الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورة الرقمية و*الكورونا*

محمد البوزيدي

2020 / 4 / 29
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


يوما ما عن يوم يتأكد جليا أننا قد دخلنا منعطفا خاصا في مسار المجتمع المغربي.
فمنذ بداية مرحلة "كورونا" التي أصبحت مرحلة تطلق على الفترة التي تعرف العديد من الفترات والتحولات والانعكاسات وكل يوظفها بمفهومه الخاص ،والعديد من التغيرات تطال حياتنا الشخصية والعامة على مناح مختلفة ومتعددة .
فمنذ بداية مرحلة الحجر الصحي فرضت حالة الطوارئ الصحية على العديد من المواطنين عدم التجول إلا لسبب موضوعي وبوثيقة مكتوبة، كما اضطرت الإدارات العمومية مركزيا ومحليا التفاعل مع الأزمة الحاصلة بوضع برانم خاصة وتزويد المواطنين بتوجيهات لتطبيقها لقضاء مختلف أغراضهم عن بعد سواء ماليا أو إداريا .
أما السلطة الرابعة فقد اضطرت إلى وضع ملفاتها الرقمية بالمجان وهي التي كانت تخفيها لخلفيات تجارية معهودة ليضطر القارئ إلى شراء الجرائد.
أما وزارة التربية الوطنية فمع توقف الدراسة فقد اشتغلت بمنهجية أخرى تعتمد إنتاج الدروس بتقنية الفيديو فكانت الحصيلة الايجابية غير متوقعة بتصريح المسؤولين عن القطاع .
حتى قطاع العدل الذي هو مجال لصيانة الحقوق العامة والخاصة وضمانها اعتمد بعد تردد منهجية المحاكمة عن بعد صيانة لمصالح السجناء وتسريعا للأحكام التي بقيت معلقة.
أما المواطن، فمع هذه الاكراهات وبسبب الحاجة، فقد اضطر للتعامل مع التقنية التي كان يتهرب منها بمبرر ذاتي أو موضوعي،فأصبح يبحث عن الحل الذي لن يكون الا بالتكيف مع الوضع مما فرض عليه تطوير مهاراته المختلفة للسباحة في عوالم القارة الزرقاء.بل وتمرير ثقافة الرقمي في المنحى الايجابي لمختلف أفراد الأسرة التي تفاعلوا مع اكراه البقاء في البيت ليفتحوا أفقا جديدا للحياة .
فهل كان من الممكن أن نقفز هذه القفزة لولا إكراه الكورونا ؟ أكيد أن الجواب سيكون لا.والسبب أننا كنا غير مستعدين للتحول وكنا نتقاعس في التفاعل مع المستجدات التي بدأت مختلف المصالح في التعامل معها بوتيرة خفيفة.
وبالنظر لما سبق، كانت النتيجة الطبيعية هي الرفع من الأداء المهاري لمختلف أفراد المجتمع وانفتاحهم على عوالم أخرى، بل والاقتصاد في نفقات التنقل وتدبير الزمن اليومي الذي كان يكلف كثيرا الإدارات ومرتفقيها العديد من المصاريف ،أما الإدارات فقد ربحت كثيرا في أرشفة مختلف وثائقها التعاملاتية والتخلص من ركام هائل وضخم من الأوراق وتخفيف العمل .
ومن الطبيعي جدا أن الثورة الرقمية التي نشهدها ستكلف شيئا ما من ناحية فرص الشغل وسوق التنقل،لكنها بالتأكيد أعطت زخما للمجتمع ليتقدم في مسارات حياته اليومية من مناح مختلفة، وبأفق يتجاوز طابعا تقليديا كان مهيمنا فيما مضى .
لقد كشف الزمن الماضي أننا يمكن أن نتجاوز الكثير، وأن نكتسب ونكسب الكثير، وأن نتفاعل مع الكثير،فالجديد دوما له ضريبته الخاصة، لكن أريحيته وإثارته تبصم على أفق جميل وجذاب للحياة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق شبكتنا في


.. رغم تصنيفه إرهابيا.. أعلام -حزب الله - في مظاهرات أميركا.. ف




.. مراسل الجزيرة ينقل المشهد من محطة الشيخ رضوان لتحلية مياه ال


.. هل يكتب حراك طلاب الجامعات دعما لغزة فصلا جديدا في التاريخ ا




.. أهالي مدينة دير البلح يشيعون جثامين 9 شهداء من مستشفى شهداء