الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المعارضة السورية بين عملها... وبين حسابات مموليّها

سيلفان سايدو
حقوقي وكاتب صحافي

(Silvan Saydo)

2006 / 6 / 15
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


تنطوي قراءة مستقبل السياسي في سوريا القابل للتغيير، على إشكالية معقدة بأوجه متعددة، يتصل بعضها بعمل المعارضة بذاتها، بعربها وكردها، وبعضها الآخر بحسابات الدول التي تحدد ماهية طبيعة ذلك العمل كافة التيارات السياسية الكردية والعربية المناهضة للنظام الامني في سوريا، قد قبلت وعلى مضض، بإرساء دعائم عامة في الطريق إلى معارضة
سياسية فاعلة إزاء النظام، لكن، في الحقيقة، لا هي تيارات مناهضة للسلطة، بالمعنى الفعلي للكلمة، ولا هي أيضاً معارضة سياسية فاعلة، لأنها ببساطة شديدة ما زالت في طور الارتباطات، حيث كل طرف منها متحكم بما يرسم لهان سواء في واشنطن، او لندن، أو باريس، وحتى دمشق، من جهة، ومن الأخرى انها مازالت في معمعاتها (الما بينية) والتي توليها المعارضة عموما اهتماما بالغا بها. وهنا أستذكر التعليق الشهير الذي قاله "بن غوريون" في أواخر السبعينات من القرن الماضين غداة اتفاقية السلام "كامب ديفيد" الاولى بين اسرائيل و مصر، وما تركت تلك الاتفاقية من انقسام حاد بين الدول العربية، بين مؤيد ومعارض لها، وبينهما محايد... إذ قال وقتذاك: "إن ما يكنون العرب لبعضهم من الكراهية لا تقل عن ما يكنونها لنا."
ولسان الحال الآن تقول إن ما بين اجنحة المعارضة السورية من تعارض، لايقل عن معارضتهم للنظام في سوريا!!

فالجناح المنضوي تحت لواء ما يعرف بـ "إعلان دمشق" والذي خرج من رحم مخطط للاستخبارات السورية، والتي تمكنت عبر دسائسها وأساليبها المعتادة لتشكيل بديل احتياطي عن ما تعدها أو بالأحرى عن ما أعدتها كل من واشنطن من جهة، ولندن من جهة ثانية، وباريس من جهة ثالثة، لتوازي تلك التحركات في الخارج، وللمحاولة النيل منها ما امكن. (هذا والشارع السوري بعيد كل البعد عن كل هذه الاحداثيات..) وهي في حقيقة الأمر عين الفكرة التي ألتجئت إليها المخابرات العراقية، بداية العقد الحالي، بعدما شعرت وأدركت تنامي قوة المعارضة العراقية في الخارج والداخل. وذلك بإرسال حفنة ممن ابعدوا عن صفوف المعارضة العراقية آنذاك، وكان لهم الوقت الكافي اللعب بهذه الادوار... وأخص بالذكر هنا جماعة أمير الركابي في باريس..
ورأت السلطات في سوريا من "أعلان دمشق" بانهم المجموعة القادرة للعب بهذا الدور، سيما وأنها في الداخل..وتحت الطلب.. لأنهم ممن يتوفر لهم الجندية لمثل هذه الوظيفة، خاصة وأن ماضيهم التليد حافل بالخنوع وطأطأة الرأس في حضرتهم وهم يرققدون على بيوضهم الفاسدة.. لكن على الرغم من هشاشة بنية "إعلن دمشق" بيد أن وجودهم قد اربكت بعض الشئ عمل الاجنحة الاخرى من المعارضة، وهو ما صرح به المراقب العام للإخوان المسلمين في سوريا الشيخ "علي بيانوني" بقوله: أننا لا نستطيع ان نبعد أنفسنا عن "إعلان دمشق" بل هو ربما يكون امتداد لعملنا...
أما منظموا مؤتمر التأسيسي "المجلس الوطني الكردستاني - سوريا"، أواخر الشهر المنصرم
في بروكسل، فلم تمض ساعات على اجتماعات المؤتمرين، حتى تحول مؤتمرهم إلى حالة من التشرذم والانقسام في الرؤى والمواقف.. نتيجة نجاح المندسين، باحداث شروخ بين المؤتمرين بواقف توزعت بين التشكيك، والتخوين، والإقصاء والاستعلاء، والأستذة.

وبالنسبة إلى مؤتمر لندن والذي عقدت ما عرف بـ "جبهة الخلاص الوطني" فعلى الرغم من نجاح هذا المؤتمر من الانعقاد والخروج بنتائج.. بيد أن ثمة الكثير من الاستحقاقات أمامها، سيما وأنها أضحت اكثر من قبل موضع التربص، سواء من قبل السلطات الأمنية السورية أو من عملائها المعتمدين...

إعلامي*








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة تقتحم جامعة كولومبيا لتفريق المحتجين| الأخبار


.. مؤشرات على اقتراب قيام الجيش الإسرائيلي بعملية برية في رفح




.. واشنطن تتهم الجيش الروسي باستخدام -سلاح كيميائي- ضد القوات ا


.. واشنطن.. روسيا استخدمت -سلاحا كيميائيا- ضد القوات الأوكرانية




.. بعد نحو 7 أشهر من الحرب.. ماذا يحدث في غزة؟| #الظهيرة