الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الربيع الأمازيغي: 40 عاما من ربيع لا تذبل زهوره

ماجيد صراح

2020 / 4 / 28
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


20 أفريل هذا العام نتذكر الربيعين الربيع الأمازيغي في ذكراه 40 والربيع الأسود في ذكراه 19. كل هذا في وضع استثنائي بسبب الحجر الصحي الذي فرضه "كورونا" فلأول مرة منذ أفريل 1980 لم يتم تنظيم مسيرات في هذا الصدد -بعد القمع الذي تعرضت له مسيرة 2014- ولأول مرة لا يتم تنظيم نشاطات لإحياء ذكرى الربيع الأسود.

ماهما هذان الربيعان وماذا وقع فيهما وماذا حققا؟
هذه هي أبسط الأسئلة التي تتبادر لذهن ذلك الذي يسمع بهما. لكن وبالرغم من أن الربيع الأمازيغي هو أول حركة شعبية معارضة وعفوية تقوم ضد النظام في الجزائر تقوم بذلك الحجم والربيع الأسود لم يختلف في ذلك خصوصا مع مسيرة 14 جويلية 2001 من تيزي وزو إلى الجزائر العاصمة التي يمكن أن تكون أكبر مسيرة في جزائر ما بعد الإستقلال، لكن للأسف لن يجد الإجابة الوافية عن هذا السؤال. وذلك لسببين: أولا كون المجتمع الذي وقعت فيه مجتمعا شفويا، فلم يكتب الكثير حول الموضوعين وما كتب تمت كتابته باللغة الفرنسية، ثانيا كون هذه الأحداث أتت للمطالبة بالهوية والتعددية وحرية التعبير، وهذا ما لن يسمح النظام لا بالحديث عنه ولا بالمطالبة به، ولذلك وبدلا من تشجيع وتحرير النقاش حول الموضوع وتشجيع الكتابات والأعمال السمعية البصرية والفنية الجدية حول الموضوع فالنظام شجع أكثر الإحتفال الفلكلوري بهاتين المناسبتين.

جهل ما حدث في هاذين الربيعين جعلنا وإضافة لجهل تأثيرهما في جزائر ما بعد الإستقلال وبالتالي عدم فهم ما يحدث حاليا، أيضا نحرم نفسنا أثناء الحراك الذي قام منذ فيفري 2019 من الإستفادة من تلك التجربتين.

الربيع الأمازيغي هي تلك الأحداث التي تلت منع محاضرة للباحث مولود معمري بجامعة تيزي وزو -التي تحمل اليوم إسمه- تحت عنوان "أشعار قبائلية قديمة" يوم 10 مارس 1980 تحت "أوامر من العاصمة" فرد الطلبة بتنظيم إضراب عن الدراسة واجتماعات عامة في الجامعة شارك فيها وإضافة للطلبة، بقية المواطنين من عمال وموظفين وبطالين، كي تخرج بعد ذلك القضية من الجامعة إلى المجتمع بكل أطيافه فتم الخروج في مسيرات انطلقت من جامعة تيزي وزو -ومنذ ذلك الوقت كل المسيرات السياسية في هذه الولاية تنطلق من باب الجامعة-، وتنظيم إضراب عام بكل من تيزي وزو وبجاية، واعتصامات بالجامعة والمستشفى والمعامل. للرد على تلك المطالب الثقافية والسياسية السلطة فظلت قمع تلك الإحتجاجات وذلك بعملية عسكرية "عملية ميزرانة" أين تم الهجوم ليلة 20 أفريل من طرف الجيش على الجامعة، وفي 20 أفريل قمع كل الإعتصامات التي كانت في مستشفى تيزي وزو وفي معامل الولاية واعتقال الناشطين في تلك الاحتجاجات من طرف الأمن العسكري ليتم تقديمهم أمام مجلس أمن الدولة بتهمة "المساس بأمن الدولة". مساس بأمن الدولة فقط لأنهم لم يطالبوا بشيء سوى بالإعتراف بهويتهم الأمازيغية.

21 سنة بعد ذلك عرفت منطقة القبائل ربيعا آخر، لكن هذه المرة كان ربيعا أسود فعكس سابقه قد كان أكثر دموية أين خلف 126 قتيلا وآلاف المصابين من شباب ومواطنين عزل سقطوا تحت طلقات رصاص الدرك فقط لأنهم خرجوا للإحتجاج بعد وفاة قرماح ماسينيسا، 18 سنة، طالب ثانوي مقبل على شهادة الباكالوريا أنذاك، بعد تعرضه لطلقة نارية داخل مقر قرقة الدرك الوطني بآث دوالة -تيزي وزو- يوم 18 أفريل 2001.

الحادثة دفعت مواطنين مرة أخرى بمختلف شرائحهم للخروج للتظاهر ووقوع مواجهات مع الشرطة والدرك ومهاجمة وتخريب إضافة لمراكز الشرطة والدرك لكل رموز ومؤسسات الدولة.

الحركة لم تقتصر فقط على المسيرات والمظاهرات بل تم إنشاء "تنسيقية العروش والدوائر والبلديات" أو ما يسمى أيضا "حركة المواطنة العروش" وذلك بحضور ممثلين عن كل بلديات ولايات منطقة القبائل وممثلين عن مختلف باقي الولايات وذلك للتفكير حول محتوى تلك الحركة.

إضافة لكونهما حركتين احتجاجيتين انطلقتا أساسا للمطالبة بإعادة الإعتبار للهوية الأمازيغية التي حاربها النظام، أيضا تضمنتا مطالبا سياسية واجتماعية واقتصادية. ففي الربيع الأمازيغي في 1980 وأثناء حكم الحزب الواحد تمت المطالبة ب "الديموقراطية" و "التعددية" و"حرية التعبير" وفي الربيع الأسود تضمنت "أرضية لقصر" التي عددت مطالب المحتجين أنذاك "من أجل دولة تظمن كل الحقوق الإجتماعية والإقتصادية وكل الحريات" و "ضد سياسات التخلف و التفقير وتشريد الشعب الجزائري".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حشود غفيرة من الطلبة المتظاهرين في حرم جماعة كاليفورنيا


.. مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في باريس خلال عيد العمال.. وفلس




.. على خلفية احتجاجات داعمة لفلسطين.. مواجهات بين الشرطة وطلاب


.. الاحتجاجات ضد -القانون الروسي-.. بوريل ينتقد عنف الشرطة ضد ا




.. قصة مبنى هاميلتون التاريخي الذي سيطر عليه الطلبة المحتجون في