الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انصروا قضية الأقباط تَنصروا أنفسكم

حسين ديبان

2006 / 6 / 16
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


تتواصل الإستعدادات لدى نشطاء الأقباط هذه الأيام لعقد المؤتمر القبطي الرابع في الولايات المتحدة، بعد أن تم وبنجاح عقد المؤتمرات الثلاثة الماضية حيث عقد المؤتمرين الأول والثالث في زيوريخ بسويسرا وعقد المؤتمر الثاني في واشنطن في الولايات المتحدة الأمريكية، وقد تركت تلك المؤتمرات التي انعقدت في فترات متقاربة آثارا كبيرة سيكون لها نتائج ايجابية لا تتجاوز دائرة الأقباط الى بقية مكونات الشعب المصري فحسب، بل ربما تمتد لتشمل آثارها دول المنطقة برمتها.

فالحركة القبطية أصبحت اليوم في مقدمة الحركات التغييرية الفاعلة، لما تتمتع به من حضور مؤثر ناتج عن شبكة العلاقات الواسعة والمتشعبة التي يملكها نشطاء الأقباط في المهجر مع قيادات فاعلة ومؤثرة في دولها ومع مراكز وعناصر صناعة القرار في دول لها دورا رياديا وقياديا في صناعة الأحداث في العالم عموما وفي منطقة الشرق الأوسط خصوصا، ويقوم هؤلاء النشطاء بتجيير تلك الشبكة من العلاقات في سبيل نصرة قضيتهم التي تمتلك خصوصية معينة ولكنها لا تنفصل بحال من الأحوال عن قضايا الإضطهاد والظلم والتمييز التي يعانيها المواطن العربي بشكل عام نتيجة أنظمة الحكم الفاشية الأبوية الوراثية التي تسيطر على مقدرات البلاد في منطقة الشرق الأوسط منذ عقود، مستعينة بقوى ظلامية تكفيرية اقصائية تَدعي حجبها في القانون وتتعاون معها وتحصل على بركاتها الدموية في السر والعلن، كذلك فان لاخشية على هذه الحركة القبطية من شيئ في ظل ادارتها من قبل شخصيات رهنت حياتها وامكانياتها لنجاح أهداف الحركة الرئيسية المتمثلة في خلاص الأقباط من حالة التمييز العنصري والإضطهاد الذي وصل في حالات كثيرة الى مرحلة القتل وإختطاف البشر، وفي مقدمة تلك الشخصيات المهندس عدلي أبادير. هذا الرجل الذي قدم لقضية الأقباط خصوصا وقضية الحريات وحقوق الإنسان في منطقة الشرق الأوسط ماهو فوق طاقة البشر العاديين، خصوصا وانه تجاوز الثمانين من العمر الذي أتمنى أن يطول كثيرا لما فيه من مصلحة لعموم الشعب المصري وشعوب المنطقة وحفاظا على شخص يندر وجوده إلا في فترات طويلة ومتفاوتة من عمر الشعوب، وهذا ليس مديحا لهذا الرجل بقدر ماهو مسؤوليات اضافية نضعها على كاهله بعد أن خبرنا صلابة هذا الرجل، وايمانه المطلق بقضية شعبه وقضية الحريات في منطقة الشرق الأوسط.

إن نجاح الأقباط في نضالهم الدؤوب سيؤدي الى كسر حلقة رئيسية من حلقات الإضطهاد الممنهج الذي تمارسه الحكومة المصرية برعاية دينية اسلامية, وكسر هذه الحلقة سيؤدي بدوره الى متوالية من انكسار حلقات الإستبداد والطغيان الأخرى، وسيطرة النظم الشمولية في هذه المنطقة من العالم، ومن بديهيات الأمور أن حصول الأقباط على حقوقهم في المساواة التامة مع أبناء الوطن الآخرين وتحت مظلة دستور علماني لا يستند في تشريعاته الى أي دين، بل الى الإنسان وحقوقه بوصفه أقدس المقدسات سيكون من نتائجه رفع الظلم ليس عن الأقباط بل ستشمل نتائجه رفع الظلم والقمع عن أخوه في الوطن الذي يعاني أيضا من الإستبداد السياسي والقمع الأمني من جانب سلطات النظام البوليسية القمعية.

كذلك فإن القضاء على التمييز العنصري والإضطهاد الديني الحاصل تجاه الأقباط في مصر، سيكون مقدمة وقاعدة انطلاق وسابقة تستند عليها الأقليات الأخرى في المنطقة لنيل حقوقها ومنع اضطهادها..

حتى يتكلل هذا النشاط القبطي بالنجاح لا بد لكل الشرفاء من دعمه ومساندته كلٌ من موقعه وقدراته، لأن نجاح جهودهم في الحصول على حقوقهم هو خطوة أولى لكل شعوب المنطقة لتجاوز الواقع الراهن الذي تعيشه نحو افاق أرحب ومستقبل أفضل..مستقبل بدون ظلم واضطهاد وديكتاتورية..بدون تمييز وتصنيف وفرز طائفي وديني..مستقبل الكرامة الإنسانية والحرية والعدل والمساوة. وهذه دعوة للجميع لنصرة قضية الأقباط ففي نصرتهم نصر لنا ولقضايانا.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قوات الاحتلال تخرب محتويات منزل عقب اقتحامه بالقدس المحتلة


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل إلى صفقة ونتنياهو يقول:




.. محتجون أمريكيون: الأحداث الجارية تشكل نقطة تحول في تاريخ الح


.. مقارنة بالأرقام بين حربي غزة وأوكرانيا




.. اندلاع حريق هائل بمستودع البريد في أوديسا جراء هجوم صاروخي ر