الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البطالة في زمن الكورونا

شاكر عامل

2020 / 5 / 5
ملف 1 ايار-ماي يوم العمال العالمي: العمال والكادحين بين وباء -الكورونا- و وباء -الرأسمالية- ودور الحركة العمالية والنقابية


شهد العالم خلال العقود الثلاث الاخيرة، مختلف الانواع من الامراض القاتلة، التي اودت بحياة الالاف من البشر، مثل الايدز، سارس، ايبولا، وغيرها .وعلى الرغم من ان شعوب العالم ودوله، استطاعت مواجهة هذه الامراض واحتوائها،
والسيطرة عليها والحد من انتشارها، بفضل التظامن الدولي والتعاون والمساعدة المتبادلة ،الا انها رغم ذلك تبقى بؤر تهدد شعوب الارض بالخطر. واليوم نحن امام تحد جديد في مواجهة فيروس كورونا المستجد، المسبب لمرض كوفيد 19. كثر الحديث وقيل وكتب عن هذا الفيروس،عن اسبابه ومنشأه وانتشاره بهذه السرعة، وكذلك اشيع الكثير من الاراء والملاحظات والافكار ،بما فيهانظريات الشك والمؤامرة . التي سادت منذ ظهور فيروس كورونا،الى جانب محاولات حكومية وغير حكومية لاحتواء الفيروس والسيطرة عليه، وسط حالة من التشاؤم وعدم اليقين لجهة انعدام العلاج والدواء لمكافحة هذا المرض. الا اننا مع هذا وذاك ورغم التشبث بالامل في تجاوز هذه الجائحة، نعيش اصعب ظروف الازمات في الوقت الحاضر، بما يحمله الظرف الراهن من تحديات مصيرية،واحداث كارثية سببها فيروس كورونا ،انعكس تاثيرها على مجمل تفاصيل الحياة بمختلف عناوينها بشكل كارثي .ومن اهم تلك العناوين التي تاثرت سلبا بسبب فيروس كورونا، هي الاقتصاد والصحة العامة، وان العلاقة بين الاقتصاد وديمومته وتطوره وبين سلامة المجتمعات صحيا، علاقة ذات ضرورة تفاعلية متزامنة لا انفكاك فيها. والانتاج في مختلف انواعه ومراحله في الصناعة كان ام في الزراعة او التجارة او الخدمات وغيرها، يحتاج الى القوى والموارد البشرية الازمة لصالح ديمومته وتطوره،ومن ثم دعم الاقتصاد.وهنا في هذا الموضع بالذات اصيبت عملية الانتاج، سواء المحلية منها او العالمية بمقتل جراء تفشي فيروس كورونا. اذ قامت مختلف حكومات دول العالم بمحاولات لاحتواء المرض والسيطرة عليه، وفي الوقت الذي لم يكن هناك لقاح او دواء لمكافحته،لجأت تلك الحكومات الى اجراءات الوقاية للتخفيف من شدة الخسائر، اتخذت الحكومات اجراءات مختلفة متفاوتة حسب شدة الاصابة وشدة الخسائر البشرية،حيث لجأت البلدان التي تضررت بشدة الى اجراءات وقواعد صارمة لمواجهة المرض، وكان منها قواعد التباعد الاجتماعي، وعدم الاختلاط، والعزل الذاتي، والحجر الصحي للمصابين ،ومن ثم الاغلاق سواء جزئيا كان ام كليا. تلك الاجراءات والقواعد التي اتخذتها مختلف الحكومات والدول، انعكس تأثيرها سلبا وبشكل كارثي على مفاصل الانتاج المختلفة والمتنوعة، ومن ثم الوضع الاقتصادي بشكل عام. فقد تقلصت وتائر الانتاج او توقفت كليا في الكثير من القطاعات الانتاجية،واغلقت غيرها في قطاعات اخرى، تنفيذا للاجراءات والقواعد الحكومية. وذلك كان اكثر وضوحا في الدول الغنية وذات الاقتصاد القوي، مثل دول امريكا الشمالية وبعض دول الاتحاد الاوروبي ، وبعض دول جنوب شرق اسيا ودول الخليج العربي.هذا التباطؤ في الانتاج ومن ثم تعطل الانتاج في تلك الدول، واغلاق ابواب المصانع والمتاجر والاسواق ، كبيرا كان ام صغيرا، ادى الى كارثة لا تقل عن كارثة الفيروس والمرض المسبب نفسه. انها البطالة ... حيث لجأت الشركات في مختلف تلك الدول في الغالب حسب شدة الاجراءات وتباينها بين هذه الدولة وتلك ،الى تسريح عمالها وموظفيها بسبب العزل والاغلاق وتوقف دورة الانتاج. على خلفية هذا الظرف الكئيب وبسبب الحجم الكبير في اعداد العاطلين بسبب الاغلاق وتراجع الانتاج وخوفا من وصول الاقتصاد الى مرحلة الركود،اتخذت بعض الدول الغنية اجراءات لحماية اقتصاد بلادها، حيث قامت تلك الدول بتخصيص مبالغ خيالية لدعم الاقتصاد وحمايته من الانهيار بسبب الاغلاق.ذهبت تلك المبالغ لتعويض الشركات عن انلخسائر الناجمة عن الاغلاق،وكذلك تعويض العمال والموظفين المسرحين بمبالغ لا تكاد تفي متطلبات المعيشة والتعليم والرعاية الصحية وغيرها من المتطلبات للاسر الفقيرة ذات الدخل المحدود،خلال فترة البطالة والاغلاق، ويبقي المستقبل مجهولا بعد التعافي وعودة دورة الانتاج لملايين العمال العاطلين او المعطلين بسبب كورونا والاجراءات الحكومية والاغلاق.هذا في الدول الغنية.اما في الدول الفقيرة فأن اجراءات العزل والاغلاق بسبب فيروس كورونا فهي اكثر قساوة وكارثية ،ليس على الذين يعملون في القطاعات الحكومية والخاصة فقط، بل على الملايين الذين يعملون بأجر يومي،اولئك العمال غير النظاميين الذين سيكونوا الاكثر تضررا بسبب افتقادهم لمؤسسات التامين اوقات الازمات،وكذلك العمال المهاجرين، ففي تلك البلدان الفقيرة والنامية تنعدم المساعدة الحكومية لتعويض الشركات والافراد الذين تضرروا بسبب الاغلاق والطوارئ ومنع التجول ،وسبب عدم قدرة تلك الحكومات على تعويض الشركات المغلقة والعمال العاطلين، هو هشاشة اقتصاد اغلب تلك البلدان،اضافة الى المديونية والفساد، حيث تركت مئات الاف الاسر في امس الحاجة لسد جوع اطفالها، وهم يتمنون الموت بفيروس كورونا على الموت جوعا.صحيح ان اجراءات الكثير من الحكومات وخاصة في الدول الغنية ادت الى اغلاق الشركات وعزل الناس، ولكن كانت الشركات هي الرابحة، حيث استغل اصحابها ازمة كورونا لتسريح ملايين العمال، وفيما بعد استفادت تلك الشركات من الدعم الحكومي السخي،لحماية تلك الشركات والاقتصاد من الانهيار، وكان العمال في تلك الشركات الذين تم تسريحهم هم الخاسرون. كانت تلك بعض التوابع الاقتصادية لوباء كورونا،لقد حذرت منظمة العمل الدولية من التداعيات التي ستخلفها جائحة كورونا على الوظائف والانتاج حول العالم، وذكرت في تقرير لها بان سوق العمل يواجه ازمة عالمية منذ الحرب العالمية الثانية.وتتوقع المنظمة<ان تؤدي ازمة وباء فيروس كورونا المستجد الى الغاء 607 بالمئة من اجمالي ساعات العمل في العالم في النصف الثاني من عام 2020. اي ما يعادل 195 مليون وظيفة بدوام كامل، من بينها 5 ملايين في الدول العربية .ذكر تقرير منظمة العمل الدولية القطاعات الاكثر تأثرا بسبب المرض وتراجع الانتاج وهي:
قطاع الغذاء والفنادق<144مليون عامل>.
قطاع البيع بالجملة والتجزئه<582 مليون>.
قطاع العمالة المهاجرة الرخيصة في دول الخليج.
قطاع خدمات الاعمال والادارة<157 مليون>
قطاع التصنيع<463 مليون>
هذه القطاعات المذكورة اعلاه تشكل نحو 37 بالمئه من التوظيف العالمي.
اخيرا هل ان وباء كورونا هو ازمة يولد ازمات؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر تعلن طرح وحدات سكنية في -رفح الجديدة-| #مراسلو_سكاي


.. طلاب جامعة نورث إيسترن الأمريكية يبدأون اعتصاما مفتوحا تضامن




.. وقفة لتأبين الصحفيين الفلسطينيين الذين قتلتهم إسرائيل


.. رجل في إسبانيا تنمو رموشه بطريقة غريبة




.. البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمقا