الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مفهوم الخصم و زبّال نيويورك

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2020 / 4 / 29
مواضيع وابحاث سياسية



يخيل إلى المرء ، العادي ، أن ضبابية كثيفة تغشي على مفاهيم كثيرة تتعلق بشؤون المجتمع الوطني في بلاد سورية و العراق ، خصوصا في مسألة من هو الخصم ؟ و الرأي عندي أن الإجابة عن هذا السؤال كانت دائما متعثرة منذ أن ظهرت في هذه البلدان شبه دول توافقت على حدودها في نهاية الحرب العالمية الأولى " القوى العظمى " فوثقت ذلك في معاهدة سايكس ـ بيكو سنة 1916 ، حيث يمكننا الآن ، القول استنتاجا ، أن هذه المعاهدة نظمت في الواقع الاضطرابات و الحروب التي لم يكن لها جدوى أومنها فائدة ، بل جلبت على العكس ، الخسائر و الهزائم و التراجع الى حد أن الكثيرين من سكانها اضطروا إلى الرحيل عنها طوعا أو كرها ، هربا من مأزق خانق .
أضع هذه التوطئة لأقول أن الموقف من " الخصم " ينبني مبدئيا على " طبيعة الخصومة " . فإذا كان مرد هذه الأخيرة إلى اختلاف في الرأي في قضية سياسية تهم المجتمع الوطني فإن لهذا الحق في حسم الخلاف و الأخذ بالرأي الذي يناسبه ، شرط أن تتوفر الظروف الملائمة للشرح و الإفهام ، فيكون القرار للذين أدركوا و ليس للذين لم يسعفهم جهلهم أو أضلتهم الغواية .
أما إذا كان سبب الخصومة عائدا إلى الحسد و الكراهية و العداوة ، و أن غاية الخصم الحقيقية هي إلغاء الخارج ، بكل الوسائل المتاحة ، ضمنيا النفي أو القتل أو التآمر والتعاون مع أعداء طامعين في احتلال البلاد و إقصاء أو إبادة أهلها ، فإن الخصومة تتحول إلى وباء قاتل يتهدد جميع الناس ، أي لا ينجو منه المتعاونون و المتآمرون والمجرمون أيضا . يكون العدو في هذه الحالة في آن واحد في الداخل و الخارج
إن الخصم الذي يعيش معك في بلادك ولكنه لا يحارب معك ضد عدو يحتل أرضك و يهدم منزلك و يقطع الشجر في حقلك و يختطف ولدك ليكون رهينة بين بيديه ، هو في الحقيقة ورم خبيث في صميم المجتمع الوطني ، يتوجب التخلص منه قبل أن يعود الغزاة .
إن ما يحملني على تناول هذا الموضوع هو بصراحة الموقف من أمراء السلطة الذين نهبوا الناس و لا يستحي بعضهم أن يكون " زبالا في نيويورك " و من أن " يعفو عن نفسه " في موضوع مؤامرة أضطلع بتنفيذها ضد البلاد ، حيث أعتبرها تخفيفا ، "خطأ" و جل من يخطئ كما زعم استهزاء بشبه الدولة الوطنية و احتقارا بتضحيات الناس
مجمل القول أن المرء يمور في حيرة كبيرة حيال وضع البلاد عندما تنهض فيها انتفاضة شعبية ضد سلطة الحكم التي يختلط فيها " الحابل بالنابل " ، أي تختلط فيها التيارات و الأهواء و من ضمنها تيارات موالية للسلطة و للمخابرات الأجنبية ، إلى جانب القوى الوطنية التقدمية. بكلام آخر أين هي أولوية النضال ؟ دعم القوى الوطنية التقدمية في الانتفاضة ، أم الاعتراض ضدها دون التفريق بين المشاركين فيها ، حتى لا تسقط السلطة و فيها من أعترف بالفم الملآن أنه يتمنى أن يجمع الأزبال في نيويورك وبأن الإدارة الأميركية غررت به ، بحجة أن الفراغ يجذب وحوشا كاسرة تجوس عند الحدود !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس.. تناقض في خطاب الجناحين السياسي والعسكري ينعكس سلبا عل


.. حزب الله.. إسرائيل لم تقض على نصف قادتنا




.. وفد أمريكي يجري مباحثات في نيامي بشأن سحب القوات الأمريكية م


.. شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول




.. إيران تتحدث عن قواعد اشتباك جديدة مع إسرائيل.. فهل توقف الأم