الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القانون الدولي وقضايا الاعتراف بالدول

مروان هائل عبدالمولى
doctor in law Legal counsel, writer and news editor. Work / R. of Moldova

(Marwan Hayel Abdulmoula)

2020 / 5 / 5
السياسة والعلاقات الدولية


الاعتراف بالدول في القانوني الدولي هو عمل انفرادي تعرب من خلاله الدولة عن استعدادها للدخول في علاقات قانونية مع أي دولة أو كيان واقامة علاقات دبلوماسية كاملة وغيرها من العلاقات .
كل كيان سياسي له تاريخه الخاص في التطور وخصائص التنمية و الدول الغير معترف بها أو المعترف بها جزئيًا ، يعد عملها وتطورها ومكانتها في النظام الدولي واحدة من أصعب القضايا في العالم الحديث ، وكلما تقدم المجتمع الدولي إلى الأمام زادت إلحاحًا مشكلة ظهور الاعتراف باستقلال دول جديدة والاعتراف بها كأعضاء كاملي العضوية في المجتمع الدولي و في الظروف الحديثة أصبحت دراسة القضايا المتعلقة بالمبادئ الأساسية للقانون الدولي وتلك المؤسسات التي تسهل دخول الدول الجديدة إلى الساحة الدولية مسائلة ملحّة.
نماذج من الاعتراف الدولي :
- الاعتراف القانوني : وهو الاعتراف الرسمي الكامل بالدول (الكيانات الشبيهة بالدولة في القانون الدولي) أو حكوماتها ، إن إقامة أو الحفاظ على العلاقات الدبلوماسية يشير دائمًا إلى هذا الاعتراف ، على الرغم من أنه غير ملزم له.
- الاعتراف الواقعي : وهو اعتراف غير كامل وغير حاسم و مع هذا الاعتراف لا يمكن إقامة علاقات دبلوماسية ، ولكن يتم إبرام اتفاقيات تجارية ثنائية ومالية وتعليمية وبيئية وغيرها، يتم استخدام هذا النوع من الاعتراف عندما لا تثق الدولة المعترف بها في قوة كيان القانون الدولي الجديد ، أو عندما تعتبر الدولة نفسها كيانًا مؤقتًا، وتجدر الإشارة إلى أنه على عكس المعاهدات الثنائية ، فإن مجرد حقيقة مشاركة دولتين في معاهدة دولية متعددة الأطراف أو منظمة دولية واحدة لا يمكن أن تشهد على اعترافهما المتبادل بأي شكل من الأشكال.
- الاعتراف المخصص : و هو اعتراف مؤقت لمرة واحدة يتم فرضه من أجل حل قضايا محددة بين الدول التي لا تريد الاعتراف ببعضها البعض رسميًا.
في العالم الحديث هناك الكثير من الدول الغير معترف بها أو المعترف بها جزئيًا ، بعضها في حالة غير مؤكدة لسنوات أو حتى عقود و الدول الغير معترف بها هي الاسم الشائع للكيانات الجيوسياسية في العالم ، التي لديها كل سمات الدولة (السكان ، السيطرة على الإقليم ، نظام القانون والإدارة ، السيادة الفعلية) ، في الوقت نفسه ، ليس لديها اعتراف دبلوماسي دولي كامل أو جزئي ولا تستطيع ان تعمل كدولة في العلاقات الدولية.
هذه بعض نماذج دول في الوقت الحاضر غير معترف بها في العالم:
جمهورية أرض الصومال (أعلنت الاستقلال في 18/5/1991)
وشان (منذ 1996) في ميانمار
جمهورية بريدنيستروفيا المولدافية أعلنت الاستقلال في 1991) عن أراضي مولدوفا.
جمهورية ناغورنو كاراباخ (أعلنت الاستقلال في 2 سبتمبر 1991) عن أراضي أذربيجان. دونيتسك الشعبية وجمهورية لوغانسك الشعبية (أعلن كلاهما الاستقلال في 5/12/2014) في أوكرانيا.
هناك كذلك دول معترف بها جزئياً ، أي استقلالها معترف به من قبل عدد قليل فقط من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ، على وجه الخصوص:
الجمهورية التركية لشمال قبرص (أعلنت الاستقلال في 15 نوفمبر 1983) على أراضي جمهورية قبرص - استقلالها معترف به فقط من قبل تركيا.
جمهورية أوسيتيا الجنوبية (أعلنت الاستقلال في 29 مايو 1992) على أراضي جورجيا ولا يعترف باستقلالها إلا من قبل 4 دول أعضاء في الأمم المتحدة (روسيا ونيكاراغوا وفنزويلا وناورو).
جمهورية أبخازيا (أعلنت الاستقلال في 26 نوفمبر 1994) على أراضي جورجيا ولا يعترف باستقلالها إلا من قبل 5 دول أعضاء في الأمم المتحدة (روسيا ونيكاراغوا وفنزويلا وناورو وفانواتو).
لا تحتوي الوثائق التأسيسية للمنظمات الدولية (بما في ذلك ميثاق الأمم المتحدة على أحكام بشأن الاعتراف بالدول الجديدة كشرط ضروري لقبولها في المنظمة و تشير الأمم المتحدة نفسها إلى أنها ليست دولة ولا حكومة وبالتالي ليس لديها سلطة الاعتراف بدولة أو حكومة معينة و تنص المادة 3 من اتفاقية حقوق والتزامات الدول المؤرخة 26 ديسمبر 1933 والمواد 9 و 12 من ميثاق منظمة الدول الأمريكية المؤرخ 30 أبريل 1948 على أن " الوجود السياسي للدولة لا يعتمد على اعتراف الدول الأخرى بها "
لتصبح عضوا في الأمم المتحدة يجب أن تتلقى الدولة دعم ثلثي الدول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة و بناء على توصية من مجلس الأمن الدولي (9 من أصل 15 من أعضائها بشرط عدم وجود حق النقض من أي من الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن - الصين ، روسيا ، بريطانيا ، امريكا ، فرنسا) وهناك حالات حصلت رفض من الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ، على سبيل المثال ، في حالة كوسوفو وعدم الاعتراف بها من قبل روسيا والصين ، و حالة دولة فلسطين من خلال عدم اعتراف بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا بها .
هناك بعض المعايير، التي يمكن ان تمنح المجتمع الدولي الفرصة لإضفاء الشرعية على الدول المشكلة حديثا وهي :
- يجب ان لا يكون للدولة الجديدة أي مطالب إقليمية ضد دول الجوار.
- يجب أن يكون وجودها بشكل مستقل ، منطقة (حدود) معينة تسيطر عليها الحكومة الجديدة وأن تكون قادرة على حمايتها.
- يجب أن يعمل فيها نظام مالي واقتصادي مستقر يسمح بتزويد السكان بالحد الأدنى الضروري للعيش الطبيعي .
- يجب أن يكون للدولة المشكلة حديثاً حكومتها الخاصة ، القادرة على أداء الوظائف الإنسانية الأساسية بشكل صحيح: تمويل نظام الرعاية الصحية والتعليم وسبل العيش للسكان وتقديم المساعدة القانونية وما شابه ذلك.
- تلتزم الدولة الجديدة باتباع سياسة خارجية وداخلية سلمية ، وضمان حقوق وحريات مواطنيها بالكامل بما في ذلك الأقليات القومية (إذا كانوا يعيشون في هذه المنطقة).
تعد مؤسسة الاعتراف بالدول واحدة من أقدم القضايا وأكثرها تعقيدًا في القانون الدولي و لعدة قرون كانت المشاكل المتعلقة بالاعتراف بالدول واحدة من أكثر القضايا صعوبة في القانون الدولي ويرجع ذلك في المقام الأول إلى حقيقة الأحداث الكثيرة التي تحدث في خارطة العالم ، ونتيجة لذلك تظهر دول جديدة ومع ذلك ، فإن مؤسسة الاعتراف حتى يومنا هذا تخضع للمعايير العادية ولم تنجح محاولات تقنين مؤسسة القانون الدولي هذه ، وبالتالي لا تزال حل قضايا الاعتراف بناءً على ممارسة الدول ومبادئ القانون الدولي المعترف بها بشكل عام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شكرا يادكتور مروان
عصام ابو احمد ( 2020 / 5 / 5 - 18:48 )
تسلم يدك يادكتور على المقال القيم انا اول مره اقرا هذه المعلومات المنسقة

اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -