الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السينما الامازيغية بين سؤال الهوية و قضايا المجتمع الامازيغي 1

المهدي مالك

2006 / 6 / 16
الادب والفن


مقدمة
ان الفنون الجميلة لها حمولة ثقافية و حضارية ببعدها المتكامل العناصر و الانسان المبدع هو ابن بيئته بمختلف مكوناتها الطبيعية و الوجدانية و تجعله هذه المكونات يفكر في العديد من الاشياء كالهوية التي تعد اساس من اسس هذا الانسان المبدع الذي يحاول ان يبدع في ميادين الابداع الكثيرة كالشعر و الغناء و السينما التي تعتبر من الفنون الجميلة التي تعبر بالصوت و الصورة عن العديد من القضايا ذات ابعاد مختلفة كالحروب و الفقر و خصوصيات الشعوب الثقافية و الحضارية و من هذا المنطلق قررت ان افتح ملف السينما الامازيغية و هي تعد نافذة نرى من خلالها قيمنا و ادبياتنا العريقة كمجتمع مسلم و كما نعلم فالدين الاسلامي له مكانة مرموقة عند الامازيغين منذ قرون عديدة و الذي ينكر هذا فلم يفهم تاريخ المغرب بشكل صحيح او يعتقد بالخرافات التي حاولت تشويه الكيان الامازيغي بشتى الطرق و الوسائل منذ اكذوبة الظهير البربري .

اول فليم في تاريخ السينما الامازيغية
في بداية عقد التسعينات من القرن الماضي خرج اول فليم ناطق باللغة الامازيغية في التاريخ و انذاك كنت مازلت صغيرا و لم ادرك عظمة هذا الفليم الذي يحمل العديد من المعاني العميقة و الرموز الدالة و اسم هذا الاخير هو تامغرت ؤورغ أي امراة من الذهب و هذه تعتبر اشارة قوية بان المراة عندنا لها مقام محترم و تساهم هذه الاخيرة في نشر قيم العفاف و الشرف المهمان في مجتمعنا الامازيغي و هذا الفليم اعتبره شخصيا كنزا من كنوزنا الثقافية و الحضارية لانه يتطرق الى مشاكلنا كالتخلف الديني الذي جعل اجدادنا يقدسون الخرافات و اولياء الله الصالحين اكثر من خالق الكون الذي له مفاتيح الغيب و هذا التخلف قد منع اجدادنا من الادراك مجموعة من المسائل كالهوية و الانتماء الى هذه الارض الطاهرة و هذا التخلف هو احد الاسباب المباشرة لعدم تقدمنا في ركاب التطور بشتى ابعاده المعرفية و الفكرية و حتى السياسية .
و الذي سيشاهد هذا العمل الرائع سيكتشف العديد من الرموز التي لا يفهمها الا المناضل الامازيغي و من بين هذه الرموز التشبث بالارض و العرض و هذان الرمزان يجعلنا نفكر كثيرا في حضارتنا الامازيغية التي ساهمت بشكل كبير في نشر قيم الاسلام الحقيقي و الذي يؤمن بمفهوم التعايش السلمي بين كل الثقافات و الديانات السماوية و رفض المذاهب المتطرفة كالسلفية و القاعدة و غيرهما من هذه الاخيرة التي دخلت الينا من المشرق و الانسان العاقل لن يرك اسلام اجدادنا المرابطون و الموحدون و انني اؤمن باسلامنا الطاهر و المتسامح و المدافع عن مقدساتنا الحقيقية و ليس الخيالية او المستوردة من منابع التطرف و التكفير و هذه وجهة نظري الشخصية.
و هذا الفليم يعطينا تصور عام عن التخلف الديني في مجتمعنا حيث انه يحاول ان يحارب التقدم الفكري من خلال نشر مجموعة من الاشياء كالشعوذة و الايمان بوجود كائنات خارقة كالجن و عبادة الخرافات اكثر من القران الكريم و الفكر المتنور الذي لا يستطيع ان يعيش في بحور الخرافات الشعبية و يخبرنا هذا الفليم ان مجتمعنا مازال يؤمن بهذه الاشياء التي تمنعه من التقدم و تطور العقول و الافكار.
و كما اشرت بان فليم تامغرت ؤورغ يحمل معاني عميقة و التي تحكي لنا بشكل غير مباشر عن نضالات الامازيغية ضد التخلف و استغلال العقول الضعيفة عن طريق ديننا الاسلامي والامازيغية في هذا الفليم هي تامغرت ؤورغ و التي تدافع

عن ممتلكات زوجها المهاجر الى فرنسا قصد العمل و هذه الممتلكات هي ارضه و عرضه و يخبرنا هذا الفليم بشكل غير مباشر ان من يدافع عن حقوقه الثقافية و اللغوية سيتعرض الى التشويه و الى الاتهام بانه خرج عن الطريق المستقيم مثل ما تعرضت له تامغرت ؤورغ من الاتهام في عرضها كامرأة متزوجة و التي تدافع بكل القوى عن ممتلكات زوجها الغائب ضد الذين يريدون الاستغلال و السيطرة على هذه الاخيرة أي الممتلكات .
و هذه هي قراءتي الشخصية لهذا الفليم الرائع الذي يستحق منا التشجيع و التكريم لانه خرج الى الوجود بإمكانيات ذاتية انذاك و تلك المرحلة لا يوجد أي اهتمام رسمي من طرف الدولة تجاه تنمية الثقافة الامازيغية
و قد شكل ظهور هذا العمل السينمائي حدثا تاريخيا بالنسبة للامازيغين الذين لا يفهمون ما يبث على قنواتنا التلفزيونية من المسلسلات المصرية او المكسيكية التي تعطينا تقاليد غريبة عن مجتمعنا المغربي المسلم و على أي فهذا العمل السينمائي يجسد خصوصياتنا التي اخذت تموت شيئا فشيئا في ظل زمن العولمة و التي لا تعترف الا بقيمها المتوحشة التي تجعلنا ننسى اصلنا و تقاليدنا الجميلة كمجتمع امازيغي الذي يعلمنا ان التشبث بالهوية يعد شيئا اساسيا بالنسبة لاطفالنا و احفادنا و الذين سيحملون هذا الهم الذي انطلق منذ عقود من النضال من اجل رد الاعتبار لهويتنا الامازيغية الشريفة من كل الاتهام .
و خلاصة القول ان فليم تامغرت ؤورغ يستحق اكثر من هذا المقال المتواضع لانه ذو رسالة هادفة و تربوية و يستحق ان يبث على قنواتنا الوطنية التي تشجع المسلسلات المكسيكية اكثر من إبداعاتنا الامازيغية و هذه تعتبر ملاحظة للتامل و التفكير .
للحديث بقية المهدي مالك








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي


.. تسجيل سابق للأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن يلقي فيه أبيات من




.. الفنانة غادة عبد الرازق العيدية وكحك العيد وحشونى وبحن لذكري


.. خلال مشهد من -نيللى وشريهان-.. ظهور خاص للفنانة هند صبرى واب




.. حزن على مواقع التواصل بعد رحيل الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحس