الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فنون السرقة على زمن الكورونا

عبدالرحمن حسن الصباغ

2020 / 5 / 1
كتابات ساخرة


[قصة واقعية]
حدثنا سي ونّاس الترزي عن شيخ الأحلام قال قال في عصر يوم من زمن الكورونا التي ضربت باريس وضواحيها أيما ضربة فترى الناس مقنعين مكففين يمشون الهوينا سكارى مطوطحين وماهم بسكارى وإن قابلك أحدهم على نفس الرصيف سارع بالعبور نحو الآخر خشية ملاقاة تعقبها ندامات فإن لم يفعل حاد عنك بوجه ذو سحنة قصديرية بعد أن كان قد أمطرك برصاص عينيه الثعبانية.كنت قد خرجت أقصد سحب شيئاً من المال من أقرب ماكنة صرف وقد أعتدت دورياً في الآونة الأخيرة وبسبب الوباء أن أسحب مبالغ مهمة تغطي مصروف الجيب لأيام مرة واحدة.لا أعرف لمذا جذب إنتباهي منظر سيارة سوداء مأهولة تقف ليس ببعيد عن موضع آلة الصرف ، ربما بسبب خنخنة صوت محركها القديم .سحبت المبلغ وكان عبارة عن عشرة ورقات برتقالية من فئة الخمسين أورو وقفلت راجعاً للبيت ولكن خطر ببالي أن أذهب الى السوبرماركت القريب لشراء شيئاً من الفواكه والخضار ذلك أن سوق الخضار مقفل لحتى إشعار آخر منذ أن حلت علينا بركة جيوش فايروس كورونا التاجية الطيارة منها والسيارة وتلك الكامنة الخفية ،وكالعادة أنت تذهب لشراء حاجة أو حاجتين لتعود وقد أشتريت ضعف أو أكثر مما نويت ،الحاصل إني خرجت مثقلاً بكيسين تنوء بحملهما البغال وما أن وصلت لأول منعطف خالي من المارة،ياللصدفة،أو هكذا يجب أن يكون السيناريو، فإذا بي أسمع دون أن ألتفت نفس صوت محرك تلك السيارة تسير ببطئ خلفي ثم لتسبقني بأمتار وتتوقف،نعم نفس السيارة الرينو السوداء القديمة،وما أن وصلت بمحاذاتها حتى أطل علي من نافذة السيارة رجلاً ثلاثيني نحيف بذقن نابتة لأيام يسألني بالأشارة وبإنكليزية ركيكة أن أقترب فتوقفت قبالته ببعد مناسب مستفهماً وكان في السيارة بجنبه إمرأة شابة وفي المقعد الخلفي شاب متين البنية.قال نحن غرباء ونود شراء شيئاً ما لنأكله...ثم لما رآني لم أجبه ذلك إني كنت أتفحصهم قال أنا لا أتحدث الفرنسية فهل تتكلم الأنكليزية أو الأسبانية؟فأجبته بالأنكليزية إذا كنتم تبحثون عن محل لشراء المأكولات فهو خلفكم ، فيتوجب إذن أن تستديروا ل....فقاطعني ببسمة تخفي أمرا يضمره قائلاً...لا لا لن نستطيع شراء شيئ فليس معنا عملتكم... أليست هي الأورو؟ قلت نعم فأخرج محفظته وسحب منها ورقة نقدية تشبه الدولار أقول تشبه الدولار لأنها كانت لامعة وأكبر من حجمها ثم جائني صوت صاحبته تكلمه فواصل... نحن معنا دولارات ولا نعرف الأورو فهل تستطيع أن تريني الأورو ؟ضحكت وقلت ولمذا تريد رؤيته قال لشرائه قلت إذن إذهبوا الى محل صرافة وأشتروا منه الأورو فليس معي ما تبتغون قال باسماً بغباء بلى معك... في محفظتك وهو يشير بعينيه لجيب بنطلوني اليمين تماماً في موضع النقود التي سحبتها ،هنا تأكدت تماماً بأني أمام عصابة فرجعت للخلف خطوتين فأدركوا هم أيضاً بأني فهمت مرادهم بخطف المحفظة لو كنت أكلت الطعم وأخرجتها،فبادرته المرأة بكلام تحثه على المغادرة فوراً فما كان منه إلا الأمتثال والهرب.رجعت للدار وأنا أفكر فيما جرى وهل كانوا حقاً غرباء وأني أنا من تصورهم عصابة سراق؟فلقد تذكرت بأن مكاتب الصرافة والبنوك مغلقة.ولكن بنفس الوقت كيف يمكن تصديق أنهم سواح وليس هنالك سياحة وكيف يأتون كسواح وليس عندهم نقود البلد أو حتى فكرة عن عملته؟ومذا عن ترصدهم ووقوفهم قرب ماكنة الصرف ومن ثم تعقبي؟ أنتم ما رأيكم؟
هنالك قول مأثور نردده دائماً،قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق ،فبسبب وباء الكورونا إتخذت الحكومات قرار الحجر الصحي للسكان ومن نتائج القرار بقاء الناس في بيوتها وتعطل مصالحهم ولكن هذا القرار تسبب أيضاً بتعطيل نشاط الحرامية وهو ما جعلهم يغيرون أساليبهم للتكيف بسرعة مهما كلف الأمر مع الوضع الطارئ وبإنتظار تحسين الأداء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | نجوم الفن والجماهير يدعمون فنان العرب محمد عب


.. مقابلة فنية | المخرجة لينا خوري: تفرّغتُ للإخراح وتركتُ باقي




.. فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمين علي | اللقاء


.. بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء خاص مع الفنان




.. كلمة أخيرة - فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمي