الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
من أجل السلامة العامة !
خليل قانصوه
طبيب متقاعد
(Khalil Kansou)
2020 / 5 / 5
مواضيع وابحاث سياسية
التسليم بأن الحجر المنزلي فرضته متطلبات الصحة العامة في التصدي للوباء و الاعتناء بالمرضى لا يمنع المرء من تفحص الشروط الإضافية في تنظيم العيش المشترك بعد كل بلية تصيب المجتمع . لا سيما أن الأوبئة تتوالى تباعا منذ سنوات 1980 بشكل جديد لجهة صعوبة العلاج بسبب عدم توفر الدواء المناسب ، بالتلازم مع البلايا الأمنية المتمثلة بالحروب الامبريالية و ما ينتج عنها من " خسائر جانبية " بحسب المصطلح المعروف و بأعمال تسمى " إرهابية" ، ناهيك من بلايا الاقتصاد المالي المعولم .
من البديهي أني لست بصدد مقاربة شاملة لانعكاسات هذه الأوبئة على المجتمعات سواء في البلدان التي ما تزال تحت أدارة دولة قوية أو تلك التي تفككت دولتها ، و إنما حملني على التفكر هو أن كل بلية تُغني في ظاهر الأمر ، الترسانة القانونية إلى حد أن الناس يتفهّمون ضرورات العيش في ظل ما يشبه حالة الطوارئ الدائمة متنازلين في الواقع عن حقهم في المساهمة التشاركية في الشأن العام .
يدور النقاش في هذه الآونة حول تطبيق رقمي أعد للهاتف الجوال يسمح "للسلطة " بأن تتعرف ، على هواتف الأشخاص الذين التقوا فيما بينهم . بكلام آخر سيكون باستطاعة " السلطة " بفضل هذا التطبيق أن تحدد مكان الشخص و من هم الأشخاص الآخرين الذين يرتبط معهم بعلاقة ما ، أيا كان نوعها .
يحسن التذكير هنا ، بأن أجهزة المراقبة بالصورة ، موجودة في كثير من المنازل ، و مراكز المدن و الإدارات الرسمية و المصارف و الشركات ، بحجة الاحتياط من السرقة و المحافظة على الأمن المضمّنة كفاح " الإرهاب . و من المعلوم في السياق نفسه أن هناك مراقبة دقيقة على الودائع في المصارف و على المبادلات بواسطة العملة الورقية ، و هذا كله مبرر ، نظريا ، و جزئيا على الأقل ، بحجة تجفيف مصادر تمويل الإرهاب . و لكن ما هو تعريف الإرهاب ؟ تعالوا نبحث على سبيل المثال ،في الوسائل المحدودة ، الإعلامية و البحثية ، التي يمكننا الوصول إليها عن دور الإرهاب في السنوات الأخيرة ، في الحروب الأميركية ـ الإسرائيلية في ليبيا و سورية و العراق و عن مصادر تمويله و سلاحه . أو في أفغانستان !
أود الإشارة أيضا في هذا الفصل إلى و سيلة ذات تأثير كبير من وجهة نظري في سيرورة الاستيلاب الفكري و الإرادي المتواصلة ، التي أحاول تحديد معالمها ، وهي الحصار الاقتصاد ي الذي يُضرب على مجتمعات هي في الحقيقة ، استهلاكية ريعية ، حيث أن الناس مرتهنين للمصارف التي و ضعوا فيها ودائعهم و لحرية حركة الأموال و السلع التي تمسك بعقالها " السلطة " المحاصرة ، تشدها به أو تطلقهامنه ، كما ترتأي حفاظا على " السلامة العامة " !
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. البنتاغون يعلن البدء ببناء ميناء مؤقت في غزة لإستقبال المساع
.. أم تعثر على جثة نجلها في مقبرة جماعية بمجمع ناصر | إذاعة بي
.. جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ
.. ما تأثير حراك طلاب الجامعات الأمريكية المناهض لحرب غزة؟ | بي
.. ريادة الأعمال مغامرة محسوبة | #جلستنا