الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شيء سبق رؤيته في الرمادي

كهلان القيسي

2006 / 6 / 16
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ترجمة: كهلان القيسي

"تعال وشاهد الدمّ في الشوارع." بابلو نيرودا، قصائد مختارة

-- رأينا هذا قبل ذلك. مدينة عراقية محاصرة من قبل القوّات والعربات المدرّعة الأمريكية ،والمدفعية تدك المكان، الطرق مسدودة، وسور عملاق من الرمل مكوّم حول المحيط، ويصمت كلّ شيء قبل الهجوم النهائي.
رأيناه في الفلوجة، والقائم، وحصيبة وتل أعفر ؛ نفس المصير المستديم يتكرر عدة مرات ؛ وعبارة رامسفيلد المكرّرة هي: “سورها ، واعزلها وحطّمها ”.
في هذا الوقت الهدف هو الرمادي، وفي المرة القادمة مكان آخر؛ لا فرق وهل يهم الفرق ؟ فالعراق يحطّم مدينة تلو مدينة، وبلدة بلدة؛ تدمّر من قبل المحتلين ويجدونها فرصة لتسمين محافظهم أو يحسّنون سمعتهم. فهم سيسوّون كلّ شيء بالأرض قبل أن ينجزوا مهمتهم.
الرمادي عبارة عن مدينة أخرى على الخريطة؛ من المجموعات الأخرى من المدن المبنية بالطين تطفوا على محيط واسع وعميق من النفط؛ وهي تشكل نقطة للاختبار الأرضي الملائم للجيل القادم من للأسلحة العالية التقنية. فليذهب الناس إلى الجحيم حياتهم لا تعني شيء. إنّ الإستراتيجية المعدة للرمادي هي تماما مثل أي مكان آخر، المداهمة والتحطّيم؛ وتحديد كلّ مناطق المقاومة وسحقها بقبضة حديدية. لا دبلوماسية، لا مفاوضات، ولا نعد الجثث".
لا أحد يتحدّى الرئيس الجديد.
الرمادي مدينة صاخبة يقطنها أكثر من 400,000 شخص. هي الآن تحت حصار جحافل رامسفيلد. خطوط الماء فيها فجّرت، والإمدادات الطبيّة منعت، والكهرباء قطعت، وعشرات آلا لاف من الناس يهربون إلى الريف بدون ملجأ أو غذاء. هذا ما يحدث في الرمادي الآن. هي ليست لعبة فيديو؛ إنها حقيقة، تنفذ من قبل الولايات المتحدة تحت غطاء "التحرير" أو شيء أخر من مثل هذا الهراء.
طبقا مراسل التايمز مايجن ستاسك
"الصورة جمّعت من المقابلات مع الزعماء العشائريين والعوائل الهاربة في الأسابيع الأخيرة السكان ألفاقدي الأمل هؤلاء إل 400,000 شخص حصروا في تبادل إطلاق النار بين المتمرّدين والقوات الأمريكية … والقوّات العراقية التي طوّقت المدينة … وازدادت الضربات الجوية على العديد من المناطق السكنية ، والقوّات خرجت إلى الشوارع بالسمّاعات لتحذير المدنيون من هجوم وشيك وعنيف.
“ ضربات جوية على المناطق السكنية ”؟
ليس مناطقنا، بل هي مناطقهم. المناطق حيث يعيش الشيوخ وذوي الاشامغ الحمر . الرمادي مرة أخرى “ ملجأ إرهابي ”و لكي "تطبّق الديمقراطية فيها " يجب دكها بالأسلحة الموجّهة بالليزر والقنابل الحارقة. من يهتم لفقدان حياة الآلاف من الناس الذين سيقتلون في هجوم بربري أخر على السكان المدنيين من يهتم بتهديم الملكية والبناء التحتي ؟
"الصحافة الحرّة" سوف تغطيها. كما تفعل دائما

1500 جندي جدد نشروا حول الرمادي استعدادا للهجوم. والسكّان خائفون من معركة على طراز الفلوجة حيث ستخلف مساحات واسعة من المدينة يلفها الخراب والآلاف من الناس سيقتلون أو يجرحون.
المدينة قطعت تماما عن ما حولها والدوريات الأمريكية أعلنت وعبر مكبرات الصوت على المدنيين أن يخلوها فورا.بعض الصحفيون المستقلون يذكرون بأنّ قتال عنيف اندلع بين مقاتلي المقاومة وقوّات الاحتلال. واشتدت الضربات الجوية بالمروحيات وبالطائرات المقاتلة ، وشق الجنود الأمريكان طريقهم بالقوة بين البيوت في المناطق السكنية و أتخذ القنّاصة مواقع على سطوح بيوت المدينة.
منذ يوم السبت، 10 يونيو/حزيران ، أكدت تقارير من داخل المدينة عن“ هجوم أمريكي شامل على الرمادي قد بدأ وقتال عنيف يدور في أغلب المناطق … وتشارك طائرات مقاتلة أمريكية الآن في الهجوم. ويسود الصمت التام أجهزة الإعلام الأمريكية. والكونكرس. والأمم المتّحدة. بينما تجري جريمة حرب هائلة والعالم يحوّل بصره خوفا مرة أخرى. آلاف من سكّان المدينة رفضوا الخروج لأنهم أمّا ليس لديهم المال، أو لوسائط نقل، أو ليس ليدهم مكان يذهبون إليه. ومن المحتمل إنهم حوصروا في خط في تبادل إطلاق النار كما حصل ذلك في الفلوجة.
انه يوم جيّد لرامسفيلد؛ وفرصة أخرى لنشر التعاسة عبر البلد المدمر وفرصة أخرى للتجريب أدوات وزارة الدفاع الأمريكية القاتلة، ومناسبة أخرى لتحويل مدينة عراقية كبرى إلى حطام من نوع.دريزدين الألمانية
هو حرّ تماما لتشغيل سحره. لا أحد سيلاحظ على أية حال.
http://www.informationclearinghouse.info/article13605.htm








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا تحظى سيارة بيك أب بشعبية كبيرة؟ | عالم السرعة


.. -بقنابل أمريكية تزن 2000 رطل-.. شاهد كيف علق حسام زملط على ت




.. عودة مرتقبة لمقتدى الصدر إلى المشهد السياسي| #الظهيرة


.. تقارير عن خطة لإدارة إسرائيلية مدنية لقطاع غزة لمدة قد تصل إ




.. قذائف تطلق من الطائرات المروحية الإسرائيلية على شمال غزة