الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عفواً المحمودان، وهبه وبكير، صندوق النقد ليس بنك تسليف! صندوق النقد والبنك الدوليان: لو لم يكن هناك عجز عن السداد، لخترعناه، الاستيلاء على الاصول هدفنا.

سعيد علام
اعلامى مصرى وكاتب مستقل.

(Saeid Allam)

2020 / 4 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


المحمودان، وهبه وبكير، يتشابهان فى الكثير، فالاثنان مجال تخصصهما الاقتصاد، والاثنان يعيشان خارج مصر منذ عشرات السنين، والاثنان وطنيان مخلصان لوطنهم الاصلى بشكل مشرف، لكن التشابه المدهش بينهما، وذو الدلاله، هو نظرتهما لدور ووظيفة صندوق النقد الدولى، وبالرغم من الدور المحورى الذى يلعبه صندوق النقد منذ عشرات السنين كاحد الاذرع التنفيذيه لسياسات اليمين العالمى الحاكم لعالم اليوم، عالم العولمه، الا انه يبدو ان دوره الاساسى مازال مخفى حتى عن خبراء اقتصاد مقدرين!.

الخلل الاستراتيجى تمثل فى النظر الى صندوق الصنوق الدولى، (كذلك البنك الدولى)، على اعتبار انه، فقط، مؤسسة اقراض دوليه، فى حين ان دوره فى الاقراض يأتى فى المرتبه الثانية، اما فى المرتبه الاولى، يأتى دوره كصانع سياسات، "شروط"، من خلالها يعيد هيكلة الدوله ليصبح هيكلها متوافق مع متطلبات العولمه، اى اخضاع هذه الدوله لعملية اعادة هيكلة ليدخل هيكلها الجديد كترس فى اله العولمه العالميه الجباره، لتؤدى دورها الوظيفى المطلوب تحديداً فى هذا النظام المعولم.



د. محمود وهبه يقع فيما يحذر منه!
فى ندوة بثت على الانترنت لصالون لعدد من المصريين فى نيويورك(1) يقرر د. محمود وهبه فى الدقيقه 1,40 " .. صندوق النقد وظيفته الاساسيه فى العالم انه المقرض الاخير، (عندما يرفض الاخرون ان يقرضوك)، .. صندوق النقد لا بيتكلم على الفقر ولا على مستوى المعيشه ولا ركود ولا شغلته، هو ما بيقولكش ان هو بيعمل الشغلانه دى علشان كده، ده لو صندوق النقد راح اقترض من الخزانه الامريكيه بفائده واحد او واحد ونص فى الميه وجه يديها لمصر بثلاته ونص فى الميه، معناها ان كسب اتنين ونص فى الميه .. صندوق النقد ده مقرض، بيربح، وفى النهايه لازم تدفعله، وكل اللى بيعمله فى فترة وجوده مع دوله ان هو يتأكد ان فيه فلوس كفايه للدفع بس، ميهمهوش ولا حيتكلم على الركود ولا الفقر ممكن يستخدم ده فى الصحافه"

عندما تتنمر المؤسسات المالية المتعددة الجنسيات ويسيل لعابها النقدى على بلد او منطقة معينة، عند مرورها بازمة مالية او اقتصادية او تعرضها لكارثة طبيعية، فتنظر اليها باعتبارها فريسة وجب التهامها، ليقوم ذراعها المؤسسى الرئيسى، "صندوق النقد الدولى"، بالتعاون مع حلفائها المحليين والاقليميين، بأتخاذ او عدم اتخاذ، الاجراءات التى من شأنها الضغط العنيف على هذه الدولة او المنطقة، ويستمر الضغط والتسخين حتى تلين "أرادة" هذه الدولة او هذه المنطقة، وتسلم ارادتها لآرادة الصندوق، وتفتح اسواقها للمؤسسات المالية المتعددة الجنسيات ليتم نزح الاموال المحلية الى الخارج، عن طريق دخول السوق الاستهلاكى المفتوح على مصراعيه، بعد ان يكون قد تم شراء بخس للشركات والخدمات المحلية، تحت ضغط الازمة الخانقة، الطبيعية التى تم تفعيلها او المصنعة كلياً اوجزئياً، لتتراكم البطالة بالملايين، ويشتد الفقر فى هذا البلد او فى هذه المنطقة؛ ثم يسألونك، من اين يأتى التطرف والارهاب؟!.


من المعلوم لدى المؤيد والمعارض لاتفاقية صندوق النقد مع مصر، ان الهدف الاساسى للاتفاقية ليس قرض الصندوق الـ 12 مليار دولار، بل الهدف الاساسى هو فتح السوق الاقتصادى والمالى المصرى امام المؤسسات المالية المتعددة الجنسيات، بعد تحويله الى سوق حر تماماً، حر من اى تدخل للدولة، دعماً او ملكية؛ وعلى العكس من ترويج الاعلام المغرض احياناً، والجاهل غالباً، فان فتح السوق المصرى امام الاستثمار الاجنبى، هو شرطاً للمؤسسات المالية المتعددة الجنسيات اساساً، وليس شرطاً للدولة المصرية، والذى تحققه مرتهن برفع يد الدولة تماماً، مدنياً وعسكرياً، عن هذا السوق، وهو ما لم يتم حتى الان، وهو ما يفسر سبب احجام الاستثمار الاجنبى، خاصة المباشر، عن الحضور الى السوق المصرى حتى الان.


اما سياسياً، فكما يقال "الشئ لزوم الشئ"؛ فلتنفيذ السياسات الاقتصادية والمالية التى تؤدى الى افقار الملايين لابد من سياسات امنية عنيفة، قادرة على اجبار هؤلاء الملايين على الخضوع القسرى لسياسات افقارهم!، فاغلاق المجال العام فى مصر، وقمع اى معارضة للنظام، هو طريق تنفيذ شروط "صندوق النقد الدولى"، بفتح السوق المصرى "ع البحرى"، ونزح الاموال من السوق المصرى الى المؤسسات المالية المتعددة الجنسيات، و بالطبع حق السماسرة محفوظ.


وفى الوقت الذى يتم فيه انجاز الشروط المجحفة للصندوق، يتم انجاز بيئة الافقار والبطالة، فالشركات القادمة من الخارج، والتى اشترت الشركات المحلية بسعر بخس تحت شروط الازمة المفعلة، والتى فى سعيها لتحقيق المزيد من الارباح، تستمر بطرد المزيد من العمال الذين كانوا يعملون فى الشركات المحلية التى تم بيعها للشركات الاجنبية، فتزداد البطالة والافقار والامراض الاجتماعية، لتتشكل بمعدلات متسارعة، البيئة الحاضنة والمفرخة للتطرف الدينى والارهاب، ومع محاربة الارهاب يطل برأسه مرة اخرى شعار تبرير القمع السياسى "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة"!؛ ثم يسألونك، من اين يأتى التطرف والارهاب؟!.


لذا ففى الحرب كما فى السلم يتجذر نوع جديد من اليأس العميق لا يمكن لآى حضارة احتواؤه، لانه سيعبر عن نفسه بطرق عدة، سواء بزيادة التطرف والعنف الدينى، او الوجه الآخر لنفس العملة، بتفشى الجريمة والادمان والدعارة وانحطاط السلوك والاخلاق .. الخ.

ثم يسألونك فى مصر، من اين يأتى التطرف والارهاب، وانحطاط السلوك والاخلاق؟!.(2)



د. محمود بكير، يتشابه فى نفس الخطأ!
لقد حاز "فريق" السيسى، النسخة الاحدث من سلطة يوليو الممتدة، على اعجاب حكام عالم اليوم، عندما انتهى من التنفيذ "الوفى"، بل وأكثر، لكل شروط صندوق النقد الدولى، باعتراف بعثة الصندوق فى القاهرة، هذا التنفيذ "الوفى" لا يعنى، كما يعتقد خطأً الدكتور محمود يوسف بكير فى مقاله بالعزيزة "الحوار المتمدن" تحت عنوان: "لماذا فشلت الجهود التنموية العربية"؟!، (علامتى الاستفهام والتعجب من عندى)(3) حيث يقول: ".. كما أن قروض صندوق النقد الدولي تقدم عادة بشروط وبرامج إصلاحية تهدف بالأساس إلى ضمان إعادة سداد هذه القروض كما تشترط الولايات المتحدة والدول الأوروبية المسيطرة على الصندوق. ولا ننكر هنا أن بعض برامج الصندوق تهدف إلى تحقيق بعض الاصلاحات النقدية والمالية ولكنها تكون دائما على حساب الطبقة المتوسطة والفقيرة مثل برامج خفض الدعم وخفض قيمة العملة المحلية التي تؤدي عادة إلى اشعال التضخم".، نصاً يقول "ان برامح الصندوق تهدف بالاساس الى ضمان اعادة سداد هذه القروض!"، وان اى اثار اخرى هى مجرد اثار جانبية!، فى الحقيقة، لا يهدف الصندوق من وراء القروض، سواء لمصر او لاى دولة اخرى، الى تحصيل بعض الاموال من وراء الفائدة البسيطة، بل الهدف الحقيقى من القروض هو فرض شروط فتح السوق المصرى، كما اى سوق اخر، على مصراعيه، "استهلاكاً وملكية لادوات الانتاج بشكل مباشر او بالوكالة"، ومنع اى تدخل للدولة، "دعماً او حماية لانتاج صناعى او زراعى مستقل"، هذه هى الاهداف الحقيقية لقروض صندوق النقد الوكيل الرسمى لرأسمالى العالم الكبار.


ولان رأس المال المتوحش لا يشبع ابداً، ولا يترك شيئاً، فهو بكل تأكيد ضد توسع "فريق" السيسى فى اقتصاد الجيش، فهذا اتجاه على العكس من المطلوب عالمياً، بفتح السوق على مصراعيه لرأس المال الاجنبى ووكلائه من الرأسمال المحلى.(4)





المصادر:
(1) ندوة الدكتور محمود وهبه فى صالون المصريين فى نيويورك.
https://www.facebook.com/folool5555/posts/2891871210889391

(2) ثم يسألونك فى مصر: من اين يأتى التطرف والارهاب ؟!
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=589302
(3) مقال الدكتور محمود يوسف بكير، كافتتاحيه في لحوار مفتوح مع القراء والقارئات "الحوار المتمدن" حول: لماذا فشلت الجهود التنموية العربية.
http://www.ahewar.org/debat/s.asp?aid=631395
(4) أحجية الثورة المصرية ؟! لن تكتمل ثورة فى وجود الاخوان، ولن تستقر ثورة اذا ما استبعد الاخوان؟!
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=652287&r=0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف قطاع الطائرات المسيرة


.. ماكرون يدعو لبناء قدرات دفاعية أوروبية في المجالين العسكري و




.. البيت الأبيض: نرعب في رؤية تحقيق بشأن المقابر الجماعية في قط


.. متظاهرون يقتحمون معهد التكنلوجيا في نيويورك تضامنا مع جامعة




.. إصابة 11 جنديا إسرائيليا في معارك قطاع غزة خلال الـ24 ساعة ا