الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أدوار النخب في الدول العربية لمواجهة جائحة كورونا

حسين سالم مرجين
(Hussein Salem Mrgin)

2020 / 4 / 28
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


عُقد يوم السبت الموافق 25 أبريل 2020م، ندوة دولية تفاعلية عن بُعد، بعنوان “أدوار النخب في الدول العربية لمواجهة جائحة كورونا: التقييم والسيناريوهات" نظمتها كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية ايت ملول بجامعة ابن زهر أكادير، بالمشاركة مع المركز الديمقراطي العربي، ببرلين بألمانيا، حيث نقاش عدد من الأساتذة والبحاث والأكاديميين العرب - ما يقارب (14) أكاديمي وباحث- موضوع جائحة كورونا، وجاءت المداخلات من جل الدول العربية - تقريبًا – غربها وشرقها، لتتجاوز هذه الندوة حالات الانقسام العربي، فجانحة كورونا قرّبت - عن بُعد - التفرق والتباعد العربي، فصارت المحنة واحدة، وسأكتفي في هذا السياق بالتنويه إلى أهم التساؤلات التي حاول السادة الأكاديميين والبحاث العرب الإجابة عنها، وهي:
• ما جاهزية الدول العربية في مواجهة فيروس كورونا؟
• ما أدوار النخب الأكاديمية والبحثية في مواجهة هذه الجائحة؟
• ما الرؤية والسيناريوهات المستقبلية ما بعد جائحة كورونا؟
ونظرًا لضيق الوقت الممنوح للمداخلات، فأن جل التساؤلات لا تزال بحاجة للمزيد من البحث والكشف؛ بالرغم من كون بعضها حاولت الاقتراب من الوقائع الصامتة - ولو بشكل سريع - من خلال استنطاقها وكشفها بشكل أعمق وأوسع، بالتالي كانت أكثر فهمًا وتفسيرًا من غيرها، في حين أن البعض الآخر كان معبرًا عن وجهة النظر الحكومة تارة، ومدافعًا عنها تارة أخرى، خاصة فيما يتعلق بمسألة الجاهزية الحكومية في مواجهة كورونا، بالرغم من كون التقارير والإحصاءات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية عرت هشاشة وضعف جل الحكومات العربية من حيث الجاهزية، ومن أراد التفاصيل فيستطيع أن يعود إلى تلك التقارير والإحصاءات فيستزيد.
وعمومًا فإنني لا أقلل من أهمية المداخلات العلمية، ولكن ما يعنينا الإشارة إليه في هذا الخصوص هو أنه يمكن رصد عدد من الملاحظات عن فعاليات هذه الندوة العلمية، وهي:
• استطاعت هذه الندوة تجاوز التحديات والإكراهات الجغرافية والسياسية والصحية والمالية التي قد تحُول دون تنفيذ مثل هذه البرامج والأنشطة العلمية.
• إن إنجاز هذه الندوة كان تحدي كبير في مواجهة تداعيات جائحة كورونا، وهذا التحدي يقول بأنه بالإمكان تنفيذ العديد من البرامج والأنشطة العلمية بين الجامعات العربية، بالرغم كل التحديات والإكراهات، فالمهم هو وجود إرادة العزم لتنفيذ وإنجاز المطلوب، وأعتقد بأن فريق العمل لهذه الندوة استطاع تجاوز كل تلك التحديات والإكراهات، فكانت ندوة رائعة، وليس مبالغة القول بأن المشاركين في هذه الندوة كانوا كأنهم في القاعة نفسها.
• تنوعت المداخلات من جل العلوم الاجتماعية والإنسانية، كما تميزت المشاركات بالتنوع من حيث الأجيال فهناك مداخلات من كبار الأساتذة، وهناك مداخلات من جيل الشباب، كما تنوعت أيضا من حيث النوع الاجتماعي.
• إن التحليل الموضوعي لا يتهرب من الاعتراف بأن فيروس كورونا أصاب جل الدول العربية بحالات من الفزع والخوف تارة، والغموض والصمت تارة أخرى.
• أعتقد بأن جل النخب الأكاديمية والبحثية العربية تُعاني من الهشاشة، من حيث الأدوار المناطة بها اتجاه جائحة كورونا، ويمكن تقسيم فاعليتها إلى ثلاثة مستويات رئيسة وهي: أقل من ضعيفة، وضعيفة، ومتوسطة، وهذه الفعالية النخبوية مرتبطة إلى حد كبير بمسألة السماح الديمقراطي الممنوح لها من قبل الأنظمة السياسية، فثمة علاقة وثيقة بين فعالية أدوار النخب وزيادة السماح الديمقراطي، ومعني هذا ببساطة شديدة أن فعالية أدوار النخب الأكاديمية مرتبطة بمسألة التحول الديمقراطي للنظم السياسية العربية، بالتالي برزت فروق في مستويات الأداء النخبوي تراوحت ما بين أقل من ضعيفة والضعيفة، والمتوسطة.
• هناك مفارقة صحية لافتة للانتباه وهي أن الدول العربية الخليجية – الأكثر الإمكانات مالية - لا تزال تتصدر أعداد المُصابين بفيروس كورونا، في حين نجد أن بعض الدول العربية الأقل تجهيزات، والأقل إمكانات مالية مثل: لبنان، والأردن تعاملت بشكل أكثر فاعلية مع فيروس كورونا، واستطاعت تقليل أعداد الإصابات، وهذا ربما يُفسر بأن مسألة التعامل مع الجائحة لا يتوقف على مدى توفر الإمكانات المالية وحسب؛ إنما هناك حاجة إلى إنتاج الأفكار والحلول والمعالجات، عمومًا فالمسألة لا تزال بحاجة إلى مزيد من البحث والكشف.
• الدول العربية التي تُعاني من حروب أهلية مثل: ليبيا، واليمن، وسوريا لا تزال لديها أقل إصابات بين الدول العربية، وهذا ربما يرجع لأسباب منها: استمرار الحروب الأهلية التي لم تسمح لتلك الحكومات القيام بإجراءات الترصد، والتقصي، أو الممسوحات الشاملة، أو ربما يعود إلى الافتقار للتجهيزات.
• من تداعيات فيروس كورونا الإيجابية إنه تعاظم الاهتمام بالبحاث والأكاديميين، وبينت الحاجة إلى تحويل البحث الاجتماعي إلى أداة للتغيير، والحاجة إلى أن تكون هناك بحوث قادرة على حمل قيمة مضافة تسهم بفعالة في تغيير المجتمع إلى الأفضل، كما أزاحت في الوقت نفسه طوابير مدعي الثقافة الذين استولوا على المشهد المجتمعي، لدرجة أن بعضهم كان يحظى بملايين من المتابعين في وسائل التواصل الاجتماعي.
• بينت هذه الجائحة الحاجة إلى ضرورة إعادة النظر في البرامج التعليمية كافة، وأهمية الاستثمار في التعليم وتعلم الإلكتروني.
• طرحت إحدى المداخلات عدد ثلاثة سيناريوهات مستقبلية ما بعد جائحة كورونا، فالسيناريو الأول: وهو تفاؤلي، يرى بأن جائحة كورونا سحابة صيف سوف تنقشع، ويعود الحال كما كان عليه، والسيناريو الثاني: نصف متشائم ويرى بأن الأمر ربما يؤدي إلى بعض التغييرات، لكنها لن تكون ذات تأثير كبير على الدول العربية، والسيناريو الثالث: وهو متشائم بشكل أكبر وأوسع حيث يرى بأن الدول العربية لن تكون كما كانت عليه قبل كورونا، ولهذا فالأمر يحتاج إلى جهود كبيرة ليتم التعاطي مع هذه التغييرات بفاعلية.
• بالرغم من قتامة المشهد إلا أنني أعتقد بأن الأمل ليس وهمًا، ربما هو بحاجة إلى أعمال العقل والتدبر، كما أنه بحاجة إلى وجود إرادة العزم، لان زيادة التشاؤم في ظل هذه الظروف ربما يجر الدول العربية إلى قيعان الظلام والمجهول، والأهم من كل ذلك فأن التشاؤم يعد أساء الأدب إلى الله.
هذه في عجالة أهم الملاحظات عن الندوة العلمية المتميزة التي استمرت حوالي أربع ساعات.
وأخيرًا فإنه ما قيل وما يمكن أن يُقال عن تداعيات جائحة كورونا قابل لا محالة للنقاش، من أجل الوصول إلى فهم أعمق وأفضل لتلك التداعيات، كما أنه من المهم توجيه الشكر والتقدير إلى فريق السياسات والمعايير بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية على كل ما قدموه من توجيه ودعم فني من أجل إنجاح أعمال هذه الندوة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الفرنسية تفرق محتجين اعتصموا في جامعة السوربون بباريس


.. صفقة التطبيع بين إسرائيل والسعودية على الطاولة من جديد




.. غزة: أي فرص لنجاح الهدنة؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. دعوة لحماس من أجل قبول العرض الإسرائيلي -السخي جدا- وإطلاق س




.. المسؤولون الإسرائيليون في مرمى الجنائية الدولية