الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صراع الدولة العميقة مع الاحتجاجات .1.

مهند البراك

2020 / 4 / 27
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


فيما تفاجأ الجميع باجماع الكتل الحاكمة و بحضور ابرز قادتها على اختيار الكاظمي بعد الهجوم عليه قبل اسابيع من قِبَلْ ذات الكتل، كمكلف بتشكيل حكومة جديدة تهئ للانتخابات المبكرة، الامر الذي تسبب بردود افعال و تفسيرات متنوعة، غلب عليها تفسير " ان الكتل الحاكمة (الشيعية) تشعر" بالحاجة الى اجماع وطني لمواجهة الكوارث الهائلة التي تعصف بالبلاد ؟!
بلا ذكر للقلق الذي خيّم عليها بسبب، ما حققته الاحتجاجات الشبابية التي انهت الطائفية و رفعت الروح و المشاعر الوطنية العراقية لدى كل المكوّنات الشعبية بكل الوان طيفها القومي و الديني و الطائفي، و بسبب القلق مما سيجري، حتى بقيامهم بتنازلات للابقاء على كراسيهم . .
من جانب آخر، و رغم انواع التفسيرات و التصورات، يشير مراقبون و محللون الى ان المنطقة تشهد تحولاً كبيراً بفعل التحوّل الجاري في الصراع الاميركي ـ الإيراني الذي يترك تأثيره الواضح على بلدان الشرق الاوسط و منها بلادنا . .
و بفعل ما غيّره الوباء العالمي كورونا و خسائره الفادحة، التي صارت تستدعي تغييرات كبيرة في اقتصادات كثير من الدول و خاصة الكبرى و دول الخامات و ذات المواقع الستراتيجية، التي غيّرت تعاطيها مع الحياة اليومية و مشاريعها و في شهور . . اي انه غيّر اوضاعاً و تكتيكات و ستراتيجيات، صارت تدعو الى التعاون الدولي على اساس المنافع المتبادلة و تخفيف حدة النزاعات.
في ظروف اصيبت بها الجارة ايران بخسائر هائلة على الصعيد المالي و الاقتصادي و الصحي، التي تسببت بضعف قدراتها العسكرية رغم قيام دوائرها الحاكمة بانواع استعراض القوى العسكرية، و التي صارت تشدد على تشبّثها بالعراق كبقرة حلوب بشتى الوسائل، لإدامة حكمها الذي اعتمد الولاية الطائفية و الذي صار يهتزّ بتأثير احتجاجات تشرين، بداية.
و في الوقت الذي يرى فيه كثيرون، ضرورة وصول رئيس وزراء معتدل لإدارة البلاد و قادر على مواجهة مشاكلها و ازماتها الكبيرة التي تزداد حجماً و حِدةً، من موقع وسط معتدل يساعد على الانفتاح على دول المنطقة و العالم، من اجل إنقاذ البلاد، و انهاء الصراعات على ارضها و خاصة صراع المصالح الايرانية ـ الاميركية دون حساب لحقوق و موقف دولة و شعب العراق.
ففيما اجمعت الكتل الحاكمة بداية على تكليف السيد الكاظمي كما مرّ، عاد التناحر و التناطح بينها على الحصص و بأنواع الحجج المشابهة للتي مرّت في السابق على المكلفين علاوي و الزرفي، اضافة الى الحجج الجديدة من مشكلة الجيلية (صراع الاجيال الاول و الثاني)، و اثارة المشاكل النفطية المالية مع حكومة اقليم كردستان الآن (*) و باساليب التهديد . . التي صارت مواداً اعلامية مستمرة صعوداً و نزولاً و امالاً و انتكاس . .
و هاهو الوقت يمضي دون التوصل الى حل لصالح الشعب و البلاد، وسط استغراب من مرور خمسة شهور دون الإتفاق على مكلّف في بلاد تزخر بالطاقات و الكفاءات، الاستغراب الذي يفسره كثيرون بأن مايجري من مماطلات هو ليس الاّ اسلوب لإطالة حكم رئيس الوزراء المستقيل و (الغائب) الذي يشكّل الفرصة الذهبية لكبار الفاسدين بسبب شلل حكومة تصريف الاعمال لمنقوصية صلاحياتها و بالتالي شلل القوانين و شلل دوائر الدولة العليا .
و ليجيب خبراء على الاستغراب، بكونه نتيجة متوقعة لحكم (الدولة العميقة) التي تحكم بواجهة (حكومة مؤسسات و برلمان و انتخابات)، كما سيأتي. (يتبع)
27 / 4 / 2020 ، مهند البراك

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) و هي امور يمكن ان تُحل دستورياً بعد اعلان الحكومة الجديدة، اذا كانت الكتل (الشيعية) الحاكمة جادة في تشكيل حكومة جديدة كفوئة و وفق معطيات الوضع الشعبي بعد انتفاضة تشرين البطولية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قضية احتجاز مغاربة في تايلاندا وتشغيلهم من دون مقابل تصل إلى


.. معاناة نازحة مع عائلتها في مخيمات رفح




.. هل يستطيع نتنياهو تجاهل الضغوط الداخلية الداعية لإتمام صفقة


.. بعد 7 أشهر من الحرب.. تساؤلات إسرائيلية عن جدوى القتال في غز




.. لحظة استهداف الطائرات الإسرائيلية منزل صحفي بخان يونس جنوبي