الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موازنة بين الحوار الوطني وتداعيات الارهاب الاخيرة

طالب الوحيلي

2006 / 6 / 15
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ينتاب بعض الساسة العراقيين شيء من الذهول حين يسألون عن الارهاب في العراق بالرغم من ان اغلبهم قد نال حظوته من قمة الهرم الاداري في البلاد واشتراكهم الفعلي في الحكومة العراقية بين مشرع وتنفيذي وقضائي ومثل هذا الذهول في تفسير مفردة الارهاب كما حصل مع احد قادة الاحزاب الرئيسية خلال لقاء عرضته الفضائية العراقية الفيحاء، يضع المواطن العراقي امام اكثر من مورد للتساؤل ما دام هذا السياسي المهم في موقعه ايديولوجياً وطائفياً لا يروم الاعتراف بحقيقة ما يجري من قتل يومي يستهدف اكبر عدد من الافراد في الاماكن الشعبية وفي مناطق تنتمي بيئياً وسكانياً لطائفة دون اخرى.
ان يد الارهاب التي مدت حرابها ونصالها ومفخخاتها في عمق الامن الاجتماعي للبلاد، لتفسح المجال لجناح سياسي يعمل على تقويض العملية السلمية من الداخل ،عبر اشاعة الفساد الاداري والمحسوبية الحزبية مستفيدة من ميزة (المحاصصة) في توزيع الحقائب الوزارية للاسف الشديد، وكأن تلك الوزارات ملك لطائفة دون غيرها مع ان الائتلاف العراقي الموحد وباقي القوى الوطنية الاخرى قد عدت الوظيفة في الدولة حقاً متساوياً للعراقيين.
فيما يعمل خط سياسي مشبوه، ما زال يعلن رفضه لكل ما جرى لصالح الشعب العراقي منذ سقوط الطاغية والى الآن، مقابل مباركته وعدم شجبه لأي حادث دموي او تهجير يستهدف اتباع اهل البيت (عليهم السلام)، وقد كشر البعض عن انيابه اعلامياً وسياسياً بالرغم من مشاركته الفعلية في مؤتمر القاهرة للحوار الوطني، مبدياً موقفاً مغايراً تماماً لما أُقر به عبر مقررات ذلك المؤتمر الذي عقد برعاية الجامعة العربية ،لتتضح حقيقة الاجندة الارهابية التي حملتها اطراف وجدت نفسها عارية تشيع الدمار والقتل والدعوة لعودة البعث الفاشي والاعتراف بشرعية القتل اليومي للاطفال والنساء والكسبة الفقراء وهدم مواطن العقيدة الاسلامية ورموزها امام طغيان فكر تكفيري لا يمت بصلة الى أي عقيدة او مذهب او دين، ما دام يستبيح كل المحرمات ويحرم كل المباحات، فأين نحن من الحوار مع من يرفضنا جملة وتفصيلاً وينكر جهادنا ونضالنا ومظلوميتنا حين يتمسك باهداف هي اليوم محض وهم وازدراء كبيرين ،كوضع شروط للمشاركة تتضمن عدم الاعتراف بالدستور وبالانتخابات وبالحكومة والاقرار بالارهاب الدموي على انه (مقاومة) والغاء قرارات اجتثاث البعث بالرغم من انها عجزت عن ذلك، والغاء الحرس الوطني والداخلية، واعادة الدرك القديم وجلادي صدام وامنه ومخابراته وفدائييه بدل الاقتصاص منهم، ولم يبق من ذلك الا الطلب باعادة صدام للحكم.
فأي حوار واي مصالحة يبغيها هؤلاء؟ ما داموا على مواقفهم المميزة جداً من شرعنة الارهاب والبكاء والنحيب على الزرقاوي وجنوده ممن انزل بهم القصاص العادل بعد ان استرخصوا او استساغوا دماء ومصائر ابناء شعبنا بكل اطيافهم. فالموضوع الاهم هو استعادة العراق من ارث الزرقاوي الذي طغى على الخطاب (المعارض)بعد ان اكتمل نصاب حكومة المالكي التي بدورها تعمل جاهدة على استعادة الاطراف التي راهنت على استخدام القوة المفرطة والموغلة بشهوة الهيمنة كونها الاقلية التي لاتستقيم حياتها الابالتسلط مهما كان نوعه، في الوقت الذي توجهت انظار الراي العام العالمي الى دعوة هذه الحكومة لاستثمار الفوز الذي تحقق بالاجهاز على الزرقاوي " ونصح الحكومة العراقية "باقتناص هذه الفرصة لاعادة النظر في استراتيجيتها الامنية المتداعية".وكتبت صحيفة "وول ستريت جورنال"انها تامل في ان يتيح الاجتماع المرتقب بين الرئيس الاميركي جورج بوش ومستشاريه والمسؤولين العراقيين "اقتناص الفرصة للعودة الى الهجوم العسكري".
ولحد مصرع الزرقاوي ما زال البعض لم يقر بتعريف واضح للارهاب ،او يقر بمستواه التكفيري الصدامي، متعكزاً على ان الامم المتحدة لم تتوصل الى ذلك فيما لم يدين الزرقاوي حيا او ميتا ولا زمره المنتشرة والمستكنة في بعض مدن العراق وقراه ،فيما تكشف الاحداث كيف استثمرت لك الاماكن كمعاقل وحقول قل واعدام الابرياء من كافة اطياف الشعب كما في المقدادية حيث نقل عن عدد من سكانها، ان المجاميع الارهابية التي تتخذ من البساتين الكثيفة في منطقة الزور مقراً لها، تتكون غالبيتها من ابناء العشائر الذين يقاومون رجال الأمن ويكفرون كل عراقي يتعاون مع الحكومة خصوصا العاملين منهم مع القوات الأمنية. وتفرض هذه الجماعات التي استقبلت على الارجح عدداً من الوافدين اليها من الخارج سطوتها على تلك العشائر وتفرض عليها الاتاوات، بل انها فرضت -حسب قول بعض المصادر- على وكلاء الحصة التموينية استخراج حصص للمسلحين الذين يقدمون اليها من مناطق مختلفة. احد المواطنين في المدينة نجا باعجوبة من عملية اختطاف أودت به الى المناطق التي تسيطر عليها المجاميع الارهابية، أشار الى ان الشخص الذي اجرى التحقيق معه كان رجلا اسود ملتحيا يتكلم العربية باللكنة الشامية، وأكد رؤيته لعرب آخرين يلبسون ملابس الافغان.
بل يتعمد هذا البعض البحث عن ذرائع تدين الضحايا بدل من ادانة القتلة! فكيف يمكن تطبيق قانون مكافحة الارهاب مثلاً، واين نضم نص المادة الثانية منه التي عرفت الجريمة الارهابية بانها ،جريمة تامة ترتكب لعمل ارهابي او الشروع فيه او التحريض عليه او الاتفاق او المساهمة في ارتكابه او الترويج له او تجنيده او طبع او نشر او حيازة محررات او مطبوعات او تسجيلات ايا كان نوعها، وكانت تؤدي الى تجنيد العمل الارهابي، فيما يقصد بالعمل الارهابي ،كل فعل او امتناع عن فعل صادر عن فرد او مجموعة افراد ،يؤدي الى ايقاع الرعب بين الناس او ترويعهم اذا كان من شأن ذلك الاخلال بالنظام العام او تعريض سلامة المجتمع وامنه للخطر او ايذاء الاشخاص تعريض حرياتهم او حياتهم او امنهم للخطر او الحاق الضرر بالبيئة او بأحد المرافق العامة او الخاصة او احتلالها او الاستيلاء عليها او تعريض احد الموارد الطبيعية للخطر(المادة 3).
من هذين النصين يتضح معنى الارهاب وشمولية هذه الجريمة التي ينبغي على الحكومة واجهزتها العمل على تطبيقها فعلياً ليعرف القاصي والداني حجم هذه الحكومة ومدى الانتماء والولاء الفعلي لها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تقارير تتوقع استمرار العلاقة بين القاعدة والحوثيين على النهج


.. الكشف عن نقطة خلاف أساسية بين خطاب بايدن والمقترح الإسرائيلي




.. إيران.. الرئيس الأسبق أحمدي نجاد يُقدّم ملف ترشحه للانتخابات


.. إدانة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب توحد صف الجمهوريين




.. الصور الأولى لاندلاع النيران في هضبة #الجولان نتيجة انفجار ص