الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحو إنطلاقة جديدة لانتفاضة أكتوبر !

عبدالله صالح
(Abdullah Salih)

2020 / 4 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


كل الدلائل والقرائن والحقائق تقول بأن العالم ما بعد جائحة كورونا لن يكون نفس العالم ما قبل هذه الجائحة ، تغييراتٌ آتية لا ريب، تشمل الحياة السياسية ، الإجتماعية ، الاقتصادية ، القواعد الصحية وحتى السلوك الفردي ونمط الحياة سيشملها هذا التغيير، هذه الجائحة أعطتنا دروسا لم نكن لنراها بهذه الشفافية في الأزمنة الاعتيادية، في مقدمة هذه الدروس هي ان الأنظمة الرأسمالية الحاكمة الآن في العالم تضع صحة وحياة الانسان في آخر سُلَمْ أولوياتها. بعد ان يجتاز العالم هذه المرحلة سوف نرى أوضاعا مختلفة أخرى، مدى تحكم الغالبية العظمى من البشر، والذين هم ، العمال والكادحون والمفقرون والمحرومون بمسار هذه الأوضاع الجديدة ، متوقف على مدى تدخلهم الواعي ونضالهم من اجل حياة أخرى مختلفة عن سابقتها شكلاً ومحتوى.
العراق، كجزء من هذا العالم, دخل المعركة ضد هذا الوباء في وقت كانت الانتفاضة ضد السلطة الإسلامية والقومية في أوجها، تلك السلطة التي كانت تترنح تحت ضربات الانتفاضة وتتخبط في اتخاذها القرارات السياسية، وتستخدم كل الأساليب الوحشية والقمعية لإخمادها، فبعد اقدامها على قتل المئات من المنتفضين والمنتفضات وجرح الآلاف وايداع آلافاً أخرى منهم في السجون واختطاف واغتيال المئات، كانت تعتقد بانها هذه الممارسات كفيلة بانهاء الانتفاضة ، وسط هذه الأجواء دخل هذا الوباء المجتمع في العراق مما تسبب في توقف شبه تام للانتفاضة وذلك حفاظا على أرواح المنتفضين خصوصا وان هذا العدو الخفي يفتك بشراسة بكل بني البشرعلى حد سواء . هذا بالإضافة الى تسبب هذا الوباء في تفاقم الازمة السياسية الاجتماعية والاقتصادية الموجودة أصلا في العراق
الآن، ونحن على أبواب مرحلة جديدة في الحرب على هذا الوباء وبوادر انهاء هذه المعركة تلوح في الأفق عاجلا أم آجلا وذلك بجهود وسواعد الكوادر الطبية والعلماء ومختلف شرائح الطبقة العاملة التي تدير عجلة الحياة الآن، لا بد أن نتطلع الى انطلاقة جديدة لانتفاضتنا الباسلة، انطلاقة نتجاوز من خلالها كل السلبيات التي رافقت المرحلة الأولى، من تشرذم وتفكك و انعدام نسبي في وضوح الرؤيا والقيادة الموحدة ، بالإضافة الى تدخلات أزلام السلطة في الانتفاضة بهدف السير بها نحو الفشل وإعادة ترتيب الأوراق من جديد تحت مسميات عدة، هذه السلبيات هي من جملة ما كانت ولا تزال تعول عليها السلطة، فبقدر ما تبقى هذه السلبيات بقدر ما تتقوى السلطة وتتشبث بالحكم والعكس صحيح .
نحن اليوم، وفي اعتاب الانتصار في معركتنا ضد كورونا، بحاجة أكثر من أي وقت مضى، الى تغيير شكلي ونوعي ، تغيير في الاستراتيجية والتكتيك لانتفاضتنا ، تغيير يتناسب مع كل هذه التضحيات آنفة الذكر ويحقق ما نصبوا اليه في إيجاد مجتمع ينعم فيه الانسان بالحرية والمساواة ورفاهية الحياة والعيش ، الشرط الأول والاساسي لتحقيق هذا الهدف هو إيجاد قيادة ثورة موحدة منبثقة من المجالس الجماهيرية الثورية عبر التجمعات العامة في المعامل والمصانع والمحلات السكنية والمدارس وجميع المؤسسات الرسمية وغير الرسمية تتولى فيها هذه القيادة زمام الأمور وتحل محل هذه السلطة الإسلامية والقومية وتؤسس لدولة المساواة والعدالة الاجتماعية واضعة أمام أعينها، لاحقا، الهدف الاسمى وهو بناء المجتمع الاشتراكي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -