الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سلسلة قصص الجنون - تنويه ختامي

حامد تركي هيكل

2020 / 5 / 2
الادب والفن


قطعت على نفسي عهدا ان أكتب كل ليلة من ليالي رمضان قصة تحكي عن واحد أو واحدة من المجانين الذين عرفتهم أو سمعت عنهم. واليوم أعترف ان ذلك القرار كان متسرعا، فقد تعبت جدا.
ساعدني كثير من الأصدقاء الذين لم أذكر اسماءهم في النصوص المنشورة، وقد كان ذلك بسبب الغفلة . ولما اكتشفت أنني أخطأت وقصّرت في ذلك، لم يعد بمقدوري أن أتلافى ذلك الخطأ وأذكر أسماء من ساعدوني في القصص اللاحقة بينما غمطت حق من ساعدني في السابقة. لذا سأذكر أسماء الجميع هنا في هذا التنويه.
من الاصدقاء الأعزاء الذين ساعدوني كل من كامل أمين هاشم، عباس حافظ الديراوي، ماجد ابراهيم، سلمى ابراهيم، طالب غالي، رمضان البدران، وواثق غازي عبد النبي الذي نقح لي بعض النصوص.
حاولت أن استبعد الاسماء الحقيقية لاعتبارات كثيرة، واستعضت عنها باسماء وهمية من صنع الخيال. ولذلك أنوه هنا أن كل الشخصيات المذكورة في هذه الحكايات وهمية لا وجود لها في الواقع. وفي حال وجود تشابه أسماء مع أناس واقعيين فهو محض صدفة غير مقصودة.
كان هدفي من هذه الحكايات هو شجب التنمر والاعتداء بكل أشكاله على هذه الشريحة المهمشة والمظلومة في المجتمع. كما أنني حاولت إعادة الحياة لبيئات مدنية وريفية لم يعد لها وجود للأسف. فقد أختفت تلك المعالم الجميلة. لقد لاحظت انتشار ظاهرة النوستالجيا، ونشرت مقالة حول هذه القضية في موقع ناس نيوز عنوانها( الحنين الى الماضي)، انتقدت فيها انكفاء الناس على الماضي وتمجيده والتغني به بشكل سلبي. في هذه الحكايات حاولت استثمار الماضي بشكل ايجابي. فمن جهة أعرض الحياة اليومية السابقة بكل جمالها وسلامها، ومن جهة أسلّط النقد على ظواهر قد تكون من الماضي أو من الحاضر. فضلا عن إسعاد القرّاء في أيام المكوث بالبيت بسبب كورونا.
ولقد وردتني رسائل من العديد من الأصدقاء ، وسعّوا فيها دائرة الفكر بخصص قضية الجنون. فكانت اضافات مهمة ، كارتباط الظاهرة بالعلاقات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ، والتي يمكن أن استثمر بعضها في أعمال لاحقة. فقد ذكر بعضُ الأصدقاء إن المتسولين والمجانين والباعة الجائلين كانوا وكلاء أمن تستخدمهم السلطة للتجسس على الناس. والدليل على ذلك أنهم كانوا كثيرا ما يختفون بظروف غامضة، وهذا يعني أنهم نُقلوا الى مواقع أخرى، أوكلفتهم دوائرهم بمهام أخرى. في حين ربط آخرون الظاهرة مع الهجرة، زاعمين أن الرثاثة قد طغت في المدن المهمة بسبب تلك الهجرة اليها، فانتشر المتسولون والنشالة، وانتشرت مشاهد لمجانين يجوبون الشوارع .وذهب آخرون الى أن كثرة المجانين في ذلك الوقت سببه التعذيب الذي كانت تنتهجه ولازالت أجهزة الدولة الأمنية، مؤكدين ان التعذيب يؤدي الى العوق والجنون. آخرون رأوا أن الجنون مرتبط بازدياد تعقيد المجتمع وقلة الأيمان وابتعاد الناس عن الالتزام بتعاليم الدين. فيما أقَرَّ آخرون أن الجنون موجود في كل العصور وفي كل الأماكن، ولكن الظاهرة تكون واضحة في المدن الكبيرة. فيما إعتقد البعض أن الظاهرة إنخفضت بعد 2003 بسبب الحرية والديمقراطية وارتفاع مستوى دخل الفرد وازدياد دور علماء الدين والقنوات الدينية. ورفض آخرون هذا الرأي متهكمين ومُدَّعين أنه بسبب الفساد والرثاثة التي انتشرت مؤخرا فلم يعد المرءُ قادرا على تمييز المجنون من غيره! وقد أثار آخرون قضية إنتشار عصابات الإتجار بالأعضاء البشرية في السنوات الأخيرة والتي تقوم بخطف الأطفال وغيرهم من أجل سرقة أعضائهم الحيوية، غير مستبعدين قيام تلك العصابات بخطف المجانين من الشوارع من أجل الاستحواذ على أعضائهم، ما أدى الى اختفائهم من الشارع.
نصحني صديقي د. مؤمل علاء الدين مشكورا بقراءة ميشيل فوكو وتاريخ الجنون في العصر الكلاسيكي . وقد بدأت بقراءته فعلا. ربما أستكمل تلك الحكايات في وقت لاحق، ولكن ليس كالتزام يومي. شكرا لأصدقئي ولكل من شجعني، ولكل من قرأ تلك الحكايات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين


.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ




.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي