الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فيديل الزرقاوي وأبو مصعب كاسترو

مصطفى اسماعيل
(Mustafa Ismail)

2006 / 6 / 15
الارهاب, الحرب والسلام


لم يتأخر ممثل تنظيم القاعدة في كوبا " فيديل كاسترو " عن التأسف على مقتل رأس الضلال والإرهاب في العراق الساعي إلى الديمقراطية والحريات الزرقاوي لعنه الله , واستنكار قتله قبل أيام.
ليس بغريب عن كاسترو الإدلاء بموقف مبتذل و ساقط كهذا, فهو الديكتاتورُ خريج مدرسة العهر السياسي الشمولي, التي لا تؤمن لا بالحريات ولا الديمقراطية, فهو كغيره من الأنظمة في العالم الثالث يعيش على ثقافة الرعب والعنف والاعتقال والأقبية الرطبة والتعذيب ومصادرة الاختلاف.
من هنا فعلاقة القربى قائمةٌ بين الزرقاوي وكاسترو, من حيث أن كليهما لا يؤمن بقيم الأنوار, وكلاهما يسعى إلى إنشاء عالم عاطل عن العمل والتنوير والحريات, وكلاهما ولا شك ممثلان بارعان لتلك البلادة الحسية المفارقة لعصر العقلانية والفكر والتقانة هذا الذي نعيش بين جنباته اليوم.
كاسترو أغتصب كوبا ومستقبلها, ولم يقدم لشعبه سوى قوارب صغيرة للهروب بحراً إلى فلوريدا, إلى درجة أن الكوبيين أصبحوا من سكان فلوريدا وغيرها من مدن أمريكا الأصليين, أما الزرقاوي فقد كان يحاول وعبر سلسلة حقده المفخخ إطلاق رصاصة الرحمة على العراق الوليد في قطيعته مع فاشية المقابر الجماعية والأنفال والقتل على الهوية.
يستنكر كاسترو الإنساني جداً !!! مقتل الزرقاوي ويصف العملية بالبربرية, وكأن الزرقاوي المأفون كان يصنع ربيعاً للعراقيين, وحدائق لأطفال العراق, وينشر في العراق قيم الحرية والسلام والأمن والتآخي, ويمضي صديقنا المناضل العتيد كاسترو !!! عجّل الله موته وخلاص الكوبيين أكثر ليقارن بين معارضه السياسي لويس بوسادا كارلوس والزرقاوي وهو يقفز بذا فوق الحقيقة الُمرّة فليس ثمة التقاء بين المعارض الكوبي كارلوس والمجرم أبو مصعب.
أنا لا أعرف لويس بوسادا كارلوس ولم أقرأ عنه شيئاً ولكن أتوقعه كونه معارضاً للأحادية حالماً بالتعددية, وكونه مناهضاً لنظام كاسترو أتوقعه من السعاة إلى الديمقراطية, فهذا المعارض الكوبي الحالم بالحريات وإنسانية الإنسان وكرامته في كوبا لا شك يختلف عن الزرقاوي, ومفارق له, فالزرقاوي لاهث بارع وراء نشر قيم العصر الحجري وثقافة الإظلام ونفض الغد من كل شيء جميل.
الزرقاوي وقاعدته سيئة الصيت لم يفكروا يوماً في إنقاذ العراقيين من هيمنة السواطير البعثية في العراق, فهو وقاعدته المظلمة مجرد أصابع أخرى في أحذية الطغاة, ولا يهمه من الغد سوى لحى مليئة بالقمل وثقافة مليئة بالدود يرويها بن لادن مرة ويخرجها الظواهري حيناً.
كان الزرقاوي ومن خلفه كل أوغاد السيرك المسمى " الجهاد " يفخخون الحرم الديمقراطي في العراق الوليد لتحويله إلى مقبرة مفتوحة تمتد في كل المنطقة.
كان الزرقاوي وأيتام البعث في العراق يبتغون من وراء قذاراتهم تحويل العراق إلى قلب عبوات الناسفة والكلاب المفخخة النابض.
والحقيقة أنه ليس بمستغرب عن كاسترو تصريح من مثل هذا العيار المبتذل فهو كان ضد المعارضة الكوردية والشيعية لحقبة الظلامية الصدامية كون المعارضتين تدخلان في الخانة الأمريكية وذلك لبداهة كاستروية مفادها " كل عدو لأمريكا هو صديق لكوبا كاسترو ".
إن استخفاف كاسترو من المعاناة المأساوية العراقية هو مثال ناصع السواد على العقل الشمولي الوضيع المتردي والساقط في برميل النفايات الإيديولوجي رغم ما شهده ويشهده العالم من تبدل الشروط الجيوسياسية والاقتصادية والاجتماعية والإيديولوجية.
ينبغي على كاسترو ومن شابهه من الشموليين المرضى إدراك أن العالم يتغير ويشهد تحولات عمودية وستتركهم تلكم التحولات عاجلاً أم آجلاً في العراء السياسي.
كوباني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس الأوكراني: الغرب يخشى هزيمة روسيا


.. قوات الاحتلال تقتحم قرية دير أبو مشعل غرب رام الله بالضفة




.. استشهاد 10 أشخاص على الأقل في غارة جوية إسرائيلية على مخيم ج


.. صحيفة فرنسية: إدخال المساعدات إلى غزة عبر الميناء العائم ذر




.. انقسامات في مجلس الحرب الإسرائيلي بسبب مستقبل غزة