الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حرب عسكرية متوقعة بين دولتين نوويتين!!!

طلال الحريري
سياسي عراقي

(Tallal Alhariri)

2020 / 4 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


حرب عسكرية مرتقبة بين دولتين نوويتين!!!
اصبحت فكرة الحرب الأمريكية الصينية بالرؤية التقليدية( الحرب العسكرية المباشرة) تتصدر الرؤى التحليلية في الآونة الأخيرة وبالحقيقة فأن كُل ما نسمع به من تحليلات حول حرب عسكرية امريكية_صينية محض من الخيال واللاواقعية التي تنتجها عقول ماتزال عائمة في بركة الحرب الباردة ولا تُدرك الزمن والمتغيرات الأستراتيجية ولا تعي الواقع! هذه العقول تظهر على شكل محللين ينظرون الى روسيا كإتحاد سوفييتي جديد، وايران كقوة عالمية، والصين كحاكم جديد للعالم! بهذا المنطق الثمل بالتخريف والمُخمّر بنظريات نهاية امريكا يتحدثون دون ادنى مسؤولية تجاه التخصص والواقعية واحترام الرأي العام( صناعة الوهم وتجهيل الشعوب)!!!
السؤال: هل هذه الحرب حقيقة؟ وهل ستندلع حقا بهذا الشكل المتوقع؟
الجواب: لا، ولايمكن حدوث هكذا نوع من الحرب(عسكرية مباشرة) بين دولتين نوويتين في ظل نظام دولي غير مستقر وازمات بدأت تجُر العالم الى اللاعقلانية والتطرف في المواقف وتفضيل حافة الهاوية على مساحة التفاهمات العقلانية.
لماذا؟
اولا. من حيث النتائج الإستراتيجية والجيوسياسية وبمقياس الربح والخسارة لا يمكن ان تحدث حرب بين دولتين نوويتين بغض النظر عن مستوى تطور السلاح النووي كمقياس له اهمية استراتيجية لأن النتيجة ستكون خسارة لكلا الطرفين وبالتالي حرب صفرية ونتائج صفرية بلا انتصار ولا ادنى درجة للربح( حرب اسلحة الدمار الشامل ومبدأ الرد برؤية الضربتين الأولى والثانية وبمقاس الزمن والنتائج.)
ثانيا. اميركا تخوض حرب تكتيكية مع الصين وتملُك أدوات اكثر فاعلية واعمق من حيث التأثير والنتائج( الحصار التكنولوجي، الحصار الإقتصادي، تدويل حقوق الأقليات). لقد حققت اميركا نتائج ممتازة في هذه الحرب التي فُصلت بطريقة دقيقة لمواجهة الطموحات الصينية المخالفة لكل القيم والضوابط الدولية بالمعايير الاقتصادية والتكنولوجية والإنسانية كافة، ومن هذا المقياس ( من حيث النتائج) اميركا ليست بحاجة الى حرب عسكرية سواء كانت تقليدية ام على الطريقة التكنومعلوماتية( حرب الجيل الخامس العسكرية الأكثر تقدما).
ثالثاً. اميركا تُدرك تفوقها العسكري في الكم والنوع والتقنية على الصين وليست بحاجة الى تجربة معروفة النتائج وان كانت حرب شاملة، كما أن من المهم معرفة نقطة مهمة جدا وهي ان السلاح النووي الصيني يُصنف كسلاح نووي تقليدي بينما الإحتياطي النووي الأكبر في اميركا وصل الى مرحلة من التقنية والتطوير لا حدود لها من حيث المساحة والتدمير والسرعة وبالمحصلة لن تجرؤ الصين على حرب بهذا المستوى من الخطر.
رابعا. السلاح النووي بصفته سلاح دمار شامل اصبح سلاحا للردع اكثر من كونه سلاحا للإستخدام وسبب ذلك تم توضيحه في النقطة الأولى( تشابه النتائج وانعدام حالة النصر).
رابعا. تعاني الصين من مشاكل قومية وإثنية_عرقية (إنفصالية) كانت ومازالت اقوى الوسائل التي تستخدمها اميركا لتحجيم دورها ومواقفها( معضلة استقلال تايوان الحليف الأقدم لواشنطن، ازمة الحكم الذاتي في التبتت والرغبة في الإنفصال، ازمة الإيغور كأقلية دينية تُمارس بحقها جرائم ضد الإنسانية).جزء كبير من هذه المشاكل اثرت ومازالت على الصين الشعبية على المستويين الدولي والوطني وبالتالي فأن الدول غير المسيطرة على وحدتها الوطنية تُصنف كدول استبدادية قابلة للتفكك والأنهيار بمجرد أن تتحول القضايا الإثنية الى ملف دولي خاضع للأطر والقوانين الدولية. هذا هو الواقع بالنسبة لدولة الصين الشعبية التي تُحكم برؤية الشيوعية المتطرفة سياسيا وقوميا وتسيطر على شعبها بالقوة ووسائل الفاشية الأكثر دموية ووحشية.
إذن هذه الحرب المتوقعة بهذا الشكل لايمكن ان تحدث وفقا للمعايير والأسباب التي ذُكرت كما أن اشعال حرب بهذا المستوى والأسلوب يعني بإختصار( نهاية نصف العالم) لأن مدخلاتها لن تنحصر في حدود الصين وأميركا في ظل وجود دول مارقة مهددة للوجود العالمي كروسيا وكوريا الشمالية، ودول عظمى لا تقبل بتهديد وجود العالم( الدول الغربية). وبالنهاية الثابت الوحيد في السياسة هو المتغير مع ذلك تستطيع اميركا ان تحتفظ بالسيادة العالمية بالعقلانية لمدة اطول دون الحاجة للقوة العسكرية المباشرة بإستثناء الحالة الإيرانية التي ستفرض على واشنطن استخدام جزء من القوة في الفترة القادمة من اجل ضمان سلام الشرق الأوسط.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. على خطى حماس وحزب الله.. الحوثيون يطورون شبكة أنفاق وقواعد ع


.. قوة روسية تنتشر في قاعدة عسكرية في النيجر




.. أردوغان: حجم تجارتنا مع إسرائيل بلغ 9.5 مليارات دولار لكننا


.. تركيا تقطع العلاقات التجارية.. وإسرائيل تهدد |#غرفة_الأخبار




.. حماس تؤكد أن وفدها سيتوجه السبت إلى القاهرة