجدد و الكمبرادوريون، توضع مطامح الشعب الديمقراطية و الوطنية جوهريا بصيغة نضالية. فالضمانة الوحيدة لإنجازها، بغض النظر عن كل الوعود، هي ممارسة الكفاح الجماهيري السياسي، و الصراع الطبقي بكل أبعاده. قد تفرض هذه النضالات تنازلات من الطبقة السائدة، و قد تضطر هذه الطبقة الى تطبيق بعض الترميمات، لكن التناقض الجوهري بينها و بين الجماهير الكادحة و المحرومة يبقى على حاله ما لم يحسم.

و الترجمة العملية التي تعطيها الجماهير الشعبية لوعيها بهذا التناقض، هو التشبث بخطها النضالي الملموس، وليس انتظار الوعود، أو انتظار سحابة صيف في جو الطبقة السائدة لتقطير بعض الاصلاحات.

ان المناضل الوطني، و التقدمي المخلص، وإن الجماهير الكادحة لا ينبغي أن تلدغ من الجحر عدة مرات. ولذا فهي كلما انتهت من معركة، وكلما فرضت مكسبا، إلا وتعمل على تهييئ المعركة القادمة لفرض المزيد من المكاسب عن طريق التحرر الشامل، والحسم النهائي لصراعها التاريخي مع الاحتكارات الامبريالية والمعمرين الجدد، و الكمبرادوريون.

وإن كل المجهود النضالي للطبقة العاملة ينصب في مجرى هدفها التاريخي الأقصى الذي هو بناء الاشتراكية بكامل خصائصها و نوعيتها، حيث ينعدم استغلال الإنسان لأخيه الإنسان، بانعدام الطبقات وزوال أساسها الموضوعي في امتلاك وسائل الإنتاج التي ستعود في ملكية المجتمع بأسره ...

وحتى تصل البروليتاريا الى هذا الهدف الاستراتيجي، بقيادتها التحالف مع الفلاحين الفقراء وكل الكادحين.. لابد لها أن تحقق بضربات جذرية، جملة خطوات حاسمة ذات مضمون ديموقراطي وطني، تنطلق منها نحو تحقيق الاشتراكية...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استمرار اعتصام طلاب جامعة جورج واشنطن في مخيم داعم لغزة


.. المغرب.. معدلات البطالة تصل لمستويات قياسية




.. أخبار الصباح | لندن: ضربة مزدوجة من العمال للمحافظين.. وترمب


.. رغم تهديدات إدارتها.. طلاب جامعة مانشستر البريطانية يواصلون




.. بعد التوصل لاتفاقيات مع جامعاتهم.. طلبة أميركيون ينهون اعتصا