الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خبث اعلامي

جواد وادي

2020 / 5 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


مما لا شك فيه ان ألإعلام هو التزام مهني وأخلافي وقيمي تحركه كفاءة وخبرة وحياد تام يعتبر صفة ملازمة للإعلامي الناجح لتوصيل الخبر أو تغطية الحوار بكفاءة وعلمية وعدم تحيز لطرف دون غيره وقبل هذا وذاك الأمانة المهنية التي تعتبر حجر الأساس في تقييم آلإعلامي الناجح عن سواه من آلإعلاميين، ممن يعرضون سلعتهم للبيع والشراء وما اكثرهم، سيما في عراقنا الراهن الذي اختلط فيه الغث بالسمين، وهذا ليس وليد يومه، بل تأسس وبقوة منذ سلطة البعث الفاشي المعروفة باستحواذها على كل مفاصل الأوضاع في البلد بما فيها ألإعلام عبر وسائله المختلفة باعتباره، حسب نظرها، ينبغي ان يكون حكرا عليها وناطقا عن لسان السلطة ومن يقودها، وإلا فالويل لمن يحيد عن هذه الخطوط التي ستكلف متجاوزها حياته، وبكل بساطة ويسر، مما حدا بمعظم آلإعلاميين ان يكونوا خاضعين لهذه القيم المرفوضة والتي لا تمت للإعلام الرصين بصلة، للأسف الشديد. وهذا عادة ما نلاحظه في الفضائيات الموجهة سياسيا وغالبا ما يكون توجها خبيثا يعتمد على خلفيات أحيانا تكون مستترة واحيانا معلنة وسافرة، والمتلقي النبه الذي يحتكم على خلفيات المحاور والمنبر الذي يعمل به، بإمكانه ان يحدد هدف المحاور او ألإعلامي وكيف يدير البرنامج بشكل آلي يفتقر لعنصر المتعة والموضوعية والهدف الاسمي، وهذا الأمر في غالب الأحيان هو الذي يتحكم بعمل الإعلامي وبسلوكه وطريقة تلقينه بشكل ماسخ تفرغه من كرامته وموضوعيته وضميره المهني. ان الذي دعانا للكتابة عن هذا الموضوع ما لاحظناه قبل ايام على شاشة الشرقية نيوز من خلال اللقاء الذي أجراه الإعلامي أحمد خضر مع الرفيق رائد فهمي الذي بدأ مقدمته بشكل مغرض تماما وهو يصف الحزب الشيوعي بانه بات (لا يهش ولا ينش)، معتمدا على استطلاع مغرض يقول بأن الحزب الشيوعي لا دور له في العملية السياسية، وهذا الأمر صحيح، بسبب أن العملية السياسية برمتها فاسدة ولا يشرّف الحزب الشيوعي ان يكون جزء من مسلسل الفساد والمحاصصة المقيتة اليوم، والاستطلاع بحد ذاته فخا خبيثا وغير منصف للكلام عن الحزب الشيوعي وحضوره الجماهيري وليس في السلطة المشبوهة، لاغيا هذا الإعلامي "الجهبذ" التاريخ العريق الذي امتد لأكثر من ثمانية عقود ونصف وهو يعمل بحضور متميز في الساحة العراقية، رغم شتى صنوف التغييب والمحو والإفضاء والملاحقات والحروب الشعواء التي شنتها سلطة البعث منذ انقلاب شباط الأسود وحتى يومنا الراهن بعد ان حاولت وتحاول احزاب الإسلام السياسي الانتقاص من حضور الحزب الجماهيري والنيل من دوره الجماهيري في قيادة الكادحين بإطلاق شتى النعوت المغرضة والخبيثة، ناسين او متناسين قرابين الضحايا من خيرة أبناء ومناضلي هذا الحزب والشعب العراقي التي قدمها هذا الفصيل المقدام على مذبح الحرية والكرامة والدفاع عن حقوق المظلومين وكرامتهم والنضال من اجل عيشهم الرغيد، وليتذكر السيد مقدم البرنامج ما قامت به سلطة القمع من جلادين وقتلة باعدام قادة الحزب الميامين: فهد وحازم وصارم، وما رافق هذا العمل البربري من حملات همجية شرسة لقمع الحزب وإيداع المئات من أعضاءه البررة في السجون والمعتقلات وتعرضهم لشتى صنوف القمع والتعذيب والممارسات البهيمية، كل هذا التاريخ الحافل بالتضحيات والشموخ النادر لم يشفع ومقدم البرنامج وبشكل مغرض يستعرض مسيرة الحزب على كومة من القش المتطاير بمعايير يقرّب هذا الحزب العتيد بأحزاب "طنجرات الضغط" التي أسسها المنتفعون والفاسدون لتشويه وتخريب تاريخ العراق النضالي والسياسي من خلال الحضور الدائم للحزب الشيوعي العراقي وخشيتهم من نهوضه المتواصل، رغم كل أساليب القمع والاستهدافات الوحشية، مما يدلل وبشكل سافر ان السيد مقدم البرنامج مشحون بالعداء المبطن للنيل من تاريخ الحزب، دون ان نذكّر القارئ الكريم عن خلفيته وتاريخ صاحب القناة، رغم احترامنا لبعض المواقف المشهودة لهذه الفضائية، ولكن وللأسف فإننا وتذكرا بالمثل القائل (البيك ما يخليك) نؤكد بشكل لا يقبل التأويل بأن هناك أهدافا لتشويه سمعة الحزب، وخير دليل على ذلك ما يقوم به ألإعلامي من التدخل الدائم لإيقاف الرفيق رائد فهمي عن الاسترسال في الحديث لتكملة الفكرة بعد أن يعي ألإعلامي بانها ستوضح المواقف بشكل جلي، ناهيكم عن الاتهامات الباطلة والممسوخة لتوصيف الحزب ب(الشيوعي المتأسلم) وهذه بحد ذاتها إهانة كبيرة وتوصيف مستهجن يوجه للحزب ولتوجهاته الفكرية والايديولوجية المعروفة لدى القاصي والداني وانتقاصا لتشبث الحزب الدائم بفكره الماركسي، دون ان يحيد عنه قيد أنملة، رغم بعض التوجهات التي غيرت الكثير من ممارسات الحزب النظرية لتتلاءم وواقع الحال وما واجهت الحركة السياسية في العراق والعالم من متغيرات بات من الضروري إجراء مثل هكذا مراجعات ضرورية لكيلا يوصف فكر الحزب بالجمود والدوغماتية. إن السيد ألإعلامي كان يحاور رجلا دمثا وذا خلق عالٍ ورجلا موضوعيا على قدر كبير من المعرفة وسعة الاطلاع والتجربة والكياسة، كان الأولى به ان يحترم مثل هكذا كفاءة عراقية نادرة قلما يتواجد نظيرها ونحن نعيش مع جحافل من السياسيين الجهلة والمغرضين، لا يتمتعون بوطنية صادقة ونزاهة عالية، كالتي يتصف بها الشيوعيون العراقيون، ليوجه هذا الإعلامي وبشكل مغرض ومتشكك ومتقصد النوايا، اصبع الاتهام للرفيق مفيد الجزائري حين كان وزيرا للثقافة ولفترة وجيزة ليحشره ظلما في حزب الفاسدين، علما أن الفترة التي كان فيها الرفيق مفيد الجزائري من أنزه وانظف وانقي الفترات، وهذا ما يؤكده كل من عمل معه، فيا للباطل حين يعمي بصيرة الناس المغرضين، ونحن نقف بين الحين والآخر على شهادات أناس منصفين يشهدون بنزاهة وإخلاص وكفاءة ووطنية الشيوعيين إن خلال تسلمهم المسؤولية متمثلة بالرفيقين رائد فهمي ومفيد الجزائري، او من خلال تاريخ الرفاق الحزبيين لأية مسؤولية قبلا وراهنا، وهنا نقول للسيد الإعلامي انه من المعيب أن ينطّ على الحقائق بهذا الشكل الماسخ والمرفوض شكلا ومضمونا
ننتهز الفرصة لنتقدم بأزكى التبريكات واعطر التحايا لطبقتنا العاملة العراقية وكافة شغيلة اليد والفكر بمناسبة عيد العمال العالمي آملين أن يخرج العراق من محنته التي يكرس مخاطرها سياسيو الصدفة يوما بعد آخر
تحية للطبقة العاملة العراقية ولكافة كادحي العراق ومعدميه
المجد والخلود لشهداء الطبقة العاملة وشهداء الحزب الشيوعي العراقي
الميامين
ولتبقى راية الحزب خفاقة في سماء العراق الحبيب رغم بغض الحاقدين واستهدافاتهم الخسيسة
عاش العراق حرا ابيا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصين تحذّر واشنطن من تزايد وتراكم العوامل السلبية في العلاق


.. شيعة البحرين.. أغلبية في العدد وأقلية في الحقوق؟




.. طلبنا الحوار فأرسلوا لنا الشرطة.. طالب جامعي داعم للقضية الف


.. غزة: تحركات الجامعات الأميركية تحدٍ انتخابي لبايدن وتذكير بح




.. مفاوضات التهدئة.. وفد مصري في تل أبيب وحديث عن مرونة إسرائيل