الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكورونا يدشن لعصر و تاريخ رقمي عالمي جديد

ايليا أرومي كوكو

2020 / 5 / 6
ملف 1 ايار-ماي يوم العمال العالمي: العمال والكادحين بين وباء -الكورونا- و وباء -الرأسمالية- ودور الحركة العمالية والنقابية


الكورونا يدشن لعصر و تاريخ رقمي عالمي جديد فيه ستتغيير الكثير من انماط الفهم و التفكير و الايدولوجيات في كل العالم
أحسب ان مرض فيروس كورونا او ( كوفيد – 19 ) قد بدأ فعلياً في كتابة عهد و تاريخ جديد . نعم فمن بعد عامنا هذا العام 2020 م سيبدأ العالم الحديث اصطلاح جديد للتاريخ يطلق عليه تاريخ ما قبل و بعد جائحة الكورونا . فهذه الجائحة او الفيروسة الصغيرة الغير مرئية تأكد يوماً بعد يوم لجميع بني البشر بأنهم مخلوقين و مجلوبين من مادة الطين البسيطة الرخيصة . و تمضي كورونا في طريقها بثبات كل يوم لتثبت للناس بانهم ضعفاء لا حولة لهم و لا قوة و انهم ليس بأكثر من تراب و انهم الي التراب أصلهم سيرجعون .
في تاريخ ما بعد الكورونا سيحتاج كل البشر الي اعادة صياغة تفكيره بجدية و مراجعة شاملة لمجمل حياته الوقتية القصيرة . هذا ما نحتاجه كأفراد و جماعات قبائل و شعوب و أمم و ديانات و ملل و دول و قارات . التفكير و الامعان و التأمل في كيف نعيش مع بعضنا في عالمنا هذا او قريتنا الصغير . فالعالم اليوم اضحي بحق و حقيقة قرية صغيرة جداً ليس كما كنا نظن في عهد ما قبل الكورونا . لابد من تغيير في الفهم و التفكيرنا بتنشيط الذهن لأعادة انتاج فهم جديد يتوائم التغييرات الجديد التي طرأت علي عالمنا . لم تعد الصحاري البحار و المحيطات تفصلنا و فالفضاء الغلاف الجوي أضحي هو القاسم المشترك بيننا و يربطنا .
فكم واحد منا كان يعرف او سمع عن مدينة ووهان الصينية قبل ثلاثة اشهر من اليوم . شخصياً لم اسمع عن هذا المكان المسمي ب ووهان قبل نهاية مارس المنصرم . لكن في غضون شهرين فقط صارت ووهان المغمورة اشهر مدن العالم ملء السمع و البصر تناهز في شهرتها و ترديدها في الالسن و الوسائد اكثر من نيوريوك و لندن و باريس و مدريد و روما . ووهان هذه الصغيرة بين مدن العالم هي التي صدرت فيروس كورونا لكل العالم واغلقت مئات بل الاف المنازل و البيوت في شتي بقاع العالم . يتمت ووهان و رمل و ثكلت كثيرين من البشر وراء البحار والصحاري و المحيطات عبر الغلاف الجوي .
عليه فعالم اليوم عالم مشترك ان لم يكن في السراء فهو عالم مشترك في الضراء شئنا هذا ام رفضنا . فلا يوجد من بعد الكورونا لايوجد افضلية لعرق او لدين او لون في قرية ما او مدينة لا دولة او قارة في الزمان و لا المكان . فالعدو اليوم عدو مشترك لا جنس له و لون له ولا دين له و هو لا يعرف هذه التباينات الكثيرة بين بني البشر بل يعرف الانسان كأنسان و هذا هو عدوه اللدود . و عليه يجب ان تتضافر و ان تتضاعف جهود كل البشر و ان تتعاون لمحاربة هذه الجائحة و كل الاوبئة و الفيروسات في المستقبل لصحة و سلامة كل البشر .
يجب أعادة التفكير و الفهم في الامكانيات و الموارد الطبيعية و البشرية لخير و فائدة كل البشر . كما يجب اعادة التفكير في الترسانات و الاساطيل و مصانع انتاج الاسلحة النووية و البيولوجية و الكيميائية و الفيزيائية و غيرها و غيرها . فكل هذا اسلحة ذي حدين فبأمكانك ان تقتل بها عدوك و بأمكانها ان تقتلك دون أرادتك كما يحدث اليوم . فهل من بعد الكورونا سيتعلم البشر شيئاً مفيداً من هذا الدرس القاسي و يعملون جهدهم لما فيه الخير . ام سيتمادون فيتوهانهم و غيهم و يواصلون عداواتهم حروبهم و قتالهم لبعضهم .
أظن من بعد تاريخ كورونا كل الامور باتت مجهولة و لا يوجد كبير مطلق فالامكانيات الكبيرة المهولة احياناً تقف عاجزة متحيرة و غير قادرة . عندما يقف العلماء مكتوفين الايدي مذهولين و في حيرة من أمرهم و تعجز العقول و المعامل عن انتاج دواء او عقار علاج او وقاية . عندما يقف رؤساء الدول الكبري خائفين من المجهول مضطربين او عندما يصابون بهذا الداء و يحجرون و يحظرون . و عندما يقف الاغيناء امام ثرواتهم مرتجفين من ملاك الموت و يعجز المال الكثير عن فعل أقل القليل لخلاصهم و نجاتهم .
في النهاية أحسب ان الكوروبا واحدة من أعظم موازين العدالة الالهية بين البشر . لأنها لم تفرق بين جنس ولون او دين و دين . بل ساوت بين الدول العظمي الغنية جداً الصغيرة الفقيرة المعدمة . أذلت الكورونا الكبار و الصغار معاً و جعلتهم يتواضعون أمام الموت طلبين الرحمة و الغفران . و بحسبي سيكون للتاريخ عهد جديد و من 2020م سيأرخ بتاريخ ما قبل الكورونا و من بعد الكورونا ميلاديه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تساهم ألمانيا في دعم اتفاقية أبراهام؟| الأخبار


.. مروان حامد يكشف لـCNN بالعربية سر نجاح شراكته مع كريم عبد ال




.. حكم غزة بعد نهاية الحرب.. خطة إسرائيلية لمشاركة دول عربية في


.. واشنطن تنقل طائرات ومُسيَّرات إلى قاعدة -العديد- في قطر، فما




.. شجار على الهواء.. والسبب قطع تركيا العلاقات التجارية مع إسرا