الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صالة - أونلاين- رياضية!

إبراهيم اليوسف

2020 / 4 / 30
الادب والفن


بعد أن وسَّط أبنائي صديقاً لي قائلين له: والدنا يسمن في البيت، وهولا يخرج إلا في يومي العطلة، ولا يمارس حتى رياضة المشي، إلا عندما يكون هناك جو ربيعي، مفصل، على مزاجه. سألني صديقي عن وزني، فقلت له: فوق المئة!. استغرب هذا الصديق من أمري، وسألني: كم كيلواً ازداد وزنك في ألمانيا؟ ثم قال: كلهم لاحظ عليك أنك سمنت، سمنت جداً، ثم قال مهدداً: أخشى، أن تدفع ثمن ذلك قريباً، ثم حدثني عن بعض قصص السمنة، من خلال الحديث عن أشخاص يعرفهم، ومنهم من أعرفهم شخصياً، عانوا منها، ودفعوا ثمنها حيواتهم!!!!!!
ثمة خطورة عليك
وأنا أقترح أن تسجل معي في النادي الرياضي الذي سجلت فيه، وسآتي، غداً آخذك معي- بوساطة سيارتي- وسأعيدك للبيت كل يوم، وستلاحظ كيف أنك ستنحف، يوماً بعد يوم، وستعيش حياتك سعيداً.
أقنعني، بالإغراءات التي قدمها لي، وقلت:
وكلت أمري لله، وذهبت معه في صباح اليوم التالي إلى النادي، وقام بتسجيل اسمي. عدت للبيت، أحدث العيال عما رأيته في الصالة العجيبة الغريبة
أجهزتهم تختلف عن أجهزة النادي الذي سجلت فيه في الإمارات
ضحكوا مني وقال ابني الكبيرأيهم:
بابا، أنت سجلت اسمك في نادي الإمارات سنتينن ولم تذهب إلا مرة، مع أنه كان في الطابق الثاني من العمارة التي تسكنها
قالت ابني آراس: هل تعرف أنك تحمل كيس بطاطا يومياً معك، لذلك فإنك تشعربضيق بالتنفس، وهوما يؤثرعلى عمودك الفقري، ويفاقم معاناتك مع الديسك.
قلت في نفسي:
حقاً، لقد أخطأتُ بحقي آنذاك، وفوتُّ عليَّ- حمام الساونة الصالة- الذي يغريني كثيراً
في صباح اليوم التالي: اتصل بي صديقي، وقال:
موظفة النادي الرياضي اتصلت بي وقالت:
تم إقرار غلق أبواب الصالات الرياضية، أيضاً، بسبب كورونا، إلى إشعارآخر
شكرته، وأنا فرح في أعماقي، لأعمم الخبرعلى البيت
يبدو أنك دعوت الله أن تغلق الصالة
في كل يوم يتصل بي صديقي ويقول
يمكنك ممارسة التمرين كذا في البيت، خلال فترة الحجرالصحي
أطبق تعليمات صديقي، أحياناً، وأنساها، أحياناً أخرى. أخرج إلى البحيرة القريبة وأدور حولها مرة، أو مرتين، ليشير عداد تطبيق مسافة المشي في هاتفي- إلى أنني سرت خمسة آلاف خطوة
في اليوم التالي
ينبهني أهل البيت: الجو ربيعي، اخرج إلى الرياضة!
أقول لهم:
رجلي اليمنى" تعضلت"!
رجلي اليمنى" تعضلت"!
متعب!
وغير ذلك من مفردات وعبارات ذرائعية، ألجأ إليها، كغطاء لكسلي الشخصي، وانشغالي باالقراءة الورقية والإلكترونية، والكتابة أحياناً
سألتني أمهم:
أنت تسمن، عليك الانتباه إلى نفسك، كورونا يفتك بالسِّمان
قلت لها:
ألم تعلمي أني قررت ممارسة الرياضة في الصالة
الصالة تبعد مسافة ساعة عن البيت، لكن الحديقة تحت العمارة. أكثر من جهاز رياضي اشتريته لتمارس الرياضة، إلا أنك لا تقوم بذلك
تذكرت أنني اشتريت جهاز رياضة في الشارقة، ولم أستخدمه مرة واحدة، خلال سنوات، كما إن الجهازين الذي اقتنيتهما هنا لم أمارس الرياضة بوساطتهما منذ شرائهما، وحتى الآن!
ماذا، إذاً. سألتني، بحدة:
ها أنا أسير في كل يوم كذا كيلو متراً

وجدتني محرجاً، فقلت مدافعاً عن نفسي:
كان عليهم أن يشرفوا على دروس الرياضة عبر" الأونلاين"، لنكون ملزمين
ثم أطلقت ضحكة. ضحكة غريبة. من تلك الضحات التي يضحكها المرء من نفسه، عندما يجد نفسه في زاوية جد ضيقة لا مخرج منها، لاسيما عندما تكون أم العيال، ورعيتها وراء ذلك الحصار الرهيب!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان هاني شاكر في لقاء سابق لا يعجبني الكلام الهابط في الم


.. الحكي سوري- رحلة شاب من سجون سوريا إلى صالات السينما الفرنسي




.. تضارب بين الرواية الإيرانية والسردية الأمريكية بشأن الهجوم ع


.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي




.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل