الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طلال أبو غزالة...عراب الثورات المضادة؟!

خالد الصعوب

2020 / 5 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


انتشرت في الآونة الأخيرة مقاطع عدة تدين الرجل وتحض على نبذه والحط من شأنه، فمن جهة اتهم بالتنظير وأخرى اتهم بإجهاد موظفيه في العمل حتى أنه لا يروق له أن يأخذ أحدهم إجازة أو تكون له حياة خارج عمله، ومن جهة انتشرت التعليقات الساخرة على ما يقدمه من أفكار والهجوم عليه كمنفصل عن الواقع وغيرها. ومع أن الرجل عمل منذ عقود، إلا أن الهجوم واقع من مدة قريبة جدا.

ظهر له مقطع دعاية غنى له فيها شعبان عبدالرحيم فأثار موجة سخرية لاذعة، قدم تصريحات مثيرة للجدل إبان أزمة الكورونا في الأردن فتعرض لهجوم شرس مفاده تبرع قبل أن تتحدث، فتبرع، ومع ذلك لم يسلم من السخرية والتندر والهجوم الذي بدا ممنهجا أكثر منه عارضا.

أما الجديدة جدا في الهجمات عليه، فهي شيطنته حد اعتباره عراب الثورات المضادة لا لشيء إلا أنه ترحم على سوريا قبل الربيع العربي في أحد اللقاءات، ومن منا لا يترحم على سوريا وعلى كل بلادنا قبل الربيع العربي؟ لا يعني ذلك أننا نحب الأنظمة القمعية وندعمها، كلا، بل يعني أن ثورات الربيع العربي اغتيلت من قبل أذرع الثورات المضادة وبدل من أن يكون الربيع العربي سبب تحرر، أضحى سبب خراب إضافي لبلادنا. ثم إن اصطلاح الثورات المضادة يشير بمجمله إلى ما قامت به دول الخليج في قمع الثورات العربية، فأين منها طلال أبو غزالة؟ يسربون له صورا مع رؤساء الدول العربية قبل الربيع العربي كدليل، ولكن رجل الأعمال الذي تمتد أعماله لأكثر من خمسين دولة لا بد سيتصور إلى جانب قادة تلك الدول في المحافل الاقتصادية، وليس ذلك دليل اتهام إلا لساذجي العقول. كذلك فقد قال أن مصر ستصبح الاقتصاد السادس في العالم، فكيف يعني ذلك أنه يدعم النظام القمعي الحالي في مصر؟ رجل أعمال في مقابلة لا بد سيقول شيئا يجامل به بلدا له فيها شركات تخدم ما يربو على مائة مليون نسمة. كان قبل ذلك قد صرح بأن الصين ستسيطر على العالم وغيرها الكثير، ولكن أحدا لم يهاجمه، ولم تسيطر الصين بعد على العالم.

يتعرض طلال أبو غزالة لهجمة شرسة غير مبررة إلا بإثارة حنق شخص ما يملك صولة وجولة في الإعلام ومنه تتم شيطنة الرجل، فمن الذي أغضبه؟ وما الهدف من التشهير به واغتيال شخصيته في حد يرقى فيه الأمر لخيانة البلاد والعباد؟

قابلت الرجل عدة مرات، لا تعجبني طريقة تفكيره وأجد فيه مسّاً من جنون عظمة، ولكن ذلك لا ينفي أنه كادح صنع نفسه من الصفر وأنه يعمل بجد ولا يكل. يحب الظهور وأن يحمد بما يفعل وما لا يفعل ولكنه ليس شيطانا وليست شيطنته إلا جزءا من حرب عقيمة عليه وعلى أمثاله، فالناجحون في البلاد العربية نهب لكل من يملك وقت فراغ ويريد الصعود على أكتفاهم. طلال ابو غزالة ليس عراب سياسة ولا علاقة له بصانعي القرار بخلاف إسهاماته الاقتصادية. هو رجل يحرص على النجاح ويحب أن يثير الجدل بأفكاره ولكن أفكاره ليست بذلك العمق الذي يتم من خلاله تصويره كمحرك للسياسات العالمية، فمن جد وجد، وهو شخص جد فوجد وأراد أن يعمم تجربته فساءت أحدهم الذي حاول أن يقتل الرجل قبل أوانه مستخدما تنمرا إعلاميا.

طلال أبو غزالة ليس من الشخصيات التي تروق لي، لكن الحق سبحانه يقول "ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا"، راق لك أم لم يرق، لا يمكنك أن تنكر أنه أسس إمبراطورية خدماتية على امتداد الدول العربية، وكمعظم رجال الأعمال الفلسطينيين، حرص على أن ينفع العالم العربي بما انتفع به، فتجد شركاته ترفد اقتصاد البلاد العربية وتوظف العشرات من الموظفين. وكمعظم رجال الأعمال الفلسطينيين، مغضوب عليهم ساهموا أم لم يساهموا، نهضوا بالبلاد أم لم يفعلوا. فلماذا كل هذا؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الروسي يستهدف قطارا في -دونيتسك- ينقل أسلحة غربية


.. جامعة نورث إيسترن في بوسطن الأمريكية تغلق أبوابها ونائب رئيس




.. قبالة مقر البرلمان.. الشرطة الألمانية تفض بالقوة مخيما للمتض


.. مسؤولة إسرائيلية تصف أغلب شهداء غزة بالإرهابيين




.. قادة الجناح السياسي في حماس يميلون للتسويات لضمان بقائهم في