الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زمن المرتزقة .. يكشف عورات المجتمع

ادريس محمد

2020 / 4 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


الحروب و الازمات ما إن تحل على شعب و تضعف سلطة الدولة و القانون تكشف كل النواقص و العورات و الخلل في المجتمعات فيبان الواقع الحقيقي بكل قباحته دون كذب و النفاق السائد ولا تصلح كل الألاعيب من التجميل الى الاخفاء للحقائق و سترها لإن من سمات ضعف الدولة ضياع الناس بين الكذب و الحقيقة مع فقدان الثقة بالقانون فيحاول الفرد ان يحمي نفسه من العاصفة التي تأتي على القيم و الاخلاق قبل الحجر و المادة فيظهر المهرجون و الرهبان بلباس الدين ويعلو صوت الطائفية و شيوخ العشائر الرجعيين و يدغدغ ميولهم الاستعلائية على المناضلين الوطنيين و المثقفين من ذوي المكانة الاجتماعية العالية فشعورهم بدونية بعد لجمهم بالاصلاحات التقدمة يدفعهم الى تمزيق المجتمع و ارجاعه الى الوراء ومع تلاقي مصالحهم مع قوى قادرة على دعمهم ولو كانت اعداء لوطنهم فلا يجدون اي رادع لا وطني ولا اخلاقي او ديني يثنيهم عن ارتكاب الجريمة بحق وطنهم و مجتمعهم .
في الحروب تسود حالة فوضى السلاح ومع عدم وجود فكر او اخلاق يتحول الثائر في بداية الامر كما يضن نفسه الى مرتزق وقد وضح الجنرال جياب احد ابطال الثورة الفيتنامية حيث قال (اذا ارت ان تفسد اي ثورة اغرقها بالمال فتتحول الى ثورة لصوص و مرتزقة ) لكن هل اتت هذه الشريحة من العدم او الفضاء صحيح ان قسم منهم ممن اتى من الخارج لكن الاغلبية هم من كنا نعيش معهم قبل الحرب وكانت الصدمة كبيرة بهم من كل الاطراف المتحاربة و بعددهم المهول .
الاغلبية لم يكونوا من المتعلمين و التعليم لا يعني الامية في الكتابة فقط لان هناك من هو حاصل على درجات علمية بينهم وليس كلهم من الفقراء فهناك اصحاب الدخل الجيد ايضا و اغلبية من تحول الى السرقة و النهب والقتل هم ينتمون الى حالة من العشائرية و الفكر الطائفي الذي يعطي مبررات و يحل المحرمات و القبائح و الفظائع بحق الابرياء ولا يكلفون انفسهم بنقد ما يفعلون.
هو تعبير فاقع على حالة الجهل المنتشرة في المجتمع بسبب ابعاد و تغييب الفكر التقدمي و الوطني بتقديم رجال الدين و شيوخ العشائر كبديل عنهم فكانوا مهيئين عكس الطرف الاخر الذي يعاني التهميش و بجرد حساب بسيط واحصاء نلاقي إن القوى التقدمية و الوطنية حالات انضمامهم الى الارتزاق او الخيانة محدودة رغم وجود حالات .
لمعالجة المشكلة يجب ان نشخص و نفهم العلة و المسببات الطبقية و الاجتماعية حتى نصل الى حلول حقيقية لان المشكلة هي بالفكر و لا يقتل إلا بنقيضه بتقديم الذين لا صوت لهم امام اصوات الرصاص ودعم من يؤمنون بالوطن ولا يعترفون بأي انتماء طائفي او عشائري ولهم مصلحة في الخلاص من الحرب ونتائجها .
حجم المشكلة كشف إن الحل ليس فقط عسكري و قتل من تلوث يده بدم الابرياء و اعتدى على عام و الخاص ولم يعد ينفع معه الاصلاح لكن هناك من انجر خوفا او حاجتنا ولم يلوث يده بالدم والحل هو بضرب المرتكزات الفكرية و الحاجات الطبقية لفتح الطريق للعودة الى حياتهم السابقة او على الاقل انقاذ الجيل الجديد من هذه المحنة وعدم تحميلهم وزر و اخطاء كل الاطراف فلا ذنب لهم ولا يمكن ان نعيد الاعمار دون حل هذه المشكلة ولكل الشعوب في العالم تجربة يمكن ان نطلع عليها ممن يقفون في مقدمة العالم الان.....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سرّ الأحذية البرونزية على قناة مالمو المائية | #مراسلو_سكاي


.. أزمة أوكرانيا.. صاروخ أتاكمس | #التاسعة




.. مراسل الجزيرة يرصد التطورات الميدانية في قطاع غزة


.. الجيش الإسرائيلي يكثف هجماته على مخيمات وسط غزة ويستهدف مبنى




.. اعتداء عنيف من الشرطة الأمريكية على طالب متضامن مع غزة بجامع