الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صدمة الجائحة

سفيان الهبطي الادريسي

2020 / 5 / 6
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


في بداية المطاف تداولت الصحف والقنوات العالمية بأن الصين انتشر فيها فيروس بسرعة كبيرة خلف فيها خسائر بشرية ثم انتهت بمحاصرة هذا الأخير واستجبنا لهذا الخبر بشيء من الغرابة والخوف والاستهتار لكن بعد انتشاره في ايران وإيطاليا وما خلف فيهما من خسائر بشرية مهولة بدأ الأمر يصبح أكثر جدية الى أن سمعنا بالقرار الحكومي مفاده غلق الحدود الجوية والبرية للحد من انتشار هذا الفيروس بعد ظهور حالات إصابة قادمة من الخارج ثم بعد ذلك ظهور حالات محلية وبؤر موبوئة بالفيروس ثم غلق جميع المؤسسات المدنية والمراكز التجارية باستثناء الغذائية منها ثم بعد صدور قرار الحجر الصحي الذي يهدف الى تحقيق فكرة التباعد الاجتماعي، وهكذا تشكلت الصدمة شيئا فشيئا.
ومن العجيب أن تكون الصدمة جزء مهم من العلاج وقد ظهرت هذه تقنية بداية في علم النفس على يد الطبيب النفسي دونلد أوين كامرون (Donald Ewen Cameron) وذلك باستخدام الصدمات الكهربائية وغيرها في احداث علاج وتغيير في صحة المريض النفسي[1] وبعد النجاح الذي حققته هذه التقنية في علم النفس امتدت الى باقي العلوم والميادين، وهنا نطرح السؤال التالي : ياترى هل يحصل تغيير على مستوى الفرد والجماعة والمؤسسات بعد صدمة كورونا أم ستعود الأمور الى ماكانت عليه في السابق؟ وهل ستكون هناك مراجعة للذات والاستفادة من دروس الفايروس أم لا؟
بعد قرار الحجر الصحي والتزام السكان بالبقاء في منازلهم وقع تغير كبير على مستوى الأسرة فبعد التشظي الذي عرفته الأسرة الحديثة بسبب العزلة والفردانية التي يعيشها أفرادها تحت ضغط الوتيرة السريعة للحياة والتي تساهم في إضغاف التواصل بين أفراد الأسرة، وفي لحظة وجدت الأسرة نفسها مضطرة أن تلازم البيت لأيام وأشهر مع وجود فائض للوقت كل هذا ساهم في أن يتواصل أفراد الأسرة مع بعضهم البعض بشكل أكبر كأنهم يتعرفون على أنفسهم من جديد ، الا أنه قد يسأل سائل : كيف تتلاحم الأسرة وتتحد في هذه الظرفية والأخبار تؤكد أن نسبة العنف الأسري ارتفعت وبشكل أخص عنف الرجال للنساء، وجوابا على هذا السؤال يمكن القول بأن كل مجتمع أو شعب تتحد عناصره عند وجود عدو خارجي يهدد وجوده كيفما كان هذا العدو وأبسط مثال على ذلك حدوث غزو أجنبي لشعب ما حيث يحشد ذلك الشعب كل جهوده ويوحد وجهته من أجل الدفاع عن نفسه ولا شك أن هذا الفايروس عدو للبشرية جمعاء وهذا ما يجعل العالم بأسره يقف في صف واحد من أجل التغلب عليه، وبناء عليه يمكن القول أن الأسرة صارت أكثر التحاما وتكاثفا من أجل التصدي لهذا العدو المجهري وهذا على مستوى الجماعة أما على مستوى الفرد فقد تخلى كل فرد من المجتمع عن العادات والهوايات والإدمانات التي كان يمارسها بشكل طبيعي في حياته اليومية سواء كانت سلبية أم إيجابية مثل عادة التسوق من المحلات التجارية بالنسبة للنساء وعادة الأكل في الشارع وعادة الجلوس في المقاهي ومشاهدة مباريات كرة القدم بالنسبة لجمهور الرجال وهذه العادة مترسخة جدا في المجتمع المغربي إضافة الى ادمان السجائر والمخدرات من طرف شريحة عريضة من الشباب، وحتى ان لم يكن هذا التخلي بشكل مطلق عن هذه الممارسات فانه تخل جزئي عنها، واذا أردنا أن نوضح المسألة بشكل أكبر يمكن اعتبار الحجر الصحي مثله مثل السجن المؤقت حيث يفقد المرأ فيهما حريته التي كان يتمتع بها ولكن هل هذا السجن المؤقت أو الصدمة التي تحدثنا عنها يمكنها إحداث تغيير جذري في الأفراد والجماعات والمؤسسات، بالنسبة لي احتمال التغيير الجذري على مستوى الأفراد والجماعات قد يكون بعيدا ولكن ستكون هناك مسائلة ويقظة ومراجعة للذات أما على مستوى الدول والمؤسسات فقد يكون هناك تغيير جذري بحسب ما صرح بذلك خبراء مثل الميليادير الأردني طلال أبو غزالة وغيره في العديد من القنوات العربية والعالمية [2]


[1] https://www.mayoclinic.org/ar/tests-procedures/electroconvulsive-therapy
[2] https://www.youtube.com/watch?v=E1I_4edELzY








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -غادرنا القطاع بالدموع-.. طبيب أمريكي يروي لشبكتنا تجربته في


.. مكتب نتنياهو: الحرب لن تنتهي إلا بعد القضاء على قدرات حماس ع




.. وزير الخارجية السعودي يتلقى اتصالًا هاتفيًا من نظيره الأميرك


.. حرب غزة: بنود الخطة الإسرائيلية




.. الجيش الأميركي: الحوثيون أطلقوا صاروخين ومسيّرات من اليمن |