الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المثقف السوري في مكان الخطأ!

ابراهيم زورو

2020 / 4 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


هل كان العالم على حق عندما أخذوا القرار بعدم مساعدة الثورة السورية، كونهم تبرعوا بمبالغ هائلة لكنهم تفاجؤا أن هذه المبالغ لم تستفاد منها أبداً وبقيت في جيوب الحثالة وتيقنوا أن هذه الحثالة ليست أنظف من حثالتهم عندما نصبوه رسمياً في عام 1970، ولسان حال أوروبيين تسأءلوا: كيف أنطلي علينا أن تربية الأسد يجب أن يكون اسوء تربية! وكانت عقوبة عدم تفهمنا لهذا الأمر، لذلك عاد إلى موقفه الحقيقي بأنه لن يجرب المجرب كما يقول المثل العربي، فكانت جريمة السوريين أنهم ساروا وراء هذه الحثالة وربما البعض إلى يومنا هذا، كونهم لم يقرؤوا أيضاً لما تراجع أصدقاء الشعب السوري من موقفه! لذلك على هذا هذا الشعب عليه أن يواجه مصير ما يؤمن به، كنا نقول ذات يوم بأن هناك تأثير متبادل بين الحامل والمحمول، وهناك تشابه بين النظام ومعارضيه!
إننا في سوريا قد نسينا ثقافتنا ومضينا نحو الثورة! وقلنا هذه هي فرصتنا وهكذا شاركنا العالم بجريمتها ضد ابناء شعبنا، إليس ميشيل كيلو على سبيل المثال لا الحصر كان مثقفاً عضوياً سلطوياً كل ما كان يريده كان في متناول يده، وكذلك الزعبي، الحطاب، والحجاب، سليم،،،الخ. لو كان هؤلاء يقودون الثورة في لبنان فماذا سيكون موقف المثقفين السوريين منهم؟! كيف نسى المثقف السوري نفسه في عيده! والسؤال الذي لم نفهمه أبداً لما نحارب بشار لننصب مجانين آخرين مكانه! هل هناك عاقلاً يوافق على ذلك؟! لقد تعودنا كيف نحرر انفسنا من أمن بشار وسدنته! فكيف نواجه الزعبي -لا سمح الله- إذا أصبح مسؤولاً فهو الآن يشتم ويهدد!.
كان المثقف السوري دائماً يقف في مكان الخطأ، ثقافته لم تسعفه في أن ينجو بنفسه من هذا الخطأ، فهو كان يقف مع حافظ الاسد بموقفه من اسرائيل! ولم يفكرأحداً أن حافظ الاسد مع اسرائيل سراً وعلناً ضده، رغم أن هناك أدلة كافية حول تورطه في علاقاته كهذه، وعندما يتعلق الأمر بالمسألة القومية يجن المثقف السوري فرحاُ وطرباً! وقد كلفهم الأمر غالياً ولكنهم للأسف لم ينتبهوا أنهم قد خسروا وهو أمر مهم فلو كان مثقفاً ناقداً حذقاً ماكان يلزمه الأدلة والبراهين! فما زال البعض منهم بعد هذه الآفة والحروب التي حرقت الأخضر واليابس، يقول أن العلوية والسنة، ويتفوه بكلام يندى له الجبين؟! فالمثقف السوري كأنه يعلف من كتب ليست لها علاقة بالأدب والفلسفة والسياسة! فما زال المثقف السوري يبكي ويلطم صدره على هزيمة حزيران! تناسوا أن وراء اسرائيل مال وجاه وفكر وقوة، وبالمقابل ذلك هناك اغلب زعماء العرب عملاء لاسرائيل! المثقف السوري كان ككرة تتقاذفها ارجل الكبار والصغار في بلده بين شعبه وأرضه،
المثقف السوري يتسول حتى الآن كي يثبت وجوده وحتى لو كان بطريقة سلبية وهو معتاد عليها أصلاً، فليس هناك أفق كي يستيقظ من غفلته هذه، وحتى الآن البعض منهم يلهثون بصوت مخنوق الثورة مستمرة! وما زال يريد أن يسفك الدماء، المثقف السوري لا يعرف أن في سوريا لم يبق سوريين! وما زاله يشتم الدول التي لم تقدم المساعدة للشعب السوري، ولن يستطيع أن يسأل نفسه، أن مقومات الثورة هي فقط الثقافة والمعرفة، أي عدة العريس يوم عرسه، المثقف السوري لا يملك العدة الثقافية أبداً، ومن أجل حفنة مال وهو جالس في بيته يستطيع أن يصرخ بأعلى صوته أن الثورة مستمرة! ويضرب الثقافة عرض الحائط، والكثيرون قد أصبحوا أصحاب رؤوس أموال ورأس ماله لا يعدو أن يكون صراخاً وصدى صوته عندما "يهلل شوباش" للآخرين، ويرقص أمام تاجر يهودي كي يسوق نفسه على أنه يستطيع أن يرتشي في قادم الموقف!.
قدم حزب العمل الشيوعي تجربة جميلة في تربة عفنه! الكل قالوا له من السياسيين والمثقفين وعمال المصانع، ومعاوني الباصات "هوب هوب" كراجات العباسيين، والأنكى من ذلك حتى عامل تنظيف المراحيض في باب مصلى قال له نفس الكلام، كن عاقلاً من الآن فصاعداً، ولا احد رف له جفن أن تجربة عمل الشيوعي قاسية وهناك ظلم وقع على كاهل هذا الحزب! وكذلك حوادث عام 2004 بقامشلي، الكل بكى على ليلاه خوفاً من اجهزة المخابرات! والكل قالوا حتى أنت يابروتوس! طبعاً كل الذين جاؤوا قالوا أن الكورد هم من اعتدوا على الدولة! لم يكن للمثقف السوري أي موقف من تلك التجربتين! وفوق هذا يأتي ويقوم بالثورة بعد سبعة سنوات، وهو لا يعرف أن الثورة لم تقم بسوريا بل كانت صنيعة النظام العالمي الجديد، فقط في سوريا هناك طلائع البعث وكفى!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إدارة بايدن وملف حجب تطبيق -تيك توك-.. تناقضات وتضارب في الق


.. إدارة جامعة كولومبيا الأمريكية تهمل الطلاب المعتصمين فيها قب




.. حماس.. تناقض في خطاب الجناحين السياسي والعسكري ينعكس سلبا عل


.. حزب الله.. إسرائيل لم تقض على نصف قادتنا




.. وفد أمريكي يجري مباحثات في نيامي بشأن سحب القوات الأمريكية م