الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عودة الحاج رامي مخلوف

سعيد لحدو

2020 / 5 / 4
كتابات ساخرة


رأس الحكمة مخافة الله. والله هذا هو الملجأ الأخير لمن تعوزه الحيلة بالخلاص من الورطة التي وجد نفسه فيها. هذه هي حال الحاج رامي مخلوف في إطلالتيه الحزينتين مؤخراً على وسائل التواصل الاجتماعي ليذكِّر السوريين بالهمِّ الذي رضيوا به وهو لم يرضَ بهم. حيث لم يبقَ ولو محل حلاقة صغير ناجح في أبعد زاوية في سوريا إلا ووضع يده عليه وقاسم أصحابه بالأرباح، وبالطبع دون المصاريف، كما هي العادة دائماً.
وهنا لا نتحدث عن الصفقات الكبرى بمئات الملايين من الدولارات، التي بدأ بها النهب من خزينة الدولة ومؤسساتها المختلفة تحت عناوين وشعارات ومسميات متنوعة، منذ عهد "الأب القائد" والتي تطورت على عهد الابن الوريث لتصبح بالمليارات، وإنما نتحدث عن مصادر ارتزاق المواطن العادي وتأمين احتياجاته وعائلته بكرامة وشرف.
إذا أردنا أن نسأل أي سوري عاش وعانى من هذا الحوت المتوحش الذي أتى على الأخضر واليابس، لن يتردد عن رواية عشرات القصص التي عاشها أو عانى من تبعاتها هو أو قريب أوصديق. هذا على مستوى المواطن العادي. فكيف الحال مع خزينة الدولة التي اعتبرها هو وراعيه الأعلى صهره أو ابن عمته أو الآخرين من أفراد العائلة، هذه الخزينة التي اعتبروها دائماً مالهم الخاص يتصرفون به كما يشاؤون؟؟؟
ولعل قصة واردات المبيعات من النفط التي كانت تذهب مباشرة إلى القصر الجمهوري دون أن تدخل خزينة الدولة، المثال الأوضح لما كان ولا يزال يجري في سوريا.
بالعودة إلى الحاج رامي الذي كانت تنقصه عدة الشغل من عمامة ولحية ومسبحة وهو يذكر أسماء الله الحسنى في فيديوهاته المصورة، نراه هنا عاد إلى أساليب "السلف الصالح"، بعدما كان يترامى أشهر المشاهير من جورج وسوف وأمثاله على الأرض ليقبلوا قدميه بمجرد ظهوره في مكان ما. هذا الذي لم يكن يحسب حساباً لأي من السبعة عشر فرعاً أمنياً بكل جبروتهم ووحشيتهم. والآن يمكننا أن نضيف إليهم القطعان الداشرة من الشبيحة ومن لف لفهم بتسمياتهم المختلفة. حيث قال بعظمة لسانه إنه كان يدعمهم ويصرف عليهم، محملاً ابن عمته "سيادة الرئيس" (الجميلة) كونهم كما قال: هدول مِنَّا!!!
عاد الحاج رامي مخلوف ليظهر نفسه زاهداً في هذه الدنيا ولا يفعل إلا ما يرضي الله وعباده المؤمنين، مسخِّراً نفسه لأعمال البر والإحسان، وهو لا يملك من متاع هذه الدنيا إلا بعض ما منَّ الله عليه من تعبه وعرق جبينه، هذه الكم شركة وكم بنك وبعض الفنادق الفارهة في دبي وسويسرا وباريس ولندن وشركة طيران واحدة وحيدة الله وكيلكم. مع ملكية الأسواق الحرة في المطارات والموانئ ومعابر الحدود السورية فقط. إضافة إلى شركات وشراكات ومؤسسات أخرى صغيرة تعد بالعشرات، ولكن كل أرباحها مجتمعة لا تعادل أرباح سوق حرة واحدة. وكي لا يُتهَّم الحاج رامي بالمراوغة، فهو للحقيقة ولمخافة الله، فأنه أيضاً يملك (سيريا تل) التي سخَّر سبعين بالمائة من أرباحها للأعمال الخيرية. وإذا كان هناك من لا يصدق هذا الكلام، فها هي دفاتر الحسابات مفتوحة للجمهور لمن يريد التدقيق. وهي حسابات موثقة وموثوقة، كما كلام الحاج رامي تماماً. ذلك لأن الله لا يحب الكذابين والمنافقين. وقد كان طوال مسيرته العملية رجلاً نادراً في الصدق والاستقامة والإيمان!!!!
لقد تعب الرجل كثيراً منذ غادر رفعت الأسد سوريا حاملاً معه بضعة مليارات إلى أرض الغربة. فتشكلت بإشراف والده، ومن ثم هو، العصابة الجديدة بحماية الأب القائد وأبنائه من بعده، لتجريد الدولة والشعب كل ما يمكن تجريدهم منه. ولا شك أن هذا الأمر يحتاج إلى الكثير من الجهد والعرق والمتابعة، وعلى مدار عشرات السنين. وسورية المعطاءة الخيرة لم تكن يوماً ضنينة عل أبنائها الغيورين من أمثال هذه العصابة. فقدمت لهم كل ما يريدون، وأكثر. بما في ذلك الجوائز الكبرى من اليانصيب الذي تديره الدولة، وكانت تلك الجوائز تأتي، وبالمصادفة دائماً، من نصيبهم.
ويأتي اليوم من يطلب منهم تسديد "الضرائب" كما يقولون. وهم الذين لم يتعودوا يوماً على دفع ضريبة. بل كانت الضرائب تدفع لهم عن كل خطوة يقومون بها. هذا باستثناء الحاج رامي مخلوف الذي لم يمد يده يوماً إلا للمال الحلال!!! وعوضاً عن الآخرين جميعاً، عليه هو أن يسدد هذه "الضرائب" باعتباره كبيرهم. وكما يقول المثل: كبير القوم خادمهم.
الحاج رامي اليوم غير قادر على دفع المبلغ المطلوب لشركائه لأنه لم يبقَ لديه إلا مصروف الجيب. فقد توزع أبناؤه بينهم ما كان لديه من سيولة، والباقي استثمره كله في شراء عقارات وأسهم في البنوك والشركات وما شابه. وذلك لكي يدعم اقتصاد البلد الذي صار في الهاوية، وما زاد عنده من مال وزَّعه كله للأعمال الخيرية، وكأنكم لم تسمعوا بجمعية البستان الخيرية!!!
ياجماعة ارحموا عزيزَ قومٍ ذَلْ. وترقبوا الحلقة الثالثة من المسلسل المشوق (عودة الحاج رامي مخلوف) قريباً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - من يصدق رامي مخلوف؟؟
ماجدة منصور ( 2020 / 5 / 5 - 04:11 )
حينما نصدق بشار الأسد فإنه لا بد ان نصدق رامي مخلوف ..الله لا يخلف عليه0
جميع السوريون و بلا إستثناء حتى أحبائنا المجانين لا يصدقون هذا الحرامي و من لف لفه0
و يجب أن لا ننسى أن المخلوف الحرامي هو من عظام رقبة الزرافة..الله لا يسلم فيه ولا عضمة0
رأيت فيديوهات هذا المرتزق و أصابني الغثيان...اي و حق عشتار التي بها يمترون0
الموضوع وما فيه: إن حرامية سوريا و مافياتها المتأصلة قد بدأوا الحرب بينهم0
هي خلاف عائلي ..,ليس إلا..ايها المحترم...و بكره بيتصافوا على كاس متة
نحن ندرك أنها عصابة الأسد و مخلوف و شاليش و من لف لفهم من سارقي قوت السوريين
يا رب عشتار...أرني بهم يوما أغبر من أشكالهم المعتة0
و بس
شكرا0

اخر الافلام

.. انهيار ريم أحمد بالدموع في عزاء والدتها بحضور عدد من الفنان


.. فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي




.. فرحة للأطفال.. مبادرة شاب فلسطيني لعمل سينما في رفح


.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص




.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض